إن إضراب الحركة الاسيرة في سجون الاحتلال يشكل نقطة ضوء في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني رغم صمت بعض الانظمة العربية وتواطؤ العالم الذي يصمت ولن يحرك ساكنا امام ما يعانيه اسيرات اسرى الحرية والكرامة في سجون الاحتلال الصهيوني ، ومن هنا فأن المعركة التي تقودها الحركة الاسيرة هو صراع من اجل انتزاع الحقوق للأسرى الابطال الذين يعانون من الممارسات القمعية الصهيونية ، التي تعتبر انتهاك صارخ لكافة القوانين والمواثيق الدولية التي كفلت الحق الإنساني للأسير ، وخاصة اتفاقية جنيف والمواثيق الدولية التي أعطت الحق لاي شعب محتل بمقاومة الاحتلال بكافة الوسائل الممكنة والمتاحة وان أعمال المقاومة بحسب نص تلك القوانين والاتفاقات والمعاهدات لا تعتبر عمل مقاومة المحتل إرهابا ، إن على حكومة الاحتلال أن تعطي للأسير الفلسطيني كافة حقوقه لكونه أسير حرب علما أن معظم الأسرى الفلسطينيون مدنيون وعلى كيان الاحتلال الإفراج الفوري عنهم استنادا الى المعاهدات والاتفاقات الدولية التي تنص على الإفراج عن هؤلاء الأسرى فور انتهاء الأعمال الاحتجاجية .
إن ما تقوم به حكومة الاحتلال الصهيوني من اجراءات عنصرية داخل المعتقلات يتنافى وابسط الحقوق الانسانيه وان تصريحات قادة الاحتلال ضد أسرانا البواسل أمر لا يمكن السكوت عليه، ويجب على المجتمع الدولي مسائلة ومحاسبة قادة الاحتلال على تصريحاتهم التي يشتم منها العنصرية البغيضة .
ان مطالب الحركة الاسيره الفلسطينية المحقة تستدعي تحركا عاجلا لعقد جلسه طارئة لمجلس الأمن ومجلس حقوق الإنسان للبحث فيما يتعرض له الأسرى الفلسطينيون والعرب من خطر داهم يتهدد سبعة آلاف اسير بفعل ما تقوم به حكومة الاحتلال تجاههم وتجاهل مطالبهم وهم يعيشون حياة تهدد حياتهم وهم يخوضون إضرابهم عن الطعام لانتزاع حقوقهم الشرعية التي كفلها لهم القانون باعتبارهم أسرى حرب وتنطبق عليهم الاتفاقات الدولية المنصوص عليها باتفاقية جنيف والقانون الدولي الإنساني فان على المجتمع الدولي باجمعه بمساندة هذه الحقوق ،وإلا فأين هي الحرية والديموقراطيه التي تنادي بها أمريكا وأوروبا لتحقيقها واسرى الحرية يتعرضون لأبشع أنواع الاعتقال وحجز الحرية التي تتنافى مع ابسط الحقوق الانسانيه.
ان قضية الأسرى المضربين عن الطعام في سجون الاحتلال تتطلب من الجميغ بذل كل ما يلزم من الجهود في سبيل تحقيق مطالب الاسرى ووقف الاعتداءات الصهيونية المتكررة بحقهم وخاصة الغاء الاعتقال الاداري باعتباره قرار ظالم ومجحف يرتقي إلى مستوى جريمة حرب ويتنافى مع كل المعايير والقوانين الدولية المنصوص عليها، بحق اسرى الحرية البواسل الذين لا يملكون سوى ارادة الصمود والتصدي بوجه هذه الاعتداءات اليومية والمتكررة.
امام كل ذلك نقول أن اسرى الحرية يعلمون إن الصبر عزيز والمقاومة عزيزة خلف القضبان، فالقادة احمد سعدات ومروان البرغوثي وكافة قادة الحركة الاسيرة اقويا أشداء عظماء ، وهم يقودون المعركة بمستوى توقعات الشعب الفلسطيني، لانهم مؤمنون بأن الحرية لا تأتي بالاستجداء ولا وبالعويل بل تأتي بارادة النضال، ونحن نؤمن بأن مسيرة النضال والكفاح هي
الاقوىفي وجه احتلال غير إنساني ويخالف كل المواثيق والاتفاقيات الدولية,مما يتطلب من الأمم المتحدة الوقوف ضد سياسة الاحتلال والعمل على تنفيذ قرارات الشرعية الدولية واتفاقية جنيف، وأن قضية الأسرى أصبحت قضية إنسانية وأخلاقية قبل كل شيء.
ختاما : نطالب كافة الاحزاب والقوى العربية واحرار العالم بتفعيل دورهم في الوقوف مع الحركة الاسيرة، و أن الصمود الفلسطيني سيستمر على أرضه رغم كل ممارسات العدو الصهيوني من اعتقال وسجن وقتل وتدمير فلا بد لشعبنا ان ينال حريته على أرضه ووطنه.
بقلم/ عباس الجمعة