وقف شامخا ملتحما مع العدو متقدما الصفوف ، إنه الشهيد الوزير زياد أبو عين القيادي بحركة فتح وعضو مجلسها الثوري ، وارتقي شهيدا متقدما صفوف المقاومة ملتحما من نقطة الصفر مع العدو ، لم يتراجع ولم يلبس البدل الرسمية ولا ربطات العنق الفاخرة ولم يجلس خلف مكتب فخم ليردد الشعارات والخطب ويلتقي الفضائيات بل ترك المكاتب ونزل إلي الميدان بين جماهير شعبه يتقدمهم ليواجه الاحتلال بالمقاومة الشعبية والالتحام مع العدو ، ليرسل رسالة الفخر بالوطن والاعتزاز بالمقاومة والتضحية ، ويرسل رسالته للعالم أن القيادة والجماهير معا دفاعا عن الأرض والقضية والحقوق ،
وتوالت الرسائل للعالم بنهج المقاومة الشعبية السلمية التي تبنتها حركة فتح ، حينما تقدم القيادي الفتحاوي والنائب جمال حويل يحمل مقلاعه ليلقي بحجارته علي العدو الصهيوني ليعبر عن الرفض المطلق للاحتلال ومصادرة الاراضي ، وليقول لكل اصحاب الشعارات والخطب الرنانة بان الخطب والشعارات لا تحرر وطن ولا تبني مقاومة ، وأن الميدان وحده هو عنوان التحدي وصدق الاقوال ،
دوما حركة فتح هي السباقة لفهم الواقع والتعاطي مع المستجدات والمتغيرات السياسية ، لتسخرها وفق مصلحة شعبنا وحمايته ونيل حقوقه ، فقبل سنوات اعتمدت حركة فتح المقاومة الشعبية السلمية نهج لتوصيل رسالة للعالم اننا شعب بسيط يبحث عن كرامة وحرية ونتحدى غطرسة الاحتلال وترسانته العسكرية بمقاومة سلمية شعبية ، وحينها خرج عشاق الميكروفونات والفضائيات بخطب وشعارات تخوينيه وتشكيكية ورفضا لنهج المقاومة السلمية والتحام الجماهير مع العدو ، ليلحق بعد سنوات من اتهم وخون وأدان ويدعو لنفس البرنامج ،
ولكن الفرق شاسع وكبير بين من يدعو الجماهير للمقاومة ويتقدم صفوف الجماهير وبين من يدعو الجماهير ويتركهم وحدهم بميدان الالتحام والمواجهة ، فلم نري أحد ممن دعي للالتحام موجودا بالميدان ، أليس لديكم زياد أبو عين أو جمال حويل ؟؟؟ لماذا لا تتقدموا الصفوف وتحملوا حجارتكم لتلقوا بها علي العدو ؟؟؟ لماذا لا تخلعوا البدل الرسمية الوزارية وتلبسوا الكوفية وتحملوا علم فلسطين وتتقدموا الجماهير وتلتحموا علي الحدود مع المحتل الغاصب ؟؟؟
نجاح المقاومة يحسب لها بما تحقق من انجازات لشعبها وقضيته الوطنية وتسليط الاضواء علي معاناة الناس وإرسال رسائل للعالم ببشاعة الاحتلال وممارساته وعنجهيته وجرائمه وكسب الرأي العام الدولي رسميا وشعبيا للتعاطف مع شعبنا ومقاومته وقضيته ، ولا تقاس الانجازات بعدد الشهداء والدماء والإصابات والإعاقات ،
فنحن شعب بسيط لا نملك إلا إرادتنا وإيماننا المطلق بالحق بالحرية والانعتاق من الاحتلال ، لا نملك تكنولوجيا عسكرية ولا جيوش ولا عتاد ، والمعادلة من ناحية عسكرية تصب في مصلحة الاحتلال كونه اقدر واقوي منا عسكريا وتكنولوجيا ، لا نملك إلا العنصر البشري فلنحافظ عليه ولنقلل من الخسائر ،
المقاومة الشعبية تحتاج الي قيادة ميدانية توجهها ، وتحتاج إلي جهود سياسية دبلوماسية تجوب العالم لحشد التعاطف مع قضيتنا ، وليس مجرد خطبة نارية وهتافات وتصفيق ،
المقاومة الشعبية لها أشكالها من القاء حجارة علي العدو وإشعال اطارات واستخدام المقلاع والزجاجة الحارقة ، والسكين بطعن الجنود ودهسهم بالسيارات والشاحنات ، وأيضا خوض الاشتباكات العسكرية بالسلاح والبنادق البسيطة المتوفرة للمقاتل الفلسطيني ، وليس بالشعارات والتهديد والوعيد وتهويل قدرتنا العسكرية لإعطاء العدو مبرر لجرنا لمعركة عسكرية غير متكافئة وله الغلبة فيها ، فنحن لا نملك صواريخ ولا طائرات ولا دبابات ، ولا نملك جيش متقدم عسكريا ، نحن ثوار أصحاب قضية وطنية ، والثوار دوما ينتصرون بحرب العصابات ومباغتة العدو واستنزاف قدراته وإرهاقه ،
حمي الله شعبنا الفلسطيني ، وعاشت فلسطين حرة عربية ، وإنها لثورة مستمرة حتى النصر بإذن الله ،
بقلم/ حازم سلامة