ما جرى في البيت الابيض للرئيس أبو مازن شيء غير عادي ، وفوجئت بهذه الحفاوة الغير عادية كما فوجيء الكثيرون
وصعق الكثيرون أيضا ً ممن كانوا يجهزون أنفسهم كبدائل.
الكارهون تفاجئوا لأنهم راهنوا.على نهاية أبو مازن سياسيا
والمحبون كانو يتمنون عليه الإستراحة .. العمر له حقه
ولكن الرئيس وأي رئيس يفضل الموت على الكرسي...
كنت من المعتقدين أن ترامب هذا الوحش الهائج سيتعامل مع الرئيس بفوقيه وجلافه كبيرة وذلك لما رأيته منه وسلوكه الغريب العجيب حتى مع السيدة ميركل المستشارة الألمانية
فمن أبو مازن فلسطين أمام ميركل ألمانيا..!!؟
بصراحة ..أبو مازن فاجأنا بأنه أهم من ميركل ومن ألمانيا
فالمسأله تتعلق بفلسطين وقضية فلسطين وما لها علاقة بالمنطقة والترتيبات القادمة وما لها وما عليها من استحقاقات
وفلسطين ليس إستثناءً.. فالكل في غاطس في الميمعه ...
شاء من شاء وأبى من أبى
وبغض النظر عن تفكير ترامب وهدفه من هذه الحفاوة والإحترام الذي كان واضحا ً وهو يشكر الرئيس ويمجد بقواته الأمنيه وأنه يؤيد قيام دولة فلسطينية بجانب الكيان
كل ذلك يعطي مؤشرا على أن هناك تغيرا ً واضحا ً لدى السياسة الأمريكية الجديدة ربما (الإحتواء الكامل )
أبو مازن وكما قلت سابقا لا يكل ولا يمل ولا يُغلق عليه باب إلا وفتح أكثر من نافذه ..اللهم إلا في داخل فتح أغلق الأبواب والنوافذ بينه وبين خصومه القريبين وأضاع المفتاح...
ما يهمنا هنا وبدون الدخول بالتفاصيل التي ربما سنعرفها من الإعلامي البارز ناصر اللحام والذي رافق الرئيس إلى واشنطن
ما يهمنا هنا معرفه بعض الأمور التي يمكن أن نبني عليها في تحليلنا أو رأينا بالزيارة التاريخية
فمن أهم ما حققه الرئيس في هذه الزيارة التي يقال أنها ناجحة.. فلا نعلم ما جرى خلف الكواليس اللهم أن ترامب أكد على حل الدولتين وأشهر ذلك بإعترافه بفلسطين من خلال العلم الذي كان خلفه
لقد حقق الرئيس أمورا ً من أهمها
أولا ..ضمن بقائه رئيسا لفترة من الزمن وهو الذي قيل عنه كثيرا ً من خصومه.... أنه في غرفة العناية وأنه انتهى
وحتى من محبيه... أنه تعب ويريد أن يستريح...
ثانياً..قمة و اشنطن ناقشت ثلاثة قضايا ألا وهي ..
الارهاب .. التنسيق الامني ..و تحسين الوضع الاقتصادي هنا نتحدث عن دولة شرق أوسطية لها ما لها وعليها ما عليها
من إلتزامات ضمن تحالف جديد يتطلب مزيداً من الإعداد والعدة كي يساهم في الحرب على الإرهاب ..
وهنا السؤال...هل كل هذا الرضى والقبول ..أليس له ثمنه ..!
وهل سيكون هناك حلا ً منطقيا ً للقضية بما يشكل الحد المتوسط للثوابت التي منها الدولة كاملة السيادة على حزيران والقدس عاصمة
بمعنى آخر ..هل سيكون حلا يُلزمنا كفلسطينيين ان نجند أبنائنا تحت راية التحالف القادم ..وسلاما ً مع إسرائيل وحربا في ميادين أخرى...!
العودة للمفاوضات وقد حقق الرئيس مكسبين أيضا ..
الاول عقد القمة مع ترامب وثانيا المفاوضات التي ستعطيه نفسا وحضوراعلى المستوى الدولي والإقليمي ناهيك عن الفلسطيني الداخلي
بغض النظر عن رؤيتنا عن الثوابت أو ما يقال عن تنازلات
فالرئيس أبو مازن اليوم أفضل حالا من ذي قبل ..
فمع ما حملته الزيارة لأمريكا من دعم معنوي ..كيف لا..وأمريكا هي السيد الذي يأمر الجميع في المنطقة .
وقد أشاد ترامب بسياسته الحكيمة وقال ندعمك لتحقيق السلام
أبو مازن الذي سيقول في نهاية الأمر ..
هذه حماس اليوم تقر بالتفاوض وعلى برنامج جديد تماشيا مع الواقع بعد أن دمرت غزة
وها نحن كما نحن لم نُبدل ولم نُغير وقلنا من البداية مفاوضات بدون مقاومة.. ولم تُدمر الضفة
هنا أضاف أبو مازن إلى رصيده بعد وثيقة حماس التي عملت نوعا من التوازن السياسي بين موقفها وموقف أبو مازن ...
وما في أحد أحسن من أحد
وسيكون أبو مازن الأقوى لأنه سيثبت صحة سياسته أمام حماس التي خونته وخونت أبو عمار قبله ..
هذا كله بالرغم من رؤيتنا الوطنية التي نرى أننا لم نحقق شيء من تطلعاتنا الوطنية في الحرية والإستقلال ، وكله متروك للوقت الضائع الذي ستستغله إسرائيل في تغيير الواقع على الأرض وهي تضرب بعرض الحائط كل شيء حتى تحقق هدفها في بلع ما تبقى من أرض فلسطين..
المهم أن أبو مازن عاد وقد جمع مزيدا من الأسهم التي تجعله واثق الخطى وخلفه الحليف الأقوى في العالم
فهل كل ذلك سيغير من نتنياهو وليبرمن عن غطرستهما
وهل ستبدأ المفاوضات من جديد مع فارق الراعي الأمريكي
فاليوم الراعي والراعية جميل جمال ..آخر صرعة أمريكية
ملاحظة ..ترامب قادم بعد شهر للمنطقة....سيزور بعض الدول
يريد أن يرى بعينه ويتأكد ... أن كله تمام....!
من المؤكد السعودية تمام والكويت تمام..الأردن تمام التمام
المشكلة عندنا ...هل سيجد كل شيء ..تمام يا فندم...!!
لننتظر ونرى الزلزال القادم
#منذرارشيد-رأي