مختمر أيها الحقل
1
تتصلب رمال الشاطئ
كأنها مسامير زجاجية
كان البحر بياض الهلال
والأشرعة إيمان يرتعش
القارب كفن
يبحث عن يابسة القبور
بحر النبي لا ماء فيه
وبحرنا هادر بالدم
سبعة بحور لاعتياد الطوفان
كل بحر بكاء للشمس
فأيهما يبعث موتنا
وأيهما ينتظرنا
في فسحة البرزخ
2
كيف نكون خطاك
وأنت الطريق
وكيف نبتعد عنك
ونجدك خلفنا تسير
نهرب من مخالب الدروب
تكون بظلنا لصيق
أين المفر من حصارك
إن فتحنا وجه الحلم
تقول الموت بكم يليق
إنه الوباء القادم
وشيء من الجنون
3
لا حدائق للأزهار
كي تتنزه الفراشات في الألوان
تهبط أقراط الغيوم
فوق غابة الصنوبر
يتحول مزاج المطر
إلى وتد شائك
وحده الريحان يستفيض
كثيراً يستفيض
حد الموت
4
ابتلعت الدروب
كل العابرين
ثم غفت على خد زهرة
بقارعة الخطى
قبل أن يقد البحر
شراع الغيم
فكم ربيع للفراش الجاثم
في كأس السفر
وكيف نختزل مسافة الشجر
لنحمل عرينا ونحترق
نتعلم الهروب من الوطن
5
مختمر أيها الحقل
اسكب إذن في طاسي
راح الكروم الراحلة
واعزف لحن الوداع
واروي ظمأي
بكوب من التعب
لا تعبث بالمرادفات
ولاتكن على عجلة من المعنى
فعلى أكتافهم شجر السرو
يمتد حتى أقدامهم العارية
تماماً عارية
إلا من سويداء القلب
حسن العاصي
كاتب وصحفي فلسطيني مقيم في الدانمرك