أثار فيديو قصير لا يتجاوز الدقيقة الواحدة يظهر فيه نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل وهو يلقي وثيقة حماس الأخيرة في سلة المهملات، مجموعة كبيرة من علامات الاستفهام، ومجموعة كبيرة من الدلالات السياسية.
لقد اعتبرت حركة حماس وعبر ناطقها الرسمي أن موقف نتنياهو يعبر عن ضعفه، دون أن تضيف شيئا يتعلق بالدلالات السياسية.
جاءت خطوة نتنياهو مستبقة الخطوات التي أعلنت عنها حركة حماس أنها بصدد تسويق وثيقتها للمجتمع الدولي والإقليمي، وأنها تعبر عن رؤية جديدة تتبناها الحركة. كأن نتنياهو أرسل رسالة إلى المجتمع الدولي والإقليمي مفادها رفضه لوثيقة حماس، وأنها لم تلبي المطالب الإسرائيلية، وأن حماس ما زالت حركة إرهابية، وبالتالي هذه الوثيقة لا تساوي شيئا ومكانها الطبيعي سلة المهملات، وعلى المجتمع الدولي والإقليمي عدم التعامل لها وعدم الاستماع إلى مروجيها، فما زالت حماس تقول شيئا وتفعل على أرض الواقع شيئا آخر، كما صرح نتنياهو وأركان حكومته.
إذن نتنياهو كسر خطوات حماس وأضعف توجهها، أو على الأقل قلل من قيمتها السياسية والدبلوماسية أمام المجتمع الدولي والإقليمي، لأن هذا المجتمع ما زال يتعامل مع القضية الفلسطينية بأعين إسرائيلية، وما تريده إسرائيل هو الذي ينفذه المجتمع الدولي والمحيط الإقليمي.
إن إسرائيل وقادتها ونتنياهو نفسه لا يؤمنون بالورق والتصريحات الإعلامية والتفسيرات السياسية، إنما بالخطوات العملية والإجراءات على أرض الواقع. وإسرائيل لن تؤمن لحركة حماس إلا إذا أعلنت حماس موافقتها على شروط الرباعية، وعلى رأسها الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود، حينها سوف تصبح وثيقتها قابلة للنقاش والاستماع والتسويق الدولي، وسوف تفتح لها كل الأبواب.
فهل حركة حماس لديها الاستعداد للاعتراف؟، لا أعتقد أن حركة حماس في الوقت الحاضر لديها الاستعداد للاعتراف بإسرائيل، فقد أخذت حماس 30 سنة لكي تعدل من مواقفها وتوافق على إقامة دولة في حدود الرابع من حزيران 1967، لذلك هي تحتاج إلى 30 سنة أخرى لكي تأتي بموقف جديد.
لقد صاغ نتنياهو في الفيديو القصير رسالته إلى حماس والمجتمع الدولي والمحيط الإقليمي، بأن هذا موقفنا من حماس ووثيقتها الجديدة. لذلك يبقى الصدام قائما بين حماس وإسرائيل، وما رسالة نتنياهو إلا تأكيدا على استمرارية الصدام والصراع.
ناهـض زقـوت