يظن الكثيرون أن خادم القاعدتين الامريكتين تميم بن حمد يدفع فاتورة دعمه للارهاب وهذا أمر خاطئ تماما، فمن القوا به من على حافة الهاوية هم من اعطوه الضوء الاخضر ليكون مدير مكتب رعاية وتوجيه الاسلاميين بالمنطقة، بل وشاركوه فى ذلك أيضا سواء بالمال أو السلاح أو حتى المقاتلين.
فحاكم مشيخة قطر والخليفة العثماني أردوغان يدفعون فاتورة فشلهم فى تنفيذ مشروع الشرق الاوسط الجديد، ولو كان تحقق ما أرادو لكان الوضع أختلف تماما، وكانو هم من القوا بجيرانهم في الهاوية، هم يدفعون فاتورة نجاح مصر فى أسقاط جماعة الاخوان المسلمون 30 يونيو 2013 وصمود الجيش العربي السوري ضد مؤامرة كونية، وصحوة الجيش الليبي ضد المستعمر القديم (ايطاليا) والمستعمرين الجدد (بريطانيا، فرنسا، قطر، تركيا)، وهذا لا يعنى أن الامور أنتهت وستهدأ الدنيا من بعدها، بل سندخل مرحلة "المواجهات المباشرة" (فى ليبيا، سوريا، العراق، اليمن، لبنان، البحرين).
تميم لم يستوعب العديد من الاشارات، ولم يفكر كثيرا فى اسباب عودة والده للمشهد رغم ظروفه الصحيه الصعبة، وتركه لمحل اقامته الهادئ بلندن، وجمال مدينة سبليت الكرواتية، ولقاء الحاكم الاب الرئيس الجزائري ثم العاهل السعودي، والان بات تميم امام ثلاث خيارات أفضلهم سيكون مُذِلّ له، ولم تتخيله يوما سيدة الخيال الاولى موزا بنت ناصر المسند.
الخيار الاول القبول بشروط الثلاثي المصري السعودي الاماراتي، الثاني استمرار الهيام على الوجه بصحبة اردوغان، الثالث التحالف الكلي مع ايران بعد تكفير تميم عن كل جرائمه ضد سوريا.
وأذا كانت الاخبار السيئة تنهال على أمير قطر بلا هوادة، فأعتقد ان سيطرة اللواء 12 مجحفل برفقة الكتيبة 1166 و 117 و 181 و 160 مشاة على قاعدة تمنهنت الجوية اليوم، وانسحاب القوة الثالثة التابعة لمجلس أخوان مصراتة باتجاه الجفرة لن يقل سوء عن باقى الاخبار والباقية تأتى، والجميع يعلم كم تورط قطر فى مستنقعات الدماء بليبيا كنفس الحال بسوريا واليمن.
أحبائي لقمة الرياض تداعيات كثيرة لا يمكن التقليل من حجمها، واهداف من وراء الكواليس كلها ترمي لعمل تطبيع كلي بين العرب واسرائيل، وتأسيس ناتو شرق أوسطي ... الخ، ولكن بعيدا عن كل ما كان يحضر فى الكواليس للمشهد الذى حدث فى الرياض، يبقى المشهد الابرز الذى يرى بالعين المجردة، خاصة بعد أن وافق رئيس مجلس الامن على طلب بعثة مصر لدى الامم المتحدة فى نيويورك باصدار نص خطاب الرئيس المصري فى القمة الاسلامية الامريكية التى انعقدت بالرياض كوثيقة رسمية من وثائق مجلس الامن، وهو الخطاب الذى تضمن رؤية شاملة لمواجهة الارهاب، فيبدو أن ترامب أختار البقرة السعودية، وفضل حذاء السيسي، وترك قطر للمجهول.
بقلم/ فادى عيد