لا تزال وكالة غوث وتشغل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" تلعب في الخفاء بما يتعلق بمحاولاتها تغيير المنهاج الفلسطيني، فقد اثيرت في الفترة الاخيرة ازمة من قبل وزارة التربية والتعليم العالي في رام الله حول المنهاج اوقفت بها وزارة التربية والتعليم كل اشكال التعاون مع وكالة الغوث. انتهت الازمة بتوقيع مذكرة تفاهم بين المفوض العام لوكالة الغوث بيير كرينبول ووزير التربية والتعليم صبري صيدم جاء بمقتضاها ان "لا تغيير على المنهاج الفلسطيني"، ولكن هذا الامر كان مجرد حبر على ورق.وفق ما ورد في تقارير اعلامية
ونقلت التقارير عن مصادر خاصة بان وكالة الغوث قامت بالتحقيق مع الذين شاركوا في اعداد المناهج الفلسطينية من موظفي الوكالة تحت مسمى لقاءات تشاورية واستماع للاراء خوفا من ردة فعل الشارع الفلسطيني ووزارة التربية والتعليم.
وقد جرى هذا التحقيق في الاسبوع الماضي واكدت المصادر بان هذا التحقيق جرى على اعلى مستويات الوكالة وحضره عدد محدد من الموظفين العرب والاجانب في وكالة الغوث عرف منهم مديرة برنامج التعليم في وكالة الغوث ونائب رئيس برنامج التعليم والذي يقوم بمهام رئيس برنامج التعليم في الضفة الغربية والذي قد.
ويتوقع كما اكدت المصادر ان تطلب وكالة الغوث من المشاركين في اعداد المنهاج الانسحاب من اللجان يعلمون بها تمهيدا للعودة من جديد الى تدريبات حول شطب القضية الفلسطينية من الكتب المدرسية.
في وقت سابق اكدت المصادر بأن الرئاسة العامة لوكالة الغوث في عمان أرسلت للمقر الإقليمي في قطاع غزة والضفة الغربية تطلب تحليل المنهاج الفلسطيني من حيث ثلاث قضايا رئيسة وهي (العنف، الجندر،الحيادية) موضحة أنه بعد تحليل المنهج تبين أن النتيجة كانت عدم وجود أي مواضيع تحث على العنف في المنهاج.
ولفتت المصادر إلى أن إدارة أونروا لم تقتنع بهذه النتيجة وأجرت تحليلا آخر للمنهاج وأرسلت لغزة والضفة الغربية نشرات خاصة تحتوي على تفاصيل لحذف وتعديل بعض الموضوعات التي يتم تدريسها في مواد التربية الإسلامية والرياضيات والتنشئة الوطنية واللغة العربية للصفوف من الأول حتى الرابع للمرحلة الأساسية الفصل الدراسي الثاني من العام 2017 كمرحلة أولى والمرحلة الإعدادية والثانوية كمرحلة ثانية.
واعتمدت أونروا التعديلات على الفصل الثاني للبدء في تطبيقها خلال الفصل الجاري على أن يتم تجهيز التعديلات للفصل الأول خلال العام القادم
وبعد الاطلاع على التعديلات التي تجاوزت الخمسين تعديلا تبين أنها تحمل مضمونا سياسيا بالدرجة الأولى حيث تم حذف خارطة فلسطين التاريخية من كل المنهاج وحذف القدس العاصمة واستبدالها بأي مدينة أخرى واستبدال أسماء المدن المحتلة عام 1948 بالمدن المحتلة عام 1976 وعدم ذكر قضايا الجدار والهدم والأسرى. وكانت وحدة تطوير المناهج في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين في كل من غزة والضفة قد عقدت اجتماعا لورشة عمل في أكتوبر من العام الماضي يظهر عددا من التعديلات المقترحة التي ناقشها المجتمعون في المناهج التعليمية لطلاب مدارس أونروا في غزة والضفة في المواد الدراسية مثل اللغة العربية والإنجليزية والمواد الاجتماعية والتربية الإسلامية والرياضيات والعلوم.
ويظهر في محضر الاجتماع الذي حصلت عليه المصادر بأن المبرر وراء هذه التعديلات هو أن الطريقة الجديدة لأونروا في التعامل مع القضية قد تمت الموافقة عليها من قبل دائرة التعليم التابعة للأمين العام للامم المتحدة، وذلك بعد التعبير عن القلق بخصوص نوعية ومحتوى نصوص الفصل الأول من قبل المجتمع والأكاديميين الفلسطينيين وما وصفوه أصحاب المصلحة الخارجيين.
وجاء في المحضر بأن أونروا مطالبة بتصدير منهج محايد فبعد مراجعة للنصوص تم تحديد حوالي 55 موضوعا يتعلق بالحيادية والعدوانية والجنس في 65 صفحة وهو ما يشكل 33 من الصفحات كلها شملت هذه المواضيع أمثلة كالخرائط التاريخية لفلسطين والتي لا تستخدم في سياق تاريخي وكذلك استخدام الأسماء التاريخية للمدن الفلسطينية في سياق غير تاريخي كما تم استخدام صور متعلقة بالاحتلال وجدار الفصل العنصري والمساجين السياسيين والدبابات.
