ها هو قد مضى أربعة أسابيع على نضال أسرانا البواسل وهم يخوضون معركة الأمعاء الخاوية ضد السجن والسجان الصهيوني ، أربعة أسابيع يستخدم فيها نحو 1600 أسير فلسطيني سلاح الجوع والعطش في مقاومة الاحتلال الصهيوني الذي يأبى التعامل معهم كأسرى حرب لهم حقوقهم المعترف بها دولياً ، أربعة أسابيع من الجوع والعطش والصمود والتحدي كافية لأن تحرك المنظمات الدولية وفي مقدمتها مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة ومجلس حقوق الإنسان لتعالج قضية الأسرى الفلسطينيين في زنازين الاحتلال الصهيوني .
لقد تحرك الشارع الفلسطيني كما الشارع العربي وكذلك الشارع الدولي ولكن ليس بقوة وحجم المعركة التي يخوضها الأسرى ، فوقفات التضامن مع الأسرى ، والفعاليات المختلفة لمساندتهم في نضالهم ضد الاحتلال الصهيوني لا تصل إلى الفعل المؤثر على الاحتلال ، فالاحتلال لن يرضخ لمطالب الأسرى ، ولن يرضخ للقوانين الدولية إلا بفعل جاد وضاغط عليه .
وأمام صمود الأسرى ، وتعنث العدو الصهيوني في الاستجابة لمطالبهم ، نجد أنفسنا كفلسطينيين وعلى مستوى القيادة الفلسطينية مقصرين بحق أسرانا البواسل ، فقضية الأسرى تعادل في أهميتها قضية الاستيطان ، وهذا يتطلب عملاً فلسطينياً جاداً يضع العالم كله أمام مسؤولياته تجاه الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني ، وهذا العمل الجاد يتطلب من القيادة الفلسطينية بنقل قضية الأسرى إلى مجلس الأمن الدولي ، وإن تعثر ذلك فلتنقل قضيتهم إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة .
إنّ نقل قضية الأسرى إلى المحافل الدولية سيكشف حقيقة موقفها من قضايا حقوق الإنسان عامة ومن قضية الأسرى الفلسطينيين خاصة .
وإنّ الاعتراف الدولي التي حصلت عليه فلسطين كدولة مراقب في الجمعية العامة للأمم المتحدة يضع الـ 138 دولة أمام حقيقة اعترافهم هذا ، هل هو اعتراف شكلي ، أم هو اعتراف جاد ومسؤول له تبعياته المتجسدة بالموقف من التصرفات المناهضة للقانون الدولي التي يمارسها الاحتلال الصهيوني ضد الدولة الفلسطينية أرضاً وسكاناً .
لم يعد متسع من الوقت أمام القيادة الفلسطينية لتعلن اشتباكها مع العدو الصهيوني في معركة الأسرى والمسارعة في تدويلها كقضية إنسانية كبرى ، فهذه المعركة ليست معركة الأسرى وحدهم ، وليست معركة ذويهم أيضاً ، وليست معركة فصائلهم وحسب ، بل هي معركة الشعب الفلسطيني كله وفي مقدمتها القيادة الفلسطينية ، فلا يكفي بيانات الشجب والتنديد والاستنكار لفعل العدو الصهيوني ، ولا يكفي فعاليات التضامن مع أسرانا البواسل ، بل المطلوب من القيادة الفلسطينية نقل معركة الأسرى وبدون تباطؤ إلى المحافل الدولية والحصول على حريتهم وإنقاذهم من زنازين الاحتلال الصهيوني .
حمص في 14/5/2017 صلاح صبحية