في الخامس من أيار 1970 صعد الشهيد البطل عبد القادر ابو الفحم كأول نجمة فلسطينية لتصنع لفلسطين صفحتها هناك مفتتحا بذلك شكلا جديدا من اشكال النضال الفلسطيني عبر انتقال المواجهة الى المعتقلات باستخدام سلاح الجوع وكان ابو الفحم اول شهداء هذه الحرب التي تواصلت ولا زالت لتصل بنا الى ايار 2017 ولنكمل المسير ليرتقي الشهيدين راسم حلاوة وعلي الجعفري بعد عشر سنوات سلم المجد ملتحقين بعبد القادر ابو الفحم نجمتين جديدتين في سماء الحرية القادمة لفلسطين وشعبها وفي العام 1984 يواصل الاسرى معاركهم ليفتحوا بوابة الصعود الى السماء من جديد بروح الشهيد محمود فريتخ ولم تغلق بوابة السماء بعد فقد اعاد الاسرى دق بواباتها بقبضات الشهيد حسين نمر عبيدات في اضراب عسقلان الشهير عام 1992 ولا زال الدرب الى السماء مشرعا.
بدأت مسيرة الاضرابات عن الطعام في العام 1968 في سجن نابلس المركزي حيث خاض الاسرى اول اضراباتهم عن الطعام لمدة ثلاثة ايام مطالبين ادارة العدو بالتوقف عن سياسة الضرب والاذلال واستمر الاضراب لمدة 3 ايام
في العام 1969 عاود الاسرى في معتقلي الرملة وكفار يونا الاضراب عن الطعام ولمدة 11 يوم وقد كانت المطالب بزيادة كمية الطعام والغاء قرار منع تجمع اكثر من اسيرين في باحة المعتقل والغاء كلمة حاضر سيدي للرد على السجانين وادخال القرطاسية وقد قمع الاضراب بكل عنف وعزل الاسرى ولكن كلمة حاضر سيدي لم يعد لها وجود في حياة الاسرى, وبعد ذلك انضمت الماجدات الفلسطينيات في الاسر الى اضرابات الطعام في معتقل نفي ترستا وذلك في 28/4/1970 ولمدة تسعة ايام متواصلة.
في ايار 1970 كان اضراب عسقلان الشهير والذي ارتقى فيه الشهيد ابو الفحم الى العلا واستمر الاضراب سبعة ايام متوالية وقد تم التنصل من تحقيق المطالب بعد ان وعدت ادارة العدو بتحقيقها ليعاود الاسرى في سجن عسقلان اضرابهم المفتوح في 13/9/1973 الى 7/10/1973 وبلا ادنى فائدة سوى الصمود البطولي لتلقين العدو درسا في ارادة الشعب ومناضليه.
يوم 11/12/1976انطلق اضراب جديد مفتوح من سجن عسقلان تواصل لمدة 45 يوم لينتصر الاسرى بتحقيق مطالبهم بإدخال القرطاسية وادارة مكتبة المعتقلات من قبل الاسرى انفسهم وتحسن نوعية وكمية الطعام واستبدال قطع البلاستيك المهترئة.
تراجعت ادارة السجون عن تحقيق المطالب فعاد الاسرى مرة اخرى الى الاضراب يوم 24/2/1977 ولمدة 20 يوم لاستعادة المطالب في الاضراب السابق ومرة اخرى عاودت ادارة المعتقلات التراجع ليبدأ اسرى سجن نفحة الصحراوي اضرابا مفتوحا استمر 30 يوما 14/7/1980 وقد كانت افتتحت سجن نفحة في يوم 1 ايار من نفس العام ليعتبر اسوأ المعتقلات واكثرها قسوة بهدف كسر ارادة الاسرى وقد سقط في هذا الاضراب الشهداء راسم حلاوة وعلي الجعفري وأنيس دولة ولحق بهم فيما بعد الاسير اسحق مراغة وبعد توقف الاضراب بسبب حالته الصحية وما وصلت اليه خلال الاضراب والذي تواصل لمدة 33 يوم وشاركت به سائر المعتقلات بلا استثناء وان بدرجات متفاوتة.
وتواصلت اضرابات الطعام سنة بعد سنة دون توقف الى ان كان اخر تلك الاضرابات يوم 24/4/2014 قبل الاضراب الحالي الذي بدأ يوم 17/4/2017 ولا زال مستمرا وها هو درسنا يتواصل بكل عنفوان الاسرى ليستعيدوا لقضيتنا وكفاحنا عنفوانه الا ان علينا ان ندق الحيطان مرة تلو مرة وان نذكر بلا توقف بان التخطيط السليم وعدم انهاك القوى والتأكد من القدرة على المواصلة حتى النصر هي اساس أي فعل كفاحي وبدون ذلك فان العمل الارتجالي غير الموثوق النتائج ان لم يحقق النصر فان نتائجه ستكون بالتأكيد سلبية ولصالح العدو فاذا لم يتمكن الاسرى اليوم من تحقيق مطالبهم قبل استنزاف طاقاتهم فان علينا ان ندرك اننا نسعى الى النصر لا الى الموت كما يرغب الاعداء.
اعادة فتح تكتيك كفاحي جديد ان تواصل الاضراب لأكثر من ذلك وعبر استشارات اخصائيين بما يضمن سلامة ارواح الابطال بكر وفر لضمان استمرار الاضراب حتى النصر كان تتلون الاشكال وتختلف الاعداد بما يضمن مواصلة لا نهائية للإضراب فالعدو اليوم يراهن قطعا على عدم قدرة الاسرى على الصمود وغياب الدعم العملي عربيا وعالميا وغياب الضغط الفعلي على سلطات الاحتلال بما يضمن رضوخها وبذا فان سلاح الاضراب واستمراره بلا توقف هو اداة النصر الرئيسية التي يجب حمايتها والتمسك بها وضمان ديمومتها وقد لا يكون هنا المجال المناسب لشرح واقتراح اشكال العمل الخلاقة الضامنة لاستمرار الاضراب ولكن على قوى الثورة والشعب ان تسعى جاهدة في سبيل ذلك بدل حالة التصفيق لوجع الاسرى وعذاباتهم.
بقلم
عدنان الصباح