نفذت وزارة الداخلية في قطاع غزة ، مساء الخميس، حكم الاعدام بحق المدانين الثلاثة بجريمة اغتيال الاسير المحرر الشهيد مازن فقها، القيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس.
وافاد مراسل "وكالة قدس نت للأنباء" بان تنفيذ حكم اعدام بحق العملاء الثلاثة جرى بمقر "الجوازات" وسط مدينة غزة في تمام الساعة الخامسة من بعد عصر اليوم، بحضور جهات رسمية وحقوقية واعيان المجتمع والمخاتير ورجال الإصلاح والعشائر.
وقالت وزارة الداخلية التي تديرها حركة حماس في بيان صحفي اطلعت "وكالة قدس نت للأنباء" على نصه انه "جرى اليوم الخميس، تنفيذ احكام الاعدام بحق المدانين الثلاثة بجريمة اغتيال الشهيد مازن فقها، وبتهمة التخابر مع الاحتلال، بعد استيفاء كافة الإجراءات اللازمة، وهم المتخابر (ا،ل) 38عاما، والمتخابر (هـ،ع) 42عاما، والمتخابر (ع،ن) 38 عاما."
واكدت الوزارة في بيانها ان" تنفيذ الاحكام جاء بناء على احكام محكمة الميدان العسكرية، وهي احكام نهائية باتة، واجبة النفاذ لا تقبل اي وجه من اوجه الطعن حسب قانون العقوبات الثوري لعام 1979م نص المادة 133."
وحكمت محكمة الميدان العسكرية التابعة لهيئة القضاء العسكري بغزة، في جلستها المنعقدة يوم الاحد الماضي، بالاعدام على ثلاثة متخابرين مع الاحتلال الاسرائيلي ادينوا بالمشاركة في اغتيال الشهيد مازن فقها في الرابع والعشرون من شهر آذار / مارس الماضي.
واصدرت المحكمة حكما بالاعدام شنقا بحق كل من المدان (ا.ل) القاتل المباشر للشهيد فقها، والمدان (هـ.ع)، والاعدام رميا بالرصاص على المدان (ع.ن) وهو عسكري.
وجاء في بيان وزارة الداخلية ان "تنفيذ هذه الأحكام جاء استنادا لشريعتنا وديننا الحنيف، والى ما نص عليه القانون الفلسطيني، واحقاقا لحق الوطن والمواطن، وحفاظا على الامن المجتمعي، وبعد التصديق عليها من جهة الاختصاص حسب قرار المجلس التشريعي (رقم 1441 سنة 2016"(."
ولفتت الداخلية في بيانها الى ان النيابة العسكرية وجهت للمدانين تهم الخيانة والتخابر مع الاحتلال "جهات معادية" خلافا لنص المادة (131) من قانون العقوبات الفلسطيني الثوري لعام 1979م، للمدانين الثلاثة، والقتل قصدا مع سبق الاصرار، خلافا لنص المادة (378/أ) من قانون العقوبات لسنة 1979 للمدان الاول "أ،ل"، والتدخل في القتل خلافا لنص المادة (378) معطوفا عليها المادة (88،د) من نفس القانون، للمدان الثاني (هـ،ع).
ونفذت احكام الاعدام بحضور كافة الجهات المختصة حسب القانون وبحسب الاجراءات القانونية المنصوص عليها وبحضور وجهاء ونخب المجتمع الفلسطيني.حسب البيان
ماذا تمنى المدانين الثلاثة تنفيذ أحكام الإعدام بحقهم؟
وقبل صعود المتخابرين (أ.ل) و(هـ.ع) على منصة الإعدام، تحدث معهم وكيل وزارة الأوقاف في قطاع غزة حسن الصيفي، عن آخر مطلب لهم في الدنيا، وليلقنهم الشهادة، فكان مطلب المتخابر (أ.ل) القاتل المباشر للشهيد مازن فقها، أن أبلغ الصيفي إخبار الحضور، بندمه الشديد، وقال: "أنا ندمان ندمان ندمان.. وأطلب منكم أن تدعو لي لا أن تدعوا عليه".حسب وكالة "شهاب" المقربة من حركة حماس
وبعد حوالي 20 دقيقة من وضع مقصلة الإعدام حول رقبته خرجت روحه، ليأتي بعدها تنفيذ الحكم على ذات الطريقة بحق المتخابر (هـ.ع)، وعند تلقينه الشهادة، طلب من الصيفي أن يتحدث للحضور مباشرة، فقال: "أنا بعتذر للشعب الفلسطيني، والله أنا فرحان كتير إني انمسكت قبل ما أموت وأقابل ربي عميل، ديروا بالكوا تصيروا عملا، والله المخابرات الإسرائيلية بتبيعك وهم، ما بهمها، ممكن تقلك أقتل أبوك، أقتل أخوك، وبعدين شو حتستفيد، أنا مرتبط معهم من 1998، إلا تنكشفوا في الأخير، فش إمكانية".
وتابع: "كانت إسرائيل تقولي:"تخافش، الأمن الداخلي بعرفش إشي، حماس بتعرفش إشي، القسام بعرفوش وهي النتيجة، أمانة أمانة تسامحوني، أرجوكم سامحوني، ويا الله سامحني"، ليصعد على منصة الإعدام، وقد خرجت روحه بعد حوالي 17 دقيقة من شنقه.
