تعقيبا على اعتقال الكاتب عبدالله ابو شرخ بتهمه التشهير

بقلم: سهيله عمر

ساد في الوسط الاعلامي خبرا انه تقرر تحويل عبدالله ابو شرخ للمحكمه بتهمه التشهير بالقيادي صلاح برديل وارغب بالتعقيب على هذا الامر لان تهمه السب والتشهير اصبحت تلاحق كل كاتب فلسطيني اليوم

اغرب ما اراه في تهم التشهير في الوسط الفلسطيني ان اكثر من يميلون الى التصريح وانتقاد الاخرين بحده هم من يرفعون بلاغات بالتشهير على الاخرين القيادي صلاح البردويل معروف بحدته وصراحته في التصريحات ويحاسب اليوم عبدالله ابو شرخ الان على رده عليه بنفس الحده والصراحه ومن المؤكد لي ان عبدالله ابو شرخ نفسه سيتصرف بحده مع اي شخص يعارضه بدليل انه يقوم بعمل بلوك لكل من يعارضه لذا نجد في الغالب ان الكتاب او الصحفيين او الاعلاميين يطالبون بحريه الراي لهم حصرا بينما يحاولون قمع الراي الاخر

من زاويه اخرى ارى انه من الغرابه ان يكون على الكاتب عبدالله ابو شرخ الدفاع عن نفسه من تعليق يخص ازمات غزه تعكس صلب الحقيقه وان عبر عنها بطريقته الخاصه سواء ممكن وصفها حاده او تهكميه او هجوميه كل حسب رؤيته ازمات غزه يعرفها العالم اجمعه تتمثل في الحصار والبطاله وانعدم الكهرباء والحرمان من التنقل ناهيك عن حروب الاباده التي يستشهد بها الالاف من حين لاخر وجميعها بسبب رئيسي اولها الاحتلال والاخر الانقسام والصراع على السلطه في غزه بين فتح وحماس ثم ان اكبر ازمه عبر عنها عبدالله ابو شرخ وهي الكهرباء معروف سببها وهو الصراع على اموال الجبايه بسبب عدم تمكين حكومة الوفاق لتحصيل الجبايه في شركة الكهرباء للتوزيع بينما تقوم شركة الكهرباء للتوزيع بالحصول على كهرباء من مصر واسرائيل مجانا تدفع ثمنها السلطه من الضرائب في حين ترفض الشركه من ست اشهر شراء وقود باموال الجبايه تحت حجة الضرائب ومن ثم تبقى اموال الجبايه كارباح صافيه

بما ان تهمه السب والتشهير اصبحت تلاحق كل كاتب فلسطيني اليوم وتعمل على قمع الراي في غزه يتوجب علينا ان نعود الى كيفيه تعامل مصر في حالات السب والقذف والتشهير بما انها منطقه مكتظه بالسكان والكتاب والفنانين والمثقفين بكافة اشكالهم بما ان الخلافات بين السكان في مصر لا تنتهي وكل يوم تصل الاقسام مئات البلاغات للسب والقذف من اشخاص ضد اشخاص اخرين فانه يتم التعامل مع هذه المحاضر انها اداريه تحفظ تلقائيا بدون حضور من تم البلاغ ضده اما اذا حضر من تم الشكوى عليه فانه يعرض مع من قدم الشكوى مع اي شهود للطرفين على النيابه ويقوم وكيل النيابه بحفظ المحضر تلقائيا خاصه اذا نفى الشهود الادعا الخلاصه ان بلاغ السب والقذف هو بلاغ اداري يحفظ تلقائيا سواء حضر المتهم ام لا في مصر لتفاهه التهمه وهذه الكيفيه في التعامل مع بلاغات السب والقذف والتشهير كنت اراها بنفسي لدى زياراتي لمصر عند حدوث اي خلافات بين اشخاص اعرفهم في مصر

لكن ما يحدث في غزه امر مختلف نهائيا حيث يؤخد بلاغ القذف والتشهير بجديه كبيره ولا يمكن ان يحفظ الا بعمل مخالصه ما يحدث في غزه ان من يتم الشكوى عليه يستدعى ويعامل كأنه مجرم محترف وتؤخذ اقواله بدون ان يسمح له تخليص نفسه او الدفاع عن نفسه ويعرض للنيابه بدون حضور شهود او حضور من قدم الشكوى ويتم توجيه التهم اليه ويحال الى المحكمه ويدخل المتهم في دوامه بسبب تهمه سب وقذف تكون كيديه

سالت بدوري المستشار القانوني محمد التلباني حول التصرف القانوني مع تهمه السب والقذف والتشهير حسب دراسته فقال لي التالي
لا يوجد في القانون شي اسمه تهمة إدارية هناك مسؤولية إدارية وهذه تحرك ضد الموظفين اذا أخل أحدهم بواجبات وظيفته في القانون هناك تهمة جنائية لمخالفة نص في قانون العقوبات وهنا مخالفة لنص جريمة السب والقذف أو ما يسمى التشهير وهي جريمة جنائية وليس إدارية ولكن للنيابة العامة صلاحية وسلطة تقديرية في عرض التصالح بين الشاكي والمشتكى عليه ولديها صلاحية حفظ الدعوى أما لعدم كفاية الأدلة أو لعدم أهمية الواقعة أي ضمن صلاحيات النيابة عدم توجيه اتهام أمام المحكمة وجريمة السب والقذف في نفس السياق يجب بها الإثبات الخاص بالجرائم بشهادة الشهود أو غيرها من طرق الإثبات

واختم بتعليق الكاتب رمضان عيسى حول الموضوع
في هذا المقام نقول حماس تنظر لما قاله عبدالله أنه نقد موجه لها ولسياستها ومواقفها وليس ضد شخص البردويل فالبردويل ابنها ولكن له أنياب هي قوانين حماس
وللعلم لماذا النقد يجي النقد من الشعب لأنه غير مقتنع بالمبررات المطروحة للمشاكل المستعصية التي دخلت العقد الثاني وقصمت ظهر جيلين من الشباب
والشعار اصمدوا اصبروا هذا مقاومة
محاسبة عبدالله هو انتهاج سياسة تكميم الأفواه والتكشير عن الأنياب الحادة وهذه الأساليب لا يجب أن تمارس ضد أبناء الشعب ونخبه المثقفه
المطلوب حل المشاكل والصدق في القول عدم احتقار الشعب ومتطلباته استبعاد الحرفية الحزبية في التعامل مع الشعب لا ضرائب بمسميات متعددة

سهيله عمر

sohilaps69outlookcom