لا تختبروا المقاومة، رسالة واضحة، وجهها الدكتور رمضان شلح و"سرايا القدس" للعدو الاسرائيلي، بأن المقاومة لن تترك الأسرى الذين يدّخلون شهرهم الثاني للإضراب المفتوح عن الطعام في معركة الحرية والكرامة.
خطاب الأمين العام للجهاد، جدد تأكيد حركته على التمسك بخيار الجهاد والمقاومة كخيار استراتيجي في مواجهة العدو الاسرائيلي، كبديل طبيعي عن خيار المفاوضات السلمية التي أثبتت فشلها عبر عقدين من التفاوض العقيم .
الدكتور شلح وجه خطابه في توقيت حساس من تاريخ الصراع مع العدو الاسرائيلي، فمعركة الحرية والكرامة التي يخوضها الأسرى داخل سجون الاحتلال لا تقل أهمية عن ذكرى النكبة في رسالة الدكتور شلح، وترتيب البيت الفلسطيني وتحقيق المصالحة الفلسطينية، وإنهاء الانقسام على سلم أولويات الجهاد الاسلامي.
الدكتور شلح تطرق في خطابه للقضايا المفصلية للشعب الفلسطيني وركز على الثوابت الفلسطينية، وفي مقدمتها الحق الديني والتاريخي في فلسطين باعتبارها أرض الفلسطينيين لا يمكن التنازل عنها أو التفريط بذرة تراب من أرضها .
كعادته فإن الدكتور شلح حاضراً في كل مناسبة حاملاً هموم شعبه، السياسية والأمنية والاقتصادية، محذراً من مغبة اختبار قوة المقاومة سواء بتوجيه عدوان جديد على قطاع غزة أو بالمساس بحياة الأسرى المضربين عن الطعام .
تهديدات الدكتور رمضان شلح ورسالة "سرايا القدس"، تزامنت مع الانجاز الكبير الذي حققته المقاومة الفلسطينية والأجهزة الأمنية بغزة، عندما وجهت ضربة قوية لمخابرات الاحتلال وعملائه بعد النجاح الذي حققته بكشف ملابسات جريمة اغتيال الشهيد القسامي مازن فقها.
تمكّن الأجهزة الأمنية من تفكيك الخلية "45" وكشف عملاء المخابرات المشاركين علي عملية اغتيال الشهيد "مازن فقها"، يبرهنّ على أن عين المقاومة ساهرة على حماية المواطنين وجاهزة للرد على العدو الاسرائيلي في حال فكّر بتوجيه أي عدوان جديد على غزة .
صحيح أن القضية الفلسطينية تمّر بظروف عصيبة بفعل حالة الهوان والخذلان العربي، وقطاع غزة منهك بفعل الحروب المتتالية عليه، لكن ذلك لن يدفعه للتنازل عن حقه بالعودة لوطنه، ولن يتنازل عن ذرة تراب من أرضه، ولن يترك الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي لقمة سائغة يصارعون الموت البطيء.
هؤلاء الأسرى الفلسطينيون الذين يخوضون إضرابهم المفتوح عن الطعام لليوم 32 على التوالي وسط تدهور خطير بحالتهم الصحية، هو ما دّفع أمين عام الجهاد الاسلامي للتهديد بأن المقاومة الفلسطينية لن تقف مكتوفة الأيدي في حال تم المساس بحياة الأسرى.
بقلم/ رضوان أبو جاموس