هل حماس هي المتضرر فقط من الأزمة الخليجية في ظل المقاطعة العربية لقطر؟، فما هي البدائل التي ستكون أمام حماس ولأين الاتجاه أمام الدعوات التي تطالب قطر بالتخلي عن حماس والإخوان، وكيف لحماس أن تواجه وصمها بالإرهاب؟
هذه الأزمة ما هي آثارها على القضية الفلسطينية وخاصة ملف إنهاء الانقسام، وذلك في ظل الدعوات التي تطالب بوحدة الصف الفلسطيني بدلا من حالة التشرذم التي تضر بالقضية الفلسطينية.
فإلى أين تسير الأمور وما هي بدائل حماس في ظل عزل قطر عربيا، هذا ما يجيب عليه الكاتب والمحلل السياسي الدكتور هاني العقاد خلال حديثه لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، قائلا:"يبدو أن الأمور في الإقليم تميل أكثر إلى التعقيد وخاصة بعد إعلان السعودية ودول الخليج العربي قطع العلاقات مع قطر و تصريحات عاد الجبير وزير الخارجية وما كشف عنها النقاب عن شروط السعودية للتصالح مع قطر من بينها التخلي عن حماس ودعم الإخوان.
هذا وقال وزير الخارجية السعودي، عادل الجبير، مساء أمس إن على قطر التوقف عن دعم تنظيمات مثل "الإخوان المسلمون" وحركة "حماس".
الجبير الذي يقوم حاليا بزيارة إلى العاصمة الفرنسية باريس: قال "لقد طفح الكيل، وعلى قطر وقف دعم جماعات مثل حماس والإخوان"، مشيراً إلى أن "الهدف ليس الأضرار بقطر، ولكن عليها أن تختار".
وأضاف الجبير أن قطر تقوض السلطة الفلسطينية ومصر بدعمها لحركة حماس والإخوان ومن خلال "إعلام معاد"، مطالبا المسؤولين القطريين أيضا بوقف "تدخلهم" في شؤون جيرانهم والتصرف كـ"بلد طبيعي".
وعبرت حركة "حماس" عن بالغ الأسف والاستهجان لما صدر عن وزير الخارجية السعودي عادل الجبير من تصريحات تُحرض على حركة حماس، معتبرةً أنها غريبة على مواقف المملكة العربية السعودية التي اتسمت بدعم قضية شعبنا وحقه في النضال.
وقالت الحركة في تصريح صحفي إن هذه التصريحات تمثل صدمة لشعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية التي تعتبر القضية الفلسطينية قضيتها المركزية، وتنظر إلى حركة حماس باعتبارها حركة مقاومة مشروعة ضد الاحتلال الصهيوني الذي يمثل العدو المركزي للأمتين العربية والإسلامية، خاصةً أن حماس وقوى المقاومة الفلسطينية تدافع عن أرض الإسراء والمعراج وأولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين.
وشددت الحركة على أن العدو الصهيوني يستغل مثل هذه التصريحات لارتكاب المزيد من الانتهاكات والجرائم بحق شعبنا وأرضنا ومقدساتنا وبحق القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وعدت تصريحات الوزير الجبير مخالفة للقوانين الدولية والمواقف العربية والإسلامية المعهودة التي تؤكد على حق شعبنا في المقاومة والنضال لتحرير أرضه ومقدساته.
ودعت حركة حماس الأشقاء في المملكة العربية السعودية إلى وقف هذه التصريحات التي تسيء للمملكة ولمواقفها تجاه قضية شعبنا وحقوقه المشروعة.
أغلقت الخيارات أمام حماس
ويواصل المحلل السياسي العقاد قوله:" اليوم لا يخفي على احد أغلقت الخيارات إمام حماس إلا خيار واحد وهو العودة للحضن الفلسطينيين وعقد شراكة حقيقية مع فتح والقبول فورا بالموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية وتمكينها من العمل في قطاع غزة بدون شروط وهذا على الأقل يبقي حماس خارج دائرة التشخيص بأنها من ضمن دوائر التطرف والإرهاب و يبعدها كثيرا عن حاجتها لأي محور آخر .
وواضح العقاد، ليس أمام حماس سوى هذا الخيار وهو الأسلم والأقل تكلفة والأقل خسارة مقارنة مع باقي الخيارات فلا يمكن لحماس أن تختار المربع الإيراني القطري بالمطلق لان هذا انتحار في الوقت الحالي و يخشي أن ينهي حماس و يفتت قوتها التي كونتها عليها طيلة عشرون عاما، الإقليم يعمل ضمن خطة كبيرة وحماس لا تستطيع بمفردها الصمود أكثر من ذلك ولا تستطيع المراهنة طويلا على قطر فقد تتصالح قطر مع باقي دول الخليج و تترك حماس لمصيرها وعندها لن يناصر احد حماس.
وحول المطلوب من حماس في هذه الفترة قال العقاد: "على حماس أن تثبت اليوم أنها ليست منظمة إرهابية وإنما حركة تحرر وطني فلسطيني واعتقد أن هذا لا يتنافى مع وثيقتها الأخيرة، وأنا اعتقد انه لا يتوجب على حماس الانتظار طويل حتى يتحدد موقف السعودية من حماس أيضا فعليها المسارعة في الإعلان عن موقفها المؤيد للمصر والسعودية و التخلي عن انتظار البقاء في المربع القطري.
