أبو الغيط: معالجة القضية الفلسطينية أولوية الأولويات

أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط على أن معالجة الوضع في فلسطين يجب أن يتصدر قائمة الأولويات في القضايا المطلوب معالجتها في الشرق الأوسط.
وقال أبو الغيط في ندوة جرت في "المعهد الملكي للشؤون الدولية" في لندن "تشاتهم هاوس" إن "قضايا أخرى يبدو أنها تشكل الاهتمام الأول على حساب القضية الفلسطينية وما إذا كان هذا الأمر مفيدا؟.. قال أبو الغيط  لمحاورته في هذا اللقاء البارونة اليزابيث سايمونز : "حتى عام 2011 كنا كمسؤولين في دول العالم العربي (كان وزيراً لخارجية مصر) نتحدث عن قضايا وقف الاستيطان في فلسطين ووضع ضوابط له وعن كيفية إنشاء الدولة الفلسطينية وعن إحداث تقدم وتحقيق حل عادل في فلسطين، وفجأة تحولت الأنظار إلى جهة أخرى ووضعت القضية الفلسطينية جانبا".
وأضاف قائلا: "الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قال إنه يسعى إلى حل شامل وواسع للوضع في فلسطين، لننتظر ونرى ماذا سيتحقق، ولكن برأيي الخاص إن إسرائيل ليست متحمسة للتوصل إلى حل يرضي الجميع: وأتمنى أن تضغط أمريكا عليها لدفعها نحو التوصل إلى هذا الحل وعدم الاطمئنان إلى أن الوضع سيستمر في الانفجار في العالم العربي على حساب القضية الفلسطينية ولجعل إسرائيل تحترم الحلول التفاوضية الجدية والعادلة".
وعبّر أبو الغيط عن تحفظه إزاء الجانب السلبي الذي انبثق عن "ما سمي بالربيع العربي" الذي ساهم بتعزير تدخل إسرائيل وإيران وتركيا في الشؤون العربية، حيث يتواجد الآن نفوذ قوي لإيران في أربع دول عربية ولتركيا في شمال دولتين عربيتين بينما تتلهى إسرائيل في تجاهل الحلول العادلة للقضية الفلسطينية وتشجع استمرار النزاعات في المنطقة التي تضعف التركيز عليها.
وحض على ضبط توسع نفوذ إيران في العالم العربي والتواجد التركي في الأراضي العربية والاسترخاء الإسرائيلي إزاء حقوق الفلسطينيين وعدم التقاعس في التفاوض الجدي مع قياداتهم. ورفض المنطق القائل إنه يحق لأي دولة إسلامية التدخل في شؤون أي دولة إسلامية أخرى بحجة ضرورة حماية شعبها، مشيرا إلى أنه على كل دولة الاهتمام بشؤونها هي وحدها وترك الدول المجاورة لمعالجة لشؤونها بنفسها.
وأسف أبو الغيط لكون ستة ملايين من العشرة ملايين فلسطيني في العالم يخضعون للاحتلال، وأن إسرائيل تعتقد بأنه بإمكانها فرض استمرار مثل هذا الوضع بالقوة.
وأوضح أن الجامعة العربية لعبت ومستعدة للعب دورها وقدمت ودعمت المبادرة العربية للسلام في مؤتمر القمة العربية في بيروت عام 2002، التي تعهد القادة فيها بمقايضة تسمح بتوفير السلام والعلاقات مع إسرائيل في مقابل استعادة الأرض المسلوبة ولكن هذا العرض بقي مجمدا لـ15 سنة. كما أيدت الجامعة قرار الأمم المتحدة (مجلس الأمن فيها) بالاعتراف بضرورة إنشاء الدولة الفلسطينية (وذلك في عام 2016) علما بأنها ساهمت في التوصل إلى هذا القرار أيضا.
وسأل ممثل فلسطين في المملكة المتحدة الدكتور مانويل حساسيان، الذي حضر الندوة إلى جانب معظم السفراء العرب وعميدهم سفير الكويت خالد الدويسان،: "هل من الممكن التوصل إلى مفاوضات سلام فلسطينية إسرائيلية فاعلة في ظل هيمنة اللوبيات المؤيدة لإسرائيل على القيادة والكونغرس في أمريكا؟ وهل باستطاعة دونالد ترامب أن يتوصل إلى الاتفاق الشامل الذي يسعى إليه؟
وردّ أبو الغيط قائلا إن الأمر يتوقف على مدى وقيمة السعر الذي ستطلبه إسرائيل للتوصل إلى مثل هذا الحل الذي يقول ترامب إنه يتوق إليه، وهل بإمكان الفلسطينيين تقديم المزيد مما قدموه حتى الساعة للتوصل إلى مفاوضات فاعلة. ولم يكن المجال مفتوحا للسؤال عما إذا كانت المفاوضات الخاضعة لشروط إسرائيل ستؤدي إلى المزيد من التنازلات الخطيرة من الجانب الفلسطيني لإسرائيل.
بيد أنه قال إنه ربما يصدق حسن نية ترامب لأنه من الضروري استمرار الأمل في التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية يزيل الألم عن الشعب الفلسطيني ويحقق العدالة للجميع، وإذا لم يتواجد الأمل، فإن النزاع سيستمر (برأيه) لمئة عام.
ولدى سؤاله عن ماذا بإمكان بريطانيا أن تفعله لتحقيق طموحات وتطلعات الشعب الفلسطيني، قال أبو الغيط إن أول ما يمكنها أن تفعله هو عدم الاحتفال بمئوية "وعد بلفور"، لأن مثل هذا الاحتفال سيثير مشاعر سلبية كثيرة وليس هناك ضرورة "لزيادة الطين بلة"، كما يقول المثل، فهذا الأمر يوسع الجرح العميق لدى الفلسطينيين ويشعرهم بالمزيد من الإهانة.

المصدر: لندن - وكالة قدس نت للأنباء -