نشطت هذه الايام مراكز الدراسات في غزة وبلقاءات مباشرة مع قادة حماس يدعى لها الكتاب والمفكرون والمحللون السياسيون ونخب مجتمعية فقبل الاعلان الوثيقة بأسبوعين تقريبا تمت دعوتى من العلاقات الاعلامية في حركة حماس، هذا الجمع الذي يزيد تعداده عن 60 من تلك الفئات الوطنية ومن خلال للقاء مع الاخ صلاح البردويل ومن ثم من ايام بلقاء مع الاخوة قادة حماس في غزة وعبر كون فرنس مع رئيس المكتتب السياسي الاسبق لحماس الاخ خالد مشعل واليوم ومن خلال مركز الدراسات السياسية والتنموية بلقاء مع الاخ الدكتور محمود الزهار ابو خالد وتحت عنوان "الخطاب الدولي لحركة حماس في ضوء وثيقتها السياسية .
منذ البداية قد فسرنا وفهمنا وثيقة حماس بانها امتداد للتجربة الفلسطينية وهي صحوة تتجاوز اوسلو للرجوع للخلف نحو الثوابت الفلسطينية في الصراع القائم مع المشروع الصهيوني وهي قضية ارض وحقوق لا حدود جغرافية مختزلة وتحت أي من المسميات التي تم اعتمادها بمشروع ما يسمى "" سلام الشجعان " وتداعيات هذا المشروع على البرنامج الوطني والعمق التاريخي والوطني والقومي والديني لمفهوم المشكل للقضية الفلسطينية ، وقلنا هذا هذه الوثيقة تحسب لحماس ولا تحسب عليها اذا ما طورت للتجاوز وثيقة لفصيل واذا ما عملت حماس على بإسناد تلك الوثيقة لمرجعيات وطنية وبإجماع للقوى الفاعلة والحية ولتخرج وثيقة واحدة تعبر عن غالبية الشعب نخاطب فيها دول الإقليم والمجتمع الدولي ، فالقضية الفلسطينية ليست معزولة عن محيطها المتغيرات الحادثة والتي تحدث كما هي وبالرجوع لبعض بنودها بان القضية الفلسطينية وكما عبرت عنها بعض بنود النظام الاساسي لفتح فلسطينية الوجه عربية العمق عالمية الامتداد ولا يمكن فصلها عن محيطها العربي والاسلامي ونعتبر الحركة الصهيونية هي العدو للشعب الفلسطيني وليس الديانة اليهودية كدين.
واعتقد ان المرحلة ليس فيها متسع من الوقت ليعد كل فصيل وثيقة خاصة به بمعزليه عن الاخرين ولا نستطيع ان ننفي او نقول ليس من حق أي فصيل ان لا يضع وثيقة وبرنامج سياسي له ولكن من المهم ان تتكيف تلك البرامج المتعددة باستثناء برنامج اوسلو ونهجه بالتكيف بوثيقة سياسية واحدة .
استمعنا لشرح الوثيقة ورؤية الاخ خالد مشعل لوثيقة حماس وكانت تمتاز بالمرونة مع التشدد في الخصوصية والتشديد عليها ولكن اعتقد ان الوثيقة تمتاز بالمرونة والانتساب للتجربة مما يتيح حرية الحركة والمناورة وكسب الوقت والتعامل مع جميع المتغيرات التي يمكن ان تحدث ، في حين ان الاخ خالد مشعل اكد بإقامة الدولة على حدود الرابع من حزيران ذات سيادة مع اعطاء الاخرين بالتوافق الوطني والاجماع الوطني في البند 20 وتأكيد الوثيقة لعشرات المرات قد اقول لا تنازل عن فلسطين وكل شبر فيها .
ولكن نقطة الخلاف بين ما طرحه الاخ خالد مشعل كرؤية سياسية تختلف عن ما طرحه الاخ الدكتور الزهار فالدكتور الزهار لم يعر انتباه لدول الاقليم وكيف يمكن مخاطبتها او المجتمع الدولي ولكن كان له في هذا اللقاء رؤية دينية للقضية الفلسطينية والقضية الفلسطينية وتحرير فلسطين هي قضية ورؤية دينية والوثيقة هي ميثاق بين مجموعة او رابطة من اجل تنفيذ عمل مشترك وبأهداف واحدة ورؤية واحدة وهي عهد ووثيقة مع الله لتحرير فلسطين حيث يقول سبحانه وتعالى ""واخرجوهم من حيث اخرجوكم " ولذلك المقاومة هي الوسيلة للتحرير والمقاومة تأخذ اشكال مختلفة وفي مراحل مختلفة أي ان المقاومة اداة "" وسيلة ""
اراد الدكتور الزهار ان ينوه عن تفسيرات للبند عشرين الذي يتحدث عن الدولة على حدود الرابع من حزيران وبدون اعتراف بإسرائيل ... قائلا : لن نتفاوض اطلاقا ولا في بالنا ان نتفاوض مع الاسرائيليين وموضحا ان حماس ليس ضد الديانات الثلاث واعز اصدقاءه مسيحي .
هاجم الزهار تيار اوسلو وسلطة رام الله والمأخوذ على الدكتور الزهار كالعادة انه صب حممه على حركة فتح مع اعترافه بان فتح ليس لها قيادة واحدة وتوجه واحد .
وكنا نتمنى ان لا ينظر الاخ الزهار بالنظرة السوداوية للحركة الوطنية الفلسطينية فهناك في فتح والحركة الوطنية هم في الخنادق المعاكسة لنهج محمود عباس ومجموعته المتمترسة في القرار الحركي والملحوظ ايضا التعصب الحزبي والرؤية الحزبية والتي يجب ان تتجاوزها المرحلة للخروج بواقع وطني قادر على الصمود والمواجهة فاعتقد جبهة الصمود لإفشال أي مخططات ومشاريع وحصار هو بالعمل على بلورة جبهة موحدة تستطيع فرض مقعد ورؤية لها امام متغيرات قد تفرض على الشعب الفلسطيني .....واذا كان اخي الدكتور الزهار يعمل بنهج التحرير والمقاومة فاعتقد ان هناك كثير من القوى الوطنية وفتح لا يمكن ان تفرط بشبر في فلسطين ومع مرحلية المواجهة وبرنامج التحرير الذي يمكن ان يأخذ اكثر من شكل وبشرط الحفاظ على الاستراتيجية والثوابت .
سميح خلف