زيارات الرئيس الأمريكي للمنطقة انتهتوالنتائج التي كان يعول عليها زعما الخليج وبالذات النظام السعودي في رسم شراكة استراتيجية في العلاقة ما بين امريكا وما يسمى بالناتو العربي الإسلامي وكذلك القيادة الفلسطينية التي صدعت رؤوسنا بالزيارة التاريخية لترامب وبأنه طرأ تحول كبير في رؤيته للأمور والسعي لحل سياسي في المنطقة مرتكزه الأساس دولتين لشعبيناتضح بعد إنتها زيارات ترامب للمنطقة بأن ما تحقق هو المزيد من الإنحياز الأمريكي لإسرائيل التي أغرق ترامب في كيل المديح لها والوقوف الى جانبها ضد إرهاب حماس وحزب الله وايرانحماس التي لم تشفع لها التغيرات التي اجرتها على رؤيتها وبرنامجها وإصدارها لوثيقتها السياسية من اجل التكيف مع التطورات القادمة والدخول في بازار ونادي التسويات السياسيةبعدم تصنيفها على لائحة الإرهاب الأمريكي وبمباركة من أقرب حلفائها المصطفين خلف ترامبتماما كما هو حال الرئيس السوداني البشير الذي فرط بوحدة السودان وقسمهافتوبته النصوحة وطلب الصفح والغفران والمجاهرة بالتطبيع مع اسرائيلمقابل تخليه عن تحالفاته وعلاقاته السابقة مع ايران وحماسلم تشفع له بالموافقة الأمريكية لحضور القمة الأمريكية العربية الإسلامية في الرياضفهو مطلوب بإرتكاب جرائم حرب ومتهم بممارسة التطهير العرقي
ترامب أخذ وقبض من العرب كل شيولم يمنحهم سوى وعود بحماية انظمتهم السياسية ضد طهرانبعد ان أفرغ خزانهم من الأموالوبعد ان اجزلوا له ولإبنته الجميلة ايفانكا التي خطفت قلوب وأفئدة السعوديين العطايا والهدايافي حين كل نداات الإستغاثة والمناشدات التي كان يطلقها الفلسطنيين لدعم سعودي وعربي للقدس والأقصى وإنقاذهما من خطر التهويد والأسرلة مجرد حبر على ورق
أمريكا وإسرائيل حققتا ما تريدانه من هذه القمم والزيارات والعرب والفلسطينيينإستمروا في التنظير للهزائم على انها إنتصارات عظيمةوأصبحوا من شدة حالة عجزهم وإنهياراتهم يغرقون في الأوهام اكثر فاكثر فلم تشفع للسعودية كل الأموال التي دفعتها وإستعداد ما يسمى بحلف الناتو العربي الإسلامي بتطبيع وتشريع علاقاته مع إسرائيل ونقلها من الجانب السري الى العلنيمع الإستعداد للتحالف والتعاون والتنسيق معها لمواجهة ما يسمى بالخطر والإرهاب الإيرانيبأن يأتي ترامب على ذكر الاحتلال الإسرائيلي ووقف الإستيطانوبان مرتكز الحل للصراع الفلسطيني الإسرائيليهو دولتين لشعبينبل وجدنا ترامب أكثر إلتصاقا بالمواقف الإسرائيليةحيث شدد على عمق إرتباط دولة الاحتلال بالقدسوبأن أمريكا ستدافع عن إسرائيل وتأمن لها الحماية من اعمال إرهابية تستهدفها من ايران وحماسولم يفوته زيارة حائط البراق المبكى وغيرها من الأماكن الدينية والتوراتيةوتلك المرتبطة بالمحرقة اليهوديةفهو يدرك قوة وتأثير اللوبي الصهيوني في السياسات وصنع القرار الأمريكيوبالمقابل دعا الفلسطينيين الى محاربة الإرهاب والعنف ووقف التحريض حسب قوله على قتل الأطفالولم نلمس أي تراجع في شروطه لعودة السلطة للمفاوضات مع إسرائيلعودة