غزة وما تعانيه من حصار خانق، وأزمات تلو الأخرى تضرب سكان القطاع القابعين في اكبر سجن بالعالم، غزة التي يفوق عدد سكانها 2 مليون نسمه تصرخ بكل ألم ولا مغيث لها...
وأمام كل هذه المعاناة أطلق نشطاء شبكات التواصل الاجتماعي هاشتاق #غزة_للمجهول لإيصال صوتهم لكل العالم، وما يعاينه القطاع من مشاكل وعرض لأبرز الأزمات الموجودة حالياً من كهرباء وبطالة وفقر وإلخ...
وغرد يحيى حلس على توتير قائلا (( غزة بتعاني من قلة الماء وقلة الكهربا والفقر المدقع والبطالة والموت البطيء وأجا الرئيس زودها وخصم 30-50% من رواتب موظفي السلطة وحياة الناس في غزة أصبحت جحيما لا يطاق ولم تعد الناس تحتمل أكثر من ذلك! فيا رب اربط على قلوبهم وثبت أقدامهم وتولاهم بلطفك وهل تعلم أن طلاب غزة يدرسون لشهادة نهاية العام بلا كهرباء، وذلك على أضواء الشموع وبعض وسائل الإنارة البدائية )).
بينما كتب ساجـي ((أنا مستعد أصمد يا عزيزي المسؤول لكن كون مثلي وحس بأزمة الكهربا والمي والبطالة اللي عايشها من أكثر من 10سنوات))، أما خلود ذكرت وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"، (( رمضان داخل علينا والكهربا 3 ساعات باليوم )).
ولكن المجهول ليس لغزة لوحدها بل للعالم العربي، وهذا ما كتبه جمال عودة (( بما ان #بنت_ترامب شغلت بال معظم العرب والمسلمين فليس فقط #غزة_للمجهول العالم العربي كله للمجهول)).
أما ديانا غردت قائلة(( على وين الدرب مودينا على اي شط مرسينا ))، وتشاركها جَميله بالقول (( أنا أكتر وحدة كنت ولازلت بحب غزة ومتمسكه فيها ورافضه فكرة السفر بس هلأ لا لا لا لا .. بدي أساافر وخلي غزة للحكومه )).
وكان للخصم نصيبا وكتب صافي في تغريدته ((غزة بتعاني من قلة الميا وقلة الكهربا والفقر المدقع والبطالة والموت البطيء وأجا الرئيس زودها وخصم 30-50% من رواتب موظفي السلطة)).
أزمة إنسانية كبرى في غزة
هذا وحذّر منسق منظمة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في الأراضي الفلسطينية، من حدوث "أزمة إنسانية كبرى"، في قطاع غزة.
وقال روبرت بايبر، في تصريح له:" يمرّ قطاع غزة بأزمة حادة جراء انقطاع الكهرباء منذ منتصف نيسان/أبريل، حيث توقفت محطة غزة لتوليد الكهرباء بسبب نزاع بين السلطة الفلسطينية وحماس في غزة، بشأن النسبة الضريبية المفروضة على الوقود اللازم للمحطة".
وأضاف:" يتراوح مستوى الطاقة الكهربائية منذ منتصف نيسان/أبريل، بين 100 و150 ميغاواط، وهذا يعني أن معظم الأسر والخدمات في قطاع غزة تحصل على الكهرباء من خطوط الشبكة لفترة أربع ساعات متتابعة في أفضل حالاتها، تليها فترة انقطاع تبلغ 12 ساعة متواصلة". ولفت بايبر إلى أن قطاع غزة "محروم من الكهرباء منذ عشر سنوات على الأقل".

الكهرباء 3 أو 4 ساعات و ازمة رواتب
كذلك حذر مدير عمليات الوكالة في قطاع غزة بو شاك، من "تدهور أحوال قطاع غزة، الذي يعيش أزمة وجودية وإنسانية لها أبعاد قاتمة، في ظل الاحتلال ألإسرائيلي المتواصل لخمسين عاماً، منذ العام 1967، والحصار المفروض على القطاع لعشر سنوات متوالية".
ورأى أن "الحروب والصراعات المتتالية على القطاع قد أدخلت موجة من القلق واليأس والاستياء لدى اللاجئين بسبب غياب الأمل وانعدام الأفق لحل سياسي ينهي معاناتهم".
وأفاد بأن هذا الحال "يفرض الضغوط المعيشية والنفسية القاتمة على اللاجئين الفلسطينيين، حيث هناك تداعيات سلبية لغياب الحلول السياسية وتأثيرها على أوضاع اللاجئين، بينما يدرك الكل صعوبة الأوضاع في القطاع، وما إذا انفجرت بسبب تدهور الأحوال المعيشية والحياتية فيه وغياب الحلول، فسيكون لذلك تداعياته الخطيرة".
