ما الذي تخبئه قادم الأيام لغزة.. ؟

قطعت عدة دول منها السعودية والامارات ومصر علاقاتها الدبلوماسية مع قطر، الاثنين الماضي، متهمة إياها "بدعم الارهاب"، ومتخذة سلسلة إجراءات بهدف عزلها، الامر الذي تزامن مع هجوم واسع علي حركة حماس من مجموعة من المسؤولين العرب في عدة دول عربية واخرها كان هجوم المتحدث باسم قوات حفتر في ليبيا على كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس .

بدوره اكد إبراهيم المدهون الكاتب والمحلل السياسي في مقابلة مع "وكالة قدس نت للأنباء"، ان من اهم الأسباب الحقيقية للهجوم والتضييق على قطر هو دعمها لقطاع غزة ومحاولتها كسر حالة الحصار وتعاملها المتوازن مع القضية الفلسطينية ووجود علاقات جيدة بينها وبين حركة حماس بل واستضافتها قيادات حركة حماس على ارضها.

وأضاف المدهون ان نجاح قطر في جملة من الملفات جعلها مستهدفة بشكل او بآخر وان محاولة حصر الموضوع وجعل محور الازمة القائمة الان هو علاقة قطر بحركة حماس هو محاولة إرضاء للولايات المتحدة الامريكية وللاحتلال الإسرائيلي ليس اكثر.

 وأشار المدهون  الى ان هذه ليست المرة الاولى التي يقع فيها الفلسطيني ضحية التشتت والتشرذم العربي ففي كل مرة ينظر للفلسطيني على انه الخاصرة الأضعف التي يمكن الضغط عليها في مشهد يعتبر حالة من حالات تحميل الفلسطيني ما لا يحتمل.

وفى معرض سؤاله حول التصريحات الأخيرة من قبل بعض المسؤولين العرب والتي بدأها وزير الخارجية السعودي ومن ثم الاماراتي وكان اخرها المتحدث باسم قوات حفتر في ليبيا، مشيرا الى ان حماس تنظر بخطورة بالغة لهذه التصريحات التي تستهدف الحركