السوق الخيري.. مشروع رمضاني يحفظ كرامة الفقراء

يُنفذ في محافظة خان يونس، جنوب قطاع غزة، للعام الثاني على التوالي، "السوق الخيري" المشروع الرمضاني، الذي تستفيد منه مئات الأسر الفقيرة على مستوى محافظات الجنوب، بدعم من مؤسسة وقف الواقفين – جنوب أفريقيا.

وافتتح السوق أبوابه صباح اليوم، ولمدة ثلاثة أيام، داخل جزء من سوق بلدة بني سهيلا، شرقي محافظة خان يونس، ويضم مُختلف أنواع الخضروات والفواكه واللحوم البيضاء والحمراء الطازجة، والمواد الغذائية، وحلوة رمضان الشهيرة "القطايف".

واتضحت جليةً علامات الارتياح والسعادة، على وجوه المتجولين في السوق، من الأسر الفقيرة، وهم يشترون ما يريدون بكل أريحية ويُسر، وتسهيل من القائمين على مشروع السوق الخيري؛ فيما من المشرفون على المشروع مواعيد مُحددة للمستفيدين للصرف على مدار الأيام الثلاثة، حتى لا يحدث زُحام.

توفر معظم الاحتياجات

عبد السلام قديح "47عامًا"، من سكان بلدة خزاعة، أتى وزوجته للسوق الخيري، لشراء ما يحتاجونه لأسرتهم، بعدما كان لهم نصيب من قسيمة شرائه بمبلغ "210شيقل"، أتاحت لهم الفرصة لشراء ما يحتاجونه من داخل السوق الخيري.

ويقول قديح لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء": "السوق الخيري مشروع مميز، يفي بحاجة الأسر الفقيرة، مهما كان حجمها؛ بدون مُبالغة تكفي على الأقل لعشرة أيام قادمة، أي حوالي ثُلث شهر رمضان، ولو فكرت معظم المؤسسات الخيرية بمشاريع مماثلة، ستسد حاجيات كثير من الفُقراء".

وتوجه بالشكر من المؤسسات القائمة على المشروع، وكل من مول السوق الخيري من الداخل والخارج؛ متمنيًا الاستمرار بهذا المشروع لما لذلك أثر إيجابي كبير على حياة الأسر الفقيرة والمُهمشة، خاصة التي تقطن في المناطق الحدودية، التي تتعرض باستمرار للعدوان الإسرائيلي.

وتشابه الحال لدى أشرف النجار "57 عامًا"، الذي حمل بيده كيسين صغيرين بهما دجاج ولحم عجل طازج؛ والذي قال: "سعيد اليوم أنني بهذا السوق، أشتري ما أريد كمًا ونوعًا، دون الإجبار على شيء، فلك الحرية أن تختار ما تشاء".

ولفت النجار، إلى أن القائمون على هذا السوق بهذه الطريقة والآلية المُتبعة في البيع، يحفظون كرامة الفُقراء، ولا يعرضوهم للإهانة والإذلال، كما يحدث من قبل بعض المؤسسات، عندما يذهب الشخص ليتسلم المساعدة يتدافع الناس بشكل قاسي، تحت أشعة الشمس الحارقة.

ولا يختلف الحال لدى غادة النجار "39عامًا"، التي للتو انتهت من التجول في السوق، وشراء حاجياتها التي وضعتها في عدة أكياس بلاستيكية كبيرة، تنتظر وصول زوجها ليساعدها في حمل الأغراض ونقلها لمنزلها ببلدة خزاعة، على الحدود الشرقية لخان يونس.

وأشارت النجار لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء، الذي استوقفها في السوق للحديث معها، إلى أن السوق منحها فرصة ثمينة لشراء ما يحتاجه أطفالها في المنزل، من بعض الفواكه والخضروات، باهظة الثمن لا يقدرون على شرائها باستمرار، واللحوم الطازجة كذلك.

وأشادت بالخطوة التي وصفتها "بالمميزة والنوعية"، والتي من شأنها التخفيف عن كاهل الأسر الأشد فقرًا وحاجة لمثل هذه السلع وتتمنى شرائها أو أن تدخل بيتها؛ لا سيما في ظل انعدام الداخل، وارتفاع أسعار بعضها، ما يجعل الكثير غير قادر على شراء مُعظمها. 

حفظ للكرامة

جمعية إسناد المجتمع، القائمة على مشروع السوق الخيري، للعام الثاني، تؤكد أن السوق هدفه الرئيس توفير كل ما تحتاجه الأسر الفقيرة، من فواكه وخضروات ولحوم وحلوى ومواد غذائية، وشرائها بالطريق والشكل اللائق الذي يحفظ الكرامة.

وقال مدير الجمعية، بلال قديح يقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "فكرة السوق تقوم على توزيع قسيمة شرائية للمستفيدين من الأسر الفقيرة، جنوبي القطاع، وهم (550أسرة)، والقدوم بالقسيمة وقيمتها "210شيقل"، وشراء ما يشاء بطريقة سلسة وبحرية مُطلقة داخل السوق".

ونوه قديح، إلى أن هذه الطريق تحفظ كرامة الناس، وتجعلهم يشترون ما يريدون من سلع، قد لا تُقدم لهم بكثير من المساعدات، عدا أن طريق التوزيع عادلة، وتتم في جو هادئ ولائق دون إجبار أو إكراه، عدا أن السلع المعروض نظيفة وجودتها عالية، وأسعارها معقولة، تُتيح للمستفيد شراء كميات أكبر، داخل السلة الممنوحة له.

وأشار إلى أن المستفيدين من محافظتي خان يونس ورفح، وخُصص لكل منطقة توقيت مُعين، حتى لا يحدُث تدافع بين الناس، ويشعروا بالإهانة، بشكل لا يحفظ الكرامة؛ لافتًا إلى أن السوق الخيري ممول من مؤسسة وقف الواقفين جنوب أفريقيا، بمبلغ "35ألف دولار".

المصدر: خان يونس – تقرير | وكالة قدس نت للأنباء -