وأوضح أن ذلك "أثر على وضع اللاجئين الفلسطينيين، وحرمّهم، أسوّة بجلّ المواطنين، من الحركة والتنقل والتواصل، بما أدخل القطاع في ظروف حياتية غير معهودة".
وتوقف عند "تقليص عدد ساعات وصول الكهرباء للمستهلكين إلى 3 أو 4 ساعات يومياً، وتخفيض الرواتب لعشرات ألوف الموظفين، فضلاً عن ملايين الأمتار المكعبّة من المياه العادمة غير المعالجة التي تفيض بها غزة، وتأثير البطالة السلبيّ، لاسيما بين صفوف الشباب".
ارتفاع غير مسبوق في معدلات البطالة
من جهته عقب مدير العلاقات العامة والاعلام في غرفة تجارة وصناعة غزة ماهر الطبّاع على تهدور الاوضاع الحيته بغزة قائلا : "إن الحصار الإسرائيلي المتواصل منذ عشر سنوات أدى إلى ارتفاع غير مسبوق في معدلات البطالة التي اعتبرتها مؤسسات دولية الأعلى عالميا."
وأكد الطباع ، وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"، أن فرص العمل للخريجين والشباب أصبحت معدومة، حتى على صعيد المؤسسات الدولية فالعديد منها قلصت مشاريعها في قطاع غزة واستغنت عن العديد من الكفاءات الفلسطينية والتي أصبحت بلا عمل.
وحذر من أن البطالة تعتبر قنبلة موقوتة تهدد الاستقرار في فلسطين، وأنه بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني ووفقا لمعايير منظمة العمل الدولية، فإن نسبة البطالة في فلسطين قد بلغت 26.9%، وبلغ عدد العاطلين عن العمل 360 ألف شخص خلال عام 2016، منهم حوالي 153 ألفا في الضفة الغربية وحوالي 207 آلاف في قطاع غزة.
وأعلن أن التفاوت ما زال كبيراً في معدل البطالة بين الضفة الغربية وقطاع غزة، حيث بلغ المعدل 41.7% في قطاع غزة مقابل 18.2% في الضفة الغربية، كما بلغت نسبة الشباب العاطلين عن العمل في فلسطين في الفئة العمرية (20-24 سنة) 43.2% في العام 2016، وبلغ معدل البطالة بين فئة الشباب في فلسطين 32.3% بواقع 22.5% في الضفة الغربية، و50.6% في قطاع غزة، ويبقى معدل بطالة الشباب في فلسطين الأعلى في المنطقة.

وصول نسب البطالة لأرقام فلكية في غزة
هذا وتوقع الخبير الاقتصادي سمير أبو مدللة، تدحرج النمو للعام 2017 نحو الأسفل بوصول نسب البطالة لأرقام فلكية في قطاع غزة حسبما تؤكد تقارير الأونروا، مشددا أن أزمة الرواتب الأخيرة ستنعكس على كافة المؤشرات الاقتصادية سلبا معتبرا أن إنهاء الانقسام سيفتح أفقا لحل كافة الأزمات.
وقال أبو مدللة في تصريح لـ" وكالة قدس نت للأنباء " ، أن الحروب الثلاثة الأخيرة أدت لتدمير أكثر من ألف منشأة وتسريح 70% من العاملين في القطاع الخاص، ناهيك عن تأخر عمليات الأعمار .
وبحسب الإحصاء المركزي تبلغ نسب البطالة 43% فيما تصل لدى الشباب إلى 65% فيما تكشف وزارة العمل أن أكثر من 52 ألف عاطل عن العمل من بين 120 ألف خريج مما سيزيد معدلات الفقر في الأراضي الفلسطينية.
وينوه أبو مدللة أنه منذ العام 2007 وحتى نهاية العام 2016 توقف التوظيف في القطاع العام لسكان قطاع غزة مما فاقم أزماته الاقتصادية. ويشدد أن قرارات الرئيس الفلسطيني محمود عباس بخصم 30% من رواتب موظفي السلطة في قطاع غزة سينعكس سلبا على كافة المؤشرات الاقتصادية.
وأكد أن الخطوة ستؤدي لانخفاض الطلب مما سيؤدي لانخفاض كلا من الطلب والاستهلاك والإنتاج والاستيراد مما سيزيد معدلات البطالة ويقلل الخدمات ويأخر المشاريع بما فيها الإعمار، وذكر أن النمو للعام 2017 سيكون النمو فيه سالبا أكثر من الأعوام 2015و 2016 وهى السنوات التي تلت الحرب الأخيرة.
