نظرة على القدس.. خطة لنشر آلاف كاميرات المراقبة والسبب؟

لمراقبة كل صغيرة و كبيرة في حياة الفلسطينيين، وبمعنى آخر كل مواطن يدخل أو يخرج من مدينة القدس مراقب من قبل أجهزة أمن الإحتلال الإسرائيلي.

فنشر آلاف الكاميرات في مدينة القدس هو انتهاك صارخ لحرية حقوق الإنسان و عنصرية كبيرة من قبل الإحتلال الذي يهدف للتضييق على المقدسيين عبر نشر هذه الكاميرات ومراقبة كل تحركاتهم وفي المقابل تسهيل حركة اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى المبارك.

فخطة الإحتلال وفق تقرير"وكالة قدس نت للأنباء"، تهدف لمراقبة كل المدينة المقدسة ليسهل عليها اعتقال المقدسيين وتهجيريهم، وذلك تحت مسمي "نظرة القدس"، على أن يكون تجمع هذه الكاميرات في حي جيلو ويشرف عليه كلا من وزارة الأمن الداخلي والشرطة وبالتعاون مع البلدية التابعة لسلطات الاحتلال.

هذه الخطوة من قبل الإحتلال قوبلت برفض و استهجان فلسطيني، و قالت وزارة الخارجية، إن خطة وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلي، لنشر آلاف الكاميرات المتطورة في أزقة وشوارع القدس المحتلة، وداخل البلدة القديمة ومحيطها، تعكس فشل سلطات الاحتلال الإسرائيلي وأذرعها وأجهزتها المختلفة، في تكريس سيطرتها وضمها للقدس الشرقية المحتلة، رغم مرور خمسين عاماً على احتلالها.

وأضافت الخارجية أن أسلوب زرع الكاميرات شبيه تماماً بما تمارسه أنظمة الفصل العنصري وأشد الأنظمة استبداداً، وسرعان ما تكتشف سلطات الاحتلال فشل هذه الممارسة الاستعمارية وأهدافها في تحقيق قدرتها للسيطرة على حياة الفلسطينيين المقدسيين التواقين للحرية والخلاص من الاحتلال، وسرعان ما يدفعها عجزها للاكتشاف أنها بحاجة لزرع كاميرات على أبواب منازل الفلسطينيين ودور عبادتهم ومصادر قوتهم، إن لم يكن في ثياب كل مواطن فلسطيني في القدس.

الجانب الاستخباري

وتزعم سلطات الاحتلال أنّ هذه الخطوة تأتي "لتعزيز الأمن في المدينة"، حيث سيتم توسيع مشروع الكاميرات القائم، كي سيستقبل مقر "نظرة القدس" الصور من مئات الكاميرات.

ووفقًا للصحيفة  "يسرائيل هوم"، "تم في المرحلة الاولى ربط المقر بحوالي 130 كاميرا تابعة لوزارة الاسكان، وحوالي 20 كاميرا تابعة للجامعة، وفي المرحلة الثانية سيتم ربط حوالي 250 كاميرا تابعة للبلدية، و75 كاميرا تابعة لدائرة المواصلات في القدس، و20 كاميرا تابعة لشركة خطوط إسرائيل.

وتضيف "سيتم نشر 240 كاميرا على خطوط القطار الخفيف، و20 كاميرا في مركز مدينة داوود و10 في مركز شمعون هتصديق". ويعمل الاحتلال على إدارة المقر طاقم من الشرطة ورجال الامن في البلدية.

هذا وسيتم ربطه ايضا بسلطات الانقاذ كنجمة داوود الحمراء وسلطة المطافئ. وسيتم في اطار هذا المشروع تركيب كاميرات LPR المسماة "عين الباز" وهي كاميرات دقيقة لمسح ارقام السيارات وتوثيق كل سيارة تدخل وتخرج من المدينة.

وحسب شرطة الاحتلال الإسرائيلي فإن نشر هذه الكاميرات يعتبر قفزة من الجانب الاستخباري، لأنها ستتيح للشرطة مثلا معرفة ما اذا كانت سيارة "مشتبه بها"، وفقًا لزعمها، وتم التبليغ عنها قد دخلت للقدس أم لا.

ويقول الناشط الحقوقي المحامي علاء غنايم، إن تركيب كاميرات في القدس يأتي في إطار الجريمة المستمرة التي يمارسها الاحتلال ضد المواطنين في محاولة لتقديم موضوع الأمن على كل شيء بما في ذلك المساس بالخصوصية، وهذا انتهاك لأبسط مبادئ حقوق الإنسان التي نصت عليها القوانين الدولية واتفاقية جنيف الرابعة، خاصة تلك المتعلقة بحقوق الأشخاص الذين يعيشون تحت الاحتلال.

وأضاف غنايم أن على الدول والمنظمات التي تنادي بمبادئ حقوق الإنسان وعلى رأسها الأمم المتحدة أن تقويم بمسؤولياتها تجاه ما يحصل في الأراضي المحتلة وخاصة بالقدس.

فشل الاحتلال في تركيع شعبنا

هذا وحذر القيادي في حركة فتح رأفت عليان، من خطوة وزارة الأمن الداخلي الإسرائيلية بنشر آلاف كاميرات المراقبة المتطورة في كافة أرجاء مدينة القدس تعكس صمود أبناء الشعب الفلسطيني، خاصة المقدسيين، وفشل الاحتلال الإسرائيلي في تركيع هذا الشعب والسيطرة عليهم.

وأوضح عليان  في تصريح له وصل" وكالة قدس نت للأنباء" نسخه عنه، أن الاحتلال الإسرائيلي استخدم كافة الطرق والوسائل التهويدية على مدار خمسون عاما من احتلاله للمدينة المقدسة في محاولة للسيطرة عليها وتركيع الشعب الفلسطيني الصامد، إلا أنه فشل في ذلك، معتبراً أن قرار نشر آلاف الكاميرات في أزقة وشوارع المدينة لا يختلف عن فصل القدس بجدار الفصل العنصري ووضع بوابات إلكترونية على كافة مداخلها لمنع الفلسطينين من الوصول إليها وطرد من فيها.

وأشار عليان إلى أن ممارسات الاحتلال من قتل واستيطان وهدم للمنازل واقتحام للمسجد الاقصى تؤكد على صمود الشعب الفلسطيني في أزقة البلدة القديمة وإصراره على التوجهه للمسجد الأقصى المبارك والصلاة به رغم كل تلك الممارسات، مشددا على  أن القدس لا يمكن أن تكون إلا عربية فلسطينية، والأقصى مكاناً مقدساً للمسلمين.

واعتبر عليان أن تلك الممارسات لن تجلب الأمن والأمان للاحتلال الإسرائيلي الذي مازال يستبيح الأرض الفلسطينية والمقدسات الإسلامية، لافتا إلى أن البحث عن الحلول الأمنيه كمن يبحث عن وهم في ظل الإحتلال. 

المصدر: القدس المحتلة- وكالة قدس نت للأنباء -