بحبح يكشف عن رؤيته لمستقبل القضية الفلسطينية

بشارة بحبح.webp

اعتبر بشارة بحبح مؤسس ورئيس مؤسسة "الأميركيون من أجل السلام العالمي" أن الحوار مع الإسرائيليين هو الخيار الوحيد الواقعي في ظل غياب قوة عسكرية فلسطينية مؤثرة. وقال في حديث مطوّل لموقع "الجزيرة نت"، "ما المضاد للحوار  العمل العسكري؟ ليس لدى الشعب الفلسطيني أي عمل عسكري". 

وأضاف بحبح "القضية الفلسطينية استحوذت -خاصة في السنتين الأخيرتين- على اهتمامات العالم بأكمله، وهذا الاهتمام لم تحظَ به القضية الفلسطينية من قبل، لا منذ عام 1948 ولا قبل ذلك. وحاليا لا توجد لدينا خيارات سوى الحوار، على أساس أن الورقة الفلسطينية أصبحت أقوى، وإسرائيل أصبحت منعزلة ويتجنبها كثيرون"، داعيا إلى استغلال اللحظة الراهنة: "الواقع الحالي أن لدينا دولا عالمية، حتى الولايات المتحدة، يمكن أن تساندنا في قيام دولة فلسطينية، ويجب أن نستغل تعاطف العالم معنا في هذه المرحلة".

وعن مقومات الدولة المنشودة، قال بحبح "نحن نتحدث عن دولة فلسطينية مقوماتها كاملة لكنها منزوعة السلاح". مستطردا "لن يكون لديها جيش، لكن ستكون لديها قوات لحفظ الأمن الداخلي وعلى الحدود فقط". ثم يصل إلى النتيجة التي مؤداها "قوتنا تكمن في القوى البشرية، وما دامت لديك المقومات البشرية يمكن بناء أي شيء".

أما عن إسرائيل، رأى بحبح أنها "لا مفر لديها إلا قبول الواقع. وهذا الواقع هو أن الشعب الفلسطيني لن يترك فلسطين. وكل ما تريده إسرائيل هو هجرة الشعب الفلسطيني إلى دول أخرى، وهذا لن يحصل. إسرائيل أمامها خياران: إما دولة ديمقراطية واحدة تشمل الجميع، أو انفصال. والانفصال هو الأفضل للإسرائيليين لأنهم يريدون دولة يهودية".

وقال: "المساعدات الأوروبية والأميركية لإسرائيل وصلت لعشرات المليارات منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول". وهنا يوجه سؤالا استنكاريا: "هل تعتقد أن أوروبا وأميركا ستستمران في ذلك؟" ويكمل بعدها: "إسرائيل مجبورة على التعامل مع الواقع، إنها منهارة، والجيش منهار، وقوات الاحتياط منهارة، إنها متعبة جدا وبحاجة إلى سلام".

ورغم كل ما سبق، عاد بحبح ليبين أن هذا الطرح ليس بسيطا إلى هذا الحد، وحسب رأيه "للأسف مصلحة إسرائيل ومصلحة نتنياهو تختلفان، فإسرائيل بحاجة إلى السلام لكن نتنياهو بحاجة إلى الحرب ليبقى في منصبه".

وأبرز ما يميز موقف بحبح السياسي، هو تحوله من داعم متحمس للرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى ناقد حذر، ولعل هذا ما دفعه إلى تغيير اسم منظمة "العرب الأميركيون من أجل ترامب" التي أسست لدعم المرشح الجمهوري في الانتخابات الأخيرة إلى "الفلسطينيون الأميركيون من أجل السلام".

وأوضح بحبح أن تغيير الاسم كان لسببين: "الأول أن الحملة الانتخابية انتهت، والثاني عندما ذكر ترامب أنه يريد أن يحوّل غزة إلى ريفييرا، وكان الانطباع السائد أنه يقصد ريفييرا لصالح آخرين وليس لأهل غزة. حينها قلت: لا، أنا أرفض هذا الكلام، ومن هذا المنطلق غيّرت الاسم".

وذكر بحبح أن ترامب نجح في الانتخابات بناءً على وعده بوقف الحرب على غزة، وفي 19 يناير/كانون الثاني الماضي تم التوقيع على وقف إطلاق النار، لكن إسرائيل خرقت الاتفاق بعد شهرين فقط، والولايات المتحدة رضيت بهذا، والسبب الأساسي أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أقنعها بأنه بحاجة إلى بعض الوقت لإنهاء حركة المقاومة الإسلامية (حماس).

ورغم هذا التوتر، حرص بحبح على تأكيد أن علاقاته بالإدارة الأميركية "ما تزال جيدة". يقول "في الولايات المتحدة لدينا انتخابات كل سنتين، والسنة القادمة لدينا الانتخابات النصفية التي ستقرر ميزان القوى في الكونغرس الأميركي، وهم بحاجة إلى الأصوات العربية والمسلمة، لكنني حاليا لم أعرض نفسي أو قدراتي أو ما يمكنني فعله لمساعدتهم".

ومع ذلك، عبّر بحبح عن قناعة راسخة بقدرة ترامب على تحقيق السلام، "لدي قناعة أن ترامب هو الوحيد الذي يمكن أن يؤثر على إسرائيل أو يضغط عليها، وخاصة على نتنياهو، لأن الأخير ثعلب يصعب معرفة اتجاهاته ونواياه، لكن ترامب يعرفه ويعرف كيف يتعامل معه".

في واحدة من أكثر اللحظات حساسية في مسيرته، لعب بشارة بحبح دورا محوريا في الإفراج عن الأسير الأميركي عيدان ألكسندر المحتجز لدى حماس في غزة. وحول ذلك قال: "نعم، أنا كنت الوحيد الذي يحاور حماس بشأن هذا الموضوع. لم يكن هناك أي اتصال مباشر من ستيف ويتكوف (المبعوث الخاص للولايات المتحدة إلى الشرق الأوسط) أو أي شخص آخر من الإدارة الأميركية".

لكن بحبح يحرص على توضيح دوافعه الحقيقية، "دعني أكون واضحا: يهمني بالطبع أن يُطلق سراح شخص أميركي أسير، هذا واجبي كأميركي. لكن في الوقت نفسه، كان يهمني أكثر إنهاء الحرب. فالجانب الأميركي أقنعني بأن إطلاق سراح عيدان ألكسندر سيؤدي إلى خطوات إيجابية جدا لوقف الحرب. من هذا المنطلق كنت على قناعة بأن إطلاق سراحه سوف يمهّد لوقف إطلاق النار".

وأضاف بخيبة أمل واضحة: "عندما أعرف أن عيدان ألكسندر قبل شهرين أو ثلاثة أعلن أنه سوف يلتحق مرة أخرى بالجيش الإسرائيلي، فماذا يعني ذلك؟ إنه إذا التحق مرة أخرى وأُسر من جديد فهذا شأنه. أنا قمت بذلك لوقف الحرب على غزة، أما مصيره فبيده".


 
 

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - الجزيرة نت