تشكيل حلف المقاومة
لكن هناك سؤال آخر، هل يمكن لحماس أن تغامر وتخرج عن النص وتتجه لإيران، الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فايز أبو شماله قال في تعقيب لـ"وكالة قدس نت للأنباء" حول بدائل حماس أمام الأزمة الراهنة: "طهران هي الظهير الاستراتيجي لحركات المقاومة كافة، وأظن أن وصول يحيى النسوار والوفد المرافق له إلى طهران يوفر السند والدعم العسكري الذي تحتاجه حركة حماس وهي تنتظر هذه اللحظة الحاسمة التي يتشكل فيها حلف المقاومة لمواجهة حلف ترامب حماس حزب الله والوحدة القادرة على هزيمة الصهاينة".
وأضاف، إسرائيل هي سيدة الساحة العربية، وتحرص جميع الأنظمة العربية على مرضاة إسرائيل، ولما كانت حماس والمقاومة هي العدو الأول لإسرائيل، وهي فاضحة للقصور والعجز والتخاذل العربي الرسمي، فمن هنا تكون محاربة حماس جزء من مخطط التقرب إلى إسرائيل، على أمل أن توصى ترامب بالحفاظ على أنظمة حكمهم.
وفي معرض رده على الآثار التي يمكن أن تترتب لهذه الأزمة على الوضع الفلسطيني قال أبو شماله:" أشك أن الوضع الفلسطيني سيتأثر من حصار قطر، ولاسيما أن العمادي كان مقيما في غزة، ويعرف أحزانها، ويعمل على تسهيل أمورها، وحل مشاكلها، وتقديم الدعم المالي والمعنوي لسكان قطاع غزة ، وغياب قطر ومعاناتها يعني معانة مضاعفة لأهل غزة، ومزيد الضائقة".
هذا وألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمس إلى علمه المسبق بنية دول خليجية وعربية اتخاذ إجراءات عقابية ضد قطر، وربط بينها وبين جولته الأخيرة في المنطقة الشهر الماضي.
وكتب ترامب في تغريدة على (تويتر) قائلا: "خلال زيارتي الأخيرة للشرق الأوسط، أوضحت بأنه لم يعد هناك مجال لتمويل الأيديولوجية الراديكالية، القادة أشاروا إلى قطر- انظر!".
وفي تغريدة ثانية كتب ترامب "من الجيد رؤية زيارة السعودية والملك و50 دولة وهي تؤتي بثمارها".
وأضاف في تغريدة ثالثة "جميعهم قالوا بأنهم يسنتهجون خطًا صارمًا في موضوع تمويل التطرف، كل الإشارات كانت تشير إلى قطر. ربما تكون هذه بداية النهاية لرعب الإرهاب".
وكان ترامب زار السعودية لمدة يومين في 20 من الشهر الماضي واجتمع مع زعماء دول الخليج ومن ثم مع زعماء دول عربية وإسلامية.
الخروج أو المحاصرة
كذلك من الأسئلة المطروحة هل من مشكلة لو غادرت حماس قطر تجنبا لازمة قد تضر بها، يجيب على ذلك الكاتب و المحلل السياسي مصطفى الصواف بالقول:" لو خيرت حماس بين البقاء في قطر وتعرض قطر لمكروه نتيجة هذه المواقف من بعض دول الخليج والمدعومة أمريكيا وصهيونيا مما يؤثر على مصالحها ؛ أنا على يقين أن حماس ستخرج طواعية وبرغبة منها حفاظا على قطر وعلى مصالحها ولن تعدم المكان وهي مرحب بها في الكثير من البلدان ؛ ولكن لم تطلب قطر من قيادة حماس الخروج وإن كان الحديث عن خروج بعض عناصرها.
وأوضح الصواف، وفق ما رصده تقرير" وكالة قدس نت للأنباء"، أن قوة حماس غير مرتبطة بالمكان الذي تتواجد فيه قيادتها سواء كانت الأردن أو سوريا أو قطر ولكن قوة حماس بتمسكها بحقوق وثوابت شعبها وفي مقاومتها للاحتلال، وهي تدرك أن قوتها في الداخل الفلسطيني وان الخارج ما هو إلا محطة غير ثابته ومتغيرة ، لذلك أدركت حماس أنه لا ثابت في الخارج وأن الثابت هو البقاء على الارض الفلسطينية وبين الشعب الفلسطيني ، وعليه بات الثقل القيادي لحركة حماس في داخل فلسطين.
يذكر أن السعودية والإمارات والبحرين ومصر وحكومة شرق ليبيا والحكومة اليمنية أعلنت قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، بذريعة حماية أمنها من مخاطر الإرهاب والتطرف، كذلك قررت الأردن خفض مستوى التمثيل الدبلوماسي مع قطر ويسحب ترخيص قناة "الجزيرة ، كما أعلنت موريتانيا عن قطع علاقاتها الدبلوماسية مع قطر.
