# اضراب – الكرامة متى تتحرك الضمائر

بقلم: سامي إبراهيم فودة

اليوم التاسع والعشرون والأسبوع الرابع على التوالي مع دخول معركة الحرية والكرامة.....
أتعرف ما هو الثمن الذي يدفعه أسرانا البواسل المضربين عن الطعام من أجل تحسين ظروفهم الاعتقالية والحياتية داخل السجون بعد استنفاذ كافة اللقاءات والنقاشات مع إدارة مصلحة السجون الهتلرية...
أتعرف لماذا يلجأ أسرانا المناضلين إلى استخدام السلاح الوحيد اضطراراً للإضراب عن الطعام ضمن معركة قد أطلقوا عليها الأمعاء الخاوية والتي تعتبر من اخطر الأساليب الاحتجاجية المستخدمة في معركتهم ضد إدارة السجون....
أتعرف انه الإضراب عن الطعام حتماً يلحق بالأثر السلبي على جسد المضربين وصحتهم وقد يرتقي منهم شهداء نتيجة صلف وتعنت إدارة السجون من عدم الاستجابة لتحقيق مطالبهم العادلة والمشروعة والإنسانية....
هل تعلم مهما كان قوة وصلابة الأسير المناضل القابع خلف أسوار السجن يتمتع بحالة جسدية ونفسية وعقلية سليمة ولا يعاني من أي أمراض قبل إعلان خوض إضرابه عن الطعام,فمجرد أن يلتحق بركب المناضلين ويدخل غمار معركة الكرامة ويعلن إضرابه سوف يطرأ تغيير كلي على صحة المضرب عن الطعام...
هل تعلم ماذا سوف يحدث للأسير المضرب عن الطعام بعد مرور أول ثلاث أسابيع من عمر الإضراب,أتعرف انه يصاب بأعراض الهلوسة والخرف(بالبلدي بصير يهاتي مع نفسه)وهذا يعني أن الدماغ قد تعرض للإصابة بضرر,وتزداد خطورة الضرر في الأسبوع الرابع حيث يقوم الجسم بتدمير خلايا العضلات...
هنا السؤال المطروح... لماذا يحدث تدمير لخلايا العضلات .؟ أن سبب تدمير خلايا العضلات عند الأسير المضرب عن الطعام هو ناتج عن استهلاك مادة البروتين الموجودة بالجسم وهي كنوع من أنواع الطاقة وهذا الشيء لا يحصل إلا بعد الانتهاء من مخزون الدهون مما يعرض الأسير المضرب للإصابة بهشاشة العظام وضعفها وخاصة بعد مرور أربع أسابيع من توقف تناول الطعام والشراب ويبقى المضرب في دائرة الخطر كلما أطال من عمر الإضراب,فإذا استمر المضرب في إضرابه عن الطعام ودخل بالأسبوع الخامس والسادس فإن احتمالية وقوع ضرر دائم بالدماغ وفشل محتمل لأعضاء الجسم الداخلية وعدم القدرة على القيام بوظائفه بكفاءة مطلوبة واحتمالية الوفاة واردة للأسرى المضربين عن الطعام ....
,ومع مرور فترة الإضراب عن الطعام يصاب الأسير بأعراض مرضية مثل تشققات وبقع حمراء على الجلد وتقصف الشعر والأظافر وحالات الإغماء والدوخة والسقوط على الأرض وألام مبرحة في أنحاء الجسم وصعوبة في الحركة والتنقل وتقيؤ الدم وانخفاض في الوزن وفقدان الاتزان وانخفاض في معدل ضغط الدم والقلب وضمور العضلات نتيجة نقص المواد والعناصر الأساسية التي تمد الجسم بالطاقة وعملية البناء وإذا استمر في مدة الإضراب سوف يتراجع الوضع الصحي للمضرب وتعرض حياته للخطر ويزيد من احتمالات الوفاة..
ندائي إلى كل الشرفاء المخلصين من كل الفئات العمرية وإلى كل الضمائر الحية والقلوب المؤمنة والعقول النيرة, تحركوا فأن أسرانا البواسل في دائرة الخطر واحتمالية ارتقاء شهداء من المضربين متوقع في كل لحظة إذا استمر الوضع على هذا الحال من إقبال ضعيف وخجول وتحرك دبلوماسي لا يرتقي بعد لمستوى نضالات هؤلاء الأسرى القابعين في سجون الاحتلال
كل من يتوجع لألام أسرانا المضربين,يتساءل إلى متى سيبقى هذا الصمت العاجز ومتى ستتحرك الضمائر الغائرة في سراديب النسيان,أين هم مئات الأسرى المحررين الغائبين الذين تحرروا من سجون الاحتلال عن خيم التضامن والإسناد,أين هم خطباء المساجد المسيسين من تكميم أفواههم من ذكر أسرانا المضربين عن الطعام والمنشغلين بالسب واللعن والشتم والتكفير والتخوين, أين هم من أعطوا لأنفسهم مضبطة المشيخة وسموا أنفسهم علماء فلسطين لا نسمع منهم سوى فتاوي القتل وتحريم الحلال وإحلال الحرام- أين هي القنوات الفضائية الفلسطينية والعربية من معاناة الأسرى المضربين,أين هم أقاليم فتح المقصرة من المشاركة في فعاليات التضامن مع الأسير,أين هي الفصائل الوطنية والإسلامية والمؤسسات القانونية والحقوقية والإنسانية والحكومية والأهلية,أين,أين,أين هم هؤلاء المتخاذلين من أسرانا الميامين اتقوا الله في شعبكم وفي أسراكم أيها المتقاعسون....
المجد للشهداء والحرية لأسرى - والشفاء العاجل لجرحانا البواسل - والنصر لشعبنا الفلسطيني الأبي....

بقلم الكاتب//سامي إبراهيم فودة
[email protected]