مجرده من كل أسلحتها وإشتراطاتها السابقةعودة بدون شروط ووقف للإستيطانووقف دفع رواتب الشهدا والأسرىووقف التحريض في المناهجوإجرا إصلاحات جذرية في هيكلية الأجهزة الأجهزة دورها ومهاماتهاحل الكتائب المسلحة الفلسطينية واعتقال أعضائها ومرسليهم ومموليهمووقف دفع الأموال لقطاع غزةالخ الشروط التسعة التي نقلها جيسون غرينبلات المستشار الخاص لترامب في لقائه مع الرئيس عباس في المقاطعةوالحديث لم يخرج عن إطار تقديم الدعم للإقتصاد الفلسطيني حتى نقل السفارة الأمريكية لم يتخل أو يتراجع عنه
ولعل الحديث عن قمة تجمعه مع عباس ونتنياهو أصبحت من خلف ظهر نتنياهو ومركبات حكومته اليمينية المتطرفة وما يعرف بالترويكا اليمينية الحاكمة نتنياهو بينت وليبرمان لهم ثوابتهم التي لا يتخلون عنها وهم لا يعانون من عقد الإرتعاش السياسي المستديمة في التعامل مع الأمريكان مثل القيادات العربية والفلسطينية فهم يقولون ليل نهار بأنه لا وقف للإستيطان والقدس موحدة وعاصمة أبدية لدولة الاحتلال وعلى الفلسطينيين الإعتراف بيهودية الدولة وبانه لن تقام دولة فلسطينية ما بين النهر والبحر في منظور العشرين سنة القادمة
منذ زيارة نتنياهو لواشنطن في 1522017تم رسم رؤيا استراتيجية أمريكية إسرائيلية مشتركة تقوم على قبر حل الدولتين وبتهميش القضية الفلسطينية وان لا يتم التعاطي والتعامل معها على أساس أنها جوهر الصراعات في المنطقة وبان تكون الأولوية لمحاربة الإرهاب القادم من ايران وحزب الله وقوى المقاومة الفلسطينية وأي حل للقضية الفلسطينية يجب أن يكون في إطار إقليمي تشارك فيه الى جانب أمريكا ما يسمى بدول الناتو العربي الإسلامي الأمريكي
واضح بعد نهاية زيارات ترامب للمنطقة بان الأمور تسير في هذا النسق والسياقوضمن ما جرى الاتفاق عليه والتقديرات العالية والإنتصارات الوهمية وهيجان السحيجة والمطبلين والمزمرين لم تحجب الحقائق على الأرض فمثل هذه البربوغندا ترافق أي تصريح لرئيس أمريكي ولو على شكل زلة لسان فالقيادات المهزومة والعاجزة بحاجة لمن يستر عورتها التي أصبحت مجردة حتى من ورقة التوت لو بوهم او كلام معسول فالكل يتذكر خطاب الرئيس الأمريكي الأسبق أوباما في حزيران2009 من على منصة جامعة القاهرة هذا الخطاب الذي قال فيه بانه سيقيم دولة فلسطينية في ولايته وسيرسم استراتيجية جدية في العلاقات العربية الإسلامية الأمريكية ليتمخض الجبل ويلد فأرا ميكروسكوبيا رغم كل التطبيل والتزمير الذي تجند له سياسيون واعلاميون ومثقفون وكتاب عرباعتادوا النفاق والتملق والتسلق
مع نهاية زيارات ترامب للمنطقة ذاب الثلج وبان المرج وتكشفت الحقائق الأولوية للتحالف الإستراتيجي الإسرائيلي وحماية امن إسرائيل والحرب على الإرهاب والتطبيع مع إسرائيلو كل ملياراتكم التي استحلبها ترامب منكم لم تجعله ينطق بكلمة إحتلال أو وقف للإستيطان او ان الحل رغم عدم عدالته يقوم على أساس حل الدولتين فهل تأتيكم صحوة من غيبوبتكم ام انكم دخلتم غرف الإنعاش المركزة ولا امل في شفائكم