اغتال مجهولون يوم الجمعة 24/3/2017 بالتزامن مع تحليق طيران الاستطلاع الإسرائيلي في أجواء قطاع غزة، القائد في الجناح العسكري لحركة حماس الأسير المحرر مازن فقهاء، بعدد من الرصاصات من مسدس كاتم للصوت اخترقت جسده بداخل سيارته في كراج العمارة السكنية التي يقطنها في حي تل الهوى وسط مدينة غزة.
صمت الاحتلال الإسرائيلي وقت تنفيذ جريمته، ظنا منه أن تضيع خيوط الجريمة، وحينها دقت ساعة الصفر بإعلان وزارة الداخلية في قطاع غزة حالة الاستنفار الأمني وأغلقت كافة المنافذ البرية والبحرية للقطاع ووضعت الحواجز بالشوارع الرئيسة والمتفرعة بغزة.
وبدأت الأجهزة الأمنية بتتبع خيوط الجريمة ونسج الخطط ووضع الأدوات رغم إعلانها أسبوع توبة للعملاء المتعاونين مع الاحتلال في محاولة منها، كشف لعبة الاحتلال الخبيثة في وحل قطاع غزة.
الحكاية بداية كانت غامضة وظن العملاء الخونة أنهم سيفلتون من قبضة الأجهزة الأمنية وشباك صيدهم وأن فعلتهم ستمر دون عقاب لعدم وجود أية أدلة دامغة تثبت تورطهم بجريمتهم النكراء، بل وحاول الاحتلال بث سمومه ونشر تكهناته لإبعاد الشبهات عنه حتى لا تنكشف خيوط الجريمة.
ولكن خيوط الجريمة المعقدة تم حل لغزها. ففي غضون 45 يوماً من العمل الشاق لأفراد الأجهزة الأمنية، كُشف النقاب عن شبكة عملاء متعاونين مع الاحتلال بعضاً منهم اغتال وساعد في جريمة الاغتيال للشهيد مازن فقهاء، وقدموا معلومات أمنية استهدفت قادة المقاومة وأبطالها بغية مصالح شخصية، التي حملت اسم "الشيفرة ٤٥" في إشارة إلى عدد العملاء وبث خلالها فيديو لا يتجاوز الـ15 دقيقة ضم اعترافات ثلاثة عملاء متورطين باغتيال فقهاء.
يعتقد العملاء أن شيفرتهم لن تفك مثل شيفرة نبوءات المنجم الفرنسي نيوسترادموس، ظنا منهم ان الجريمة ستغلق لغياب الشواهد والأدلة، ومسرح الجريمة سيسدل الستار دون عرضه لفيلم الاكشن في قلب غزة، وأن العدالة لن تصل إليهم لأنهم محميون من الاحتلال. هذا إنجاز مشهود لوزارة الداخلية بغزة يتطلب رفع القبعات تقديراً لهم.
بقلم/ وسام زغبر