السعودية قطر وشكل الحرب القادمة

بقلم: هاني العقاد

اذا ما قررت السعودية احتلال قطر واسقاط نظام حكم ال ثان هناك فان هذا لن يستغرق سوي ستة ساعات اذا ما تركت قطر تجابه ذلك لوحدها اما اذا حدث واصطفت ايران وامريكا واحدة من ورا الستار والأخرى من خلف الباب ورا قطر فان هذا سيتمر ستون عاما وقد يكون اكثر وسوف تحتاج المملكة بالطبع مئات مليارات الدولارات من العتاد والجند والصفقات وما الى ذلك حتى تنهار العربية السعودية ويتم تقسيمها على غرار ما يجري الان بعض الدول العربية قد لا تصل الحرابة بين السعودية وقطر السعودية التي تتزعم اليوم المحور الجديد في الشرق الاوسط ابعد من حالة التوتر وقطع العلاقات واغلاق الحدود في وجه قطر و طردها من درع الجزيرة ومجلس التعاون الخليجي حتي تعود اسرة ال ثاني عن تصريحاتها وعبثها بأمن الخليج وحتى المنطقة العربية وتلتزم بما هو واضح من سياسات عربية اتجاه محاربة الارهاب واغلاق كافة المساحات والخطوط امام الاخوان المسلمين والجماعات الاسلامية بما فيها حركة حماس و عدم فتح اراضيها لتلك القيادات وطردها من قطر دون اي سبب سوي ان سياسة الاحتوا انتهت والدائرة دارت اليوم وعلى الكل العربي الالتزام بما تتخذه قيادة الاقليم

بعد زيارة ترامب و عقد العشرات من الاتفاقيات بين واشنطن والسعودية اصبحت السعودية على راس قيادة الحلف الاستراتيجي الجديد الذي تشكل بمجرد ان عقدت القمة العربية الاسلامية الامريكية في السعودية وبالتالي فان كل السياسات السابقة لعهد الادارة الامريكية السابقة ابان اوباما بالعمل في اطار المتناقضات واللعب على اكثر من محور قد انتهت ويبدو ان النظام في قطر اليوم لا يعجبه التحالف الجيد ولا يعجبه الاستراتيجية العربية الامريكية لا الاسلامية الجديدة ليس لان قطر دولة تكفر بأمريكا بل لان قطر لا تقبل بان يقود العالم العربي غيرها الواضح اليوم ان قطر لا تريد الانصياع الى السياسة الجديدة بالشرق الاوسط ولا تريد الاعتراف بزعامة السعودية الجديدة وتشير الدلائل منذ فتره الى ذلك وما تصريحات الامير تميم بن حمد سوي بعض مما في راس قطر لتخريب هذا الحلف دون واجهة مع واشنطن وما يحير البعض سياسة قطر المتناقضة في راي بعض البسطا الذين لا يعرفوا لا انها محكمة التخطيط وبالغة التعقيد فكيف لقطر ان تتفاخر بعلاقاتها بإيران واسرائيل وحزب الله الاعدا الثلاثة في ان واحد هذه هي المعادلة وهذا مفتاح الحلقة المفقودة الذي بالنهاية يشير الى الدور المشبوه في المنطقة والذي تمارسه قطر منذ فترة طويلة وتلعب براس الكثيرين مستخدمة المال والنفوذ القطري بالعالم

اليوم قطعت كل من مصر والامارات والسعودية والبحرين و اليمن وجزر المالديف وقد تكون الاردن علاقاتها الدبلوماسية مع قطر و وصلت الامور الى ابعد ما كان يتصور الكثير من المراقبين السياسيين وفي نفس الوقت بدأت عمليات واسعة لترحيل مواطني قطر من تلك البلدان بل و وقف كافة اشكال التبادل التجاري و الامني مع قطر وهذه صورة اولية لتردي العلاقات بين الاخوة بالعالم العربي الصورة ليست بيضا بل اسود من الخروب فعل دور قطر انتهي الان بالمنطقة لكن يحب ان تفعم قطر ان الاقليم لا يحتمل اليوم مزيدا من الانقسامات والتفرقات ولا يحتمل ايضا فتح جبهات جديدة لشن حروب جديدة وهذا تعرفة السعودية ومصر ولذلك لأيمكن للسعودية ان تبدأ حربا جديدة على الساحة القطرية بالمعني العسكري الخالص لإسقاط حكم ال ثان سوف تكتفي العربية السعودية وخلفائها بالمنطقة مصر والبحرين وليبيا والاردن واليمن بالحصار الخانق على قطر سياسيا واقتصاديا حتى تجبر قطر على الانصياع للمزاج العام في الاقليم والكف عن التخريب ودعم المنظمات الاسلامية ماليا وسياسيا واعلاميا وتعود عضو عربي فاعل في الحلف الجديد وتقتنع ان الاقليم اليوم توحد باتجاه محاربة الارهاب و ايران في ان واحد

الذي يؤكد لنا ان لا حرب عسكرية بين السعودية وقطر يمكن ان تنشب هو تصريح مهم جدا اليوم للعربية السعودية بان قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة لا يمس الشعب القطري الذي تؤكد العربية السعودية ان العلاقة مع الشعب القطري هي علاقة وطيدة لكن النظام الحاكم في قطر يصر على دعمة للإرهاب والتطرف وتعمل سياسات قطر في المنطقة على شق الصف العربي والخليجي حسب ما جا في البيان مع هذا بات هنا سؤالا مهما وهو ما مصير عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي اذا ما بقيت خارج السرب اعتقد ان القرار اتخذ لحصار النظام الحاكم في قطر وهو تجميد عضوية قطر في مجلس التعاون الخليجي بل و اسقاطها تماما وبقائها خارج المجلس حتى تلتزم بما يلتزم به دول المجلس في النهاية يمكن ان تلعب العربية السعودية بالفعل لعبة كبيرة في طريق اسقاط حكم ال ثان في قطر وخاصة ان النظام اليوم يواجه معارضة كبيرة في الداخل القطري وغير مرضي شعبيا عن ادا النظام من قبل قطاعات واسعة هناك وهذا قد يخلق خلخلة داخلية في البلاد تؤدي في النهاية لإزاحة ال ثاني عن الحكم ما عاد امام ال ثان اليوم الانتظار اكثر من ذلك لإخراج قطر خارج السرب الا الانصياع لمتطلبات المشهد العام و قطع علاقاتها بإيران والاقتناع ان اطماع ايران بمنطقة الخليج لا يمكن ان تنتهي حتى لو تصالح العرب وايران على قاعدة محاربة التطرف والارهاب ذاته.

بقلم/ د. هاني العقاد