أما المتخابر الثالث (ع.ن) والذي أعدم رمياً بالرصاص، فقد طلب من الصيفي لدى تلقينه الشهادة، أنه لا يقوى على التحدث، وعلّق الصيفي بالقول: "سألته سؤالين: هل أنت نادم؟ فقال: نعم نادم جدا جدا، وسألته هل تستحق الإعدام، فقال: "نعم أستحق الاعدام".
وتم اقتياد جثث المتخابرين الثلاثة عبر سيارات الاسعاف الى خارج مقر الإعدام لذويهم، فيما ذكرت وكالة "شهاب"، أن عائلة إحدى المتخابرين الثلاثة قد رفضت استلام جثة ابنها.
اعترافات المدانين الثلاثة
المدان (أ،ل)
وارتبط المدان (أ،ل) من مواليد عام 1979م - وهو القاتل المباشر للشهيد فقها- عام 2014 قبل العدوان على غزة مع ضابط مخابرات يدعى "أبو العبد"، وخلال فترة الارتباط قدم العديد من المعلومات المتعلقة بالمقاومة ورجالها، وحصل مقابل ذلك على مبالغ مالية من نقاط ميتة وتم تكليفه بالعديد من المهام كان آخرها عملية اغتيال الشهيد فقها.
كما وقام المدان برصد ومعاينة مكان سكن الشهيد أكثر من مرة، حتى جاءت لحظة تنفيذ المهمة والتي كان المتهم قد حصل فيها على السلاح الناري المستخدم في الجريمة، ثم تلقى تعليمات من ضباط المخابرات بالتنفيذ الفوري بينما كان المجني عليه يدخل سيارته إلى الكراج باغته المدان بإطلاق النيران من مسافة قريبة وبشكل مباشر على الرأس والصدر تاركاً المجني عليه جثة هامدة.
المدان (هـ،ع)
أما المدان (هـ،ع) مواليد عام 1973م، ارتبط مع مخابرات الاحتلال منذ عام 1998م وتواصل مع ضابط التجنيد يدعى "بشير" وخلال فترة الارتباط -التي دامت عشرين عاماً- تنقل بين عدد كبير من الضباط منهم "سلمان وعواد ويزيد ووسيم وأبو الرائد وسعيد وجلال أبو توفيق وبدر وعلي وآخرين".
وقابل المدان المخابرات الإسرائيلية عدة مرات خلال فترة ارتباطه، وتواصل من خلال شرائح "الأورانج" واستلم العديد من الأموال والأجهزة الإلكترونية وأجهزة التنصت من خلال المقابلات الشخصية ومن خلال النقاط الميتة.
كما وتلقى العديد من الدورات والتدريبات على مستوى عال من التقنية المتعلقة بالتصوير بكاميرات الجوال والكاميرات الثابتة وزراعة النقاط الميتة وتحديد المنازل عبر الخرائط وغيرها، كما كُلف بالعديد من مهام التصوير وزراعة النقاط الميتة والرصد.
وزود المدان (هـ،ع) مخابرات الاحتلال بالعديد من المعلومات الخاصة بالمقاومة ورجالها وقيادتها ورصد وتصوير تحركاتها وعتادها ومركباتها وأماكن سكناهم مما أدى إلى استهداف العديد من المركبات وارتقاء العديد من الشهداء كان أبرزهم "خالد الدحدوح ومسعود عياد ومبارك الحسنات ورائد أبو فنونة، كما رصد عدد من قيادات المقاومة كان من أبرزهم "القائد الشهيد أحمد ياسين".
وقام المدان بتحديد وتصوير مكان سكن الشهيد مازن فقها، واستمر في تواصله مع مخابرات الاحتلال حتى تمكنت الأجهزة الأمنية من إلقاء القبض عليه.
المدان (ع،ن)
فيما ارتبط المدان (ع.ن) من مواليد عام 1979م، -عسكري برتبة ملازم من مرتبات حرس الرئيس- بمخابرات الاحتلال منذ عام 2010 من خلال سفره للضفة الغربية، حيث تم استغلال حاجته للسفر وربطه بمخابرات الاحتلال عن طريق انتحال شخصية موظفي حقوق الإنسان، ما اضطره للموافقة والعمل مع عدد من ضباط الاحتلال، منهم الضابط سعيد والضابط بلال.
وقام (ع،ن) بناءً على طلب ضباط المخابرات، خلال فترة ارتباطه مع الاحتلال بتحديد مواقع ومقرات المقاومة وأماكن إطلاق الصواريخ ومطليقها، إلى جانب مراقبة عناصر المقاومة وتحديد نقاط رباطهم، وهو تم بالفعل وعلى إثره تم استهداف مقاومين ومواقع المقاومة.
كما طلب منه ضابط المخابرات منذ منتصف عام 2016، التركيز على منطقة تل الهوا في المراقبة والرصد، وبالتحديد عمارة الغرابلي (التي يقطن فيها الشهيد مازن فقها)، حيث قدّم معلومات مفصلة عن العمارة ومداخلها ومخارجها وطبيعة المنطقة حولها.
وقام المدان بتحديد الأماكن التي تشتمل على كاميرات للمحلات والشركات في تل الهوا من خلال رصد المحلات والمطاعم الموجودة بالمنطقة، بالإضافة إلى تصوير تلك المنطقة وإرسال التصوير لضباط المخابرات".
وحذرت وزارة الداخلية في القطاع من نشر اي مشاهد او صور لتنفيذ حكم الاعدام بحق عملاء الاحتلال الاسرائيلي المتورطين في اغتيال الشهيد مازن فقها، مشددة على ان "كل من يخالف ذلك سيتخذ بحقه الاجراءات القانونية، وتحت طائلة المسؤولية"...
