اليوم الخامس والعشرين للإضراب....
حالة من الذهول والصدمة العميقة تصيب كل نفس شريفة تواقة للحرية ومؤازرة لنصرة أسرانا البواسل القابعين في غياهب باستيلات الظلم والعذاب وهم يخوضون غمار معركة البطولة والعزة والشرف,معركة الحرية والكرامة والتي شرعت من أجل التخلص من براثن الإذلال والمهانة ولتحسين أوضاعهم المعيشية والإنسانية داخل سجون الاحتلال فقط لا غير وليس كما يروج لها الساقطون في مستنقعات الوحل والقذارة’فقد دخلوا أسرانا جنرالات الصبر المضربين عن الطعام لليوم الخامس والعشرين على التوالي والذي يقدر عددهم بأكثر من 1600أسير من إجمالي 6500 أسير فلسطيني في سجون الاحتلال,دائرة الخطر وتزداد الخطورة على وضعهم الصحي كلما أطال عمر إضرابهم,حيث من البديهي جداً وبعد مرور- 25- يوماً على إضرابهم المفتوح عن الطعام أن تظهر علامات الإعياء على صحتهم الجسدية,حيث بدأوا الأسرى البواسل يسقطون على الأرض نتيجة الوهن والدوخة والآلام الشديدة التي اجتاحت في كافة أنحاء الجسم وتعرض الغالبية العظمة منهم إلى تقيؤ الدماء وفقدان التوازن والحركة النقص الحاد والواضح في أوزانهم.والتي أصبحت أجسادهم الطاهرة تذوب كما تذوب الشموع لتنير دروب الآخرين...
أليس من حق شعبنا الثائر الهادر المرابط في كل المواقع والميادين والمتضامن مع الأسرى المضربين عن الطعام بأن يتساءل عن الإجابة الغامضة وراء استنكاف خمسة آلاف أسير فلسطيني يقبعون خلف قضبان الأسر حتى الآن من كتابة مقالي لا يشاركون إخوتهم ورفاقهم الأسرى رفاق القيد والمعاناة والدم والمصير والهدف الواحد وكأنه الأمر لا يعنيهم لا من قريب ولا من بعيد,بعد مرور خمسة وعشرين يوماً وحواسهم الخمس وأعضائهم الداخلية في خطر حقيقي وهم يواصلون جهاد النفس والذي هو أعظم وأشرف مراتب الجهاد بإضرابهم المفتوح عن الطعام في معركة الحرية والكرامة من مشاركتهم...
علماً بأن مشاركة آلاف الأسرى في سجون الاحتلال من المستنكفين وانخراطهم في معركة الكرامة تعد نصراً كبيراً وانجازاً عظيم للحركة الوطنية الأسيرة على الاحتلال الإسرائيلي بكل مكوناته ومؤسساته الأمنية وسوف يقصر ذلك من عمر إضرابهم عن الطعام ويقلب موازين المعادلة لصالح الأسرى المضربين أمام غطرسة وعنجهية إدارة مصلحة السجون,ويقوي من شوكة الأسرى ويعيد الهيبة المفقودة من سنوات للحركة الوطنية الأسيرة, فأمام هذا التقاعس والتخاذل لا عذراً لأحد من الإخوة والرفاق من الذين لم يشاركوا مع الأسرى المضربين عن الطعام والذي بدأ بتاريخ 17 نيسان/ أبريل 2017 إلا باستثناء كبار السن والأشبال والنساء ماجدات فلسطين والمرضى والذين يقدر عددهم (700) مريض منهم (18) بمرض السرطان و(34) بمرض القلب و(2) بالالتهابات والكبد الوبائي مهما كانت الأسباب والذرائع الواهية...
إلا إذا كان المتقاعسون والمستنكفون من الأسرى مسيسين ويتآمرون بمرجعية تنظيماتهم الحزبية بعدم المشاركة فتكون تلك مصيبة وطامة كبرى وإذا مازالوا يخصصون الخاص ويقزموا الأمور لمصالحهم الفئوية والحزبية المقيتة على حساب المصالح العليا لشعبنا الفلسطيني وقضية الأسرى فعلى الدنيا السلام,فاستصرخ فيكم كل الضمائر بأن تراجعوا فوراً وطنيتكم وتحكموا ضمائركم فلا تدعوا لليأس يدخل قلوبكم ويعشعش في عقولكم,فما النصر إلا صبر ساعة,وصبركم أقوى من جدران الزنازين والأسلاك الشائكة,فأنتم أسرانا البواسل والله تشكلون ثقب في كل قلب مواطنة ومواطن حر شريف,فسارعوا قبل فوات الأوان وادخلوا التاريخ من أوسع أبوابه بالألتحاق بركب سفينة معركة الكرامة مع الأسرى المضربين عن الطعام,فالتاريخ لن يرحم كل من تخاذل وتقهقر عن المشاركة في معركة الحرية والكرامة واكتفى بالصمت يراقب وينتظر نتائج حصاد ثمار النصر,فلا تجعلوا من عزوفكم عن المشاركة في معركة الكرامة يتقاطع مع سياسة إدارة مصلحة السجون النازية بحق إخوتكم ورفاقكم الأسرى المضربين عن الطعام....
طوبى إلى الهيئة القيادية عن إضراب معركة الكرامة بقيادة القيادي الفتحاوي البارز مروان البرغوثي أبا القسام
طوبى لمن التحق من فرسان الحرية جنرالات الصبر بمعركة الحرية والكرامة ....
المجد للشهداء والحرية لأسرى - والشفاء العاجل لجرحانا البواسل - والنصر لشعبنا الفلسطيني الأبي....
بقلم الكاتب//سامي إبراهيم فودة
[email protected]