خمس وأربعون دقيقة

بقلم: صلاح صبحية

خمس وأربعون دقيقة هو الوقت المستقطع من زيارة فلسطين المحتلة الذي تمكن الرئيس الأمريكي ترامب استقطاعه ليخطف برجله إلى بيت لحم مجتمعا بالرئيس الفلسطيني محمود عباس وقت ره الرئيس الأمريكي كافيا ليمنحه لرئيس شعب يعاني من الإرهاب الصهيوني عليه خمس وأربعون دقيقة محسوب عدد كلماتها وأنفاسها فالقضية الفلسطينية لا تستحق أكثر من ذلك والسلام على أرض فلسطين يقرره اجتماع ثنائي ولقا صحفي والمراهنون على نتائج الخمس والأربعين دقيقة هم هؤلا الذين وضعوا كل بيضهم في السلة الأمريكية ملين من السيد الأمريكي أن يمنحهم أي شي من أجل حفظ ما الوجه لدى شعبهم ولكن السيد الأمريكي جا إلى المنطقة ليجرد أصحابها من كل ما يملكون وكان له ذلك فهو يريد أن يرى السلام والأمن قد تحقق هنا لكنه لن يبذل جهدا من أجل ذلك فليتفق الطرفان للوصول إلى السلام الذي يمنح الاحتلال الصهيوني أمانه المنشود
زيارة استبعدت منها كنيسة المهد لا لضيق الوقت وإنما لما تمثله كنيسة المهد في تاريخ النضال الفلسطيني فكنيسة المهد ما زالت ماثلة في إذهان شعبنا قلعة للصمود والتصدي في وجه الاحتلال الصهيوني لأرضنا وملحمة كنيسة المهد لم تنته فصولها المأساوية بعد فأبطال الملحمة ما زالوا مبعدين عن أرضهم وأهلهم خارج الوطن وداخله فكيف سيعبـر الرئيس الأمريكي بوابة الكنيسة ليرى ثار الصمود الفلسطيني فيها فثر بوحي من طاقمه الصهيوني عدم الولوج إلى تاريخ النضال الفلسطيني
هي وعود أمريكية بالسلام لا تتعدى الورقة التي كـتبت عليه كما لا تتعدى هوا القاعة التي نـطقت به ونحن ما زلنا نجرب ما جربناه من قبل والرئيس الفلسطيني أبو مازن كان واضحا عشية الزيارة عندما قال نحن نعمل من أجل قضيتنا في كل مكان ربما تنجح هذه الزيارة ربما تحقق عشرة بالمائة من النجاح وربما لا تحقق شيئا فهل تأكد للرئيس الفلسطيني بأن الرئيس الأمريكي ترامب لن يكون أفضل من سابقيه فسارع لإعلان نتائج الزيارة قبل ساعات من توقيتها بأنها لن تحقق شيئا على صعيد السلام على أرض السلام
خمس وأربعون دقيقة كانت كافية ليذكرنا خلالها ترامب دون أن ينطق بها أن طهروا صفوفكم من الإرهابيين اطردوا حماس الإرهابية من صفوفكم حماس حركة ارهابية فتخلصوا منها أيها الفلسطينيون فالرئيس الأمريكي جا إلى المنطقة ليحصد الزرع الأمريكي تحت عنوان القضا على الإرهاب دون أن يعرف ما هو الإرهاب والذي رفضت الولايات المتحدة الأمريكية تعريفه منذ نحو أربعين سنة منذ أن دأب الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد على مطالبة العالم لعقد مؤتمر دولي لتعريف الإرهاب دوليا فالولايات المتحدة التي كانت وما زالت ورا كل جماعات الإرهاب في العالم منذ بروز القاعدة ومشتقاتها إلى جبهة النصرة وداعش وعشرات المسميات تستدعي خمسا وخمسين دولة إلى الرياض لإعلان الحرب على إرهاب غير معرف دوليا وليصبح فصيلا من فصائل المقاومة الفلسطينية متهما بالإرهاب فمتى أصبحت مقاومة الاحتلال المشرعة دوليا عملا إرهابيا متناسيا ترامب إن الإرهاب الحقيقي هو الإرهاب الذي يمارسه الغزاة الصهاينة منذ مائة عام على شعب فلسطين هذا الإرهاب الذي تغذيه الولايات المتحدة الأمريكي من جيب المواطن الأمريكي على شكل مساعدات يصل في مجموعها إلى ستة مليارات دولار سنويا
زيارة مستقطعة من وقت ضائع دغدغ فيها ترامب أحلام الفلسطينيين هذه الزيارة التي جعلها الرئيس الأمريكي استراحة منتصف الطريق إلى الفاتيكان بعد إثقاله بهدايا الرياض التي عجز عن حملها على متن طائرة الرئاسة زيارة رفعنا فيها صور رجل السلام الأمريكي في شوارع بيت لحم فسخر منا ترامب لأن الأمريكيين الذين انتخبوه رئيسا لهم لم يرفعوا صورة واحدة له لأن صورة الرئيس لا تعني في العرف الديمقراطي الحقيقي سوى عبودية الشعب لحاكمه فلم نجني برفع مئات الصور لترامب سوى الخيبة والرهان الخاسر على العدو الأمريكي الصهيوني نعثناه برجل السلام فإذا به كما كل رؤسا الولايات المتحدة لا يرى السلام إلا بمقدار تنازل الفلسطيني عن حقوقه

حمص في 2352017صلاح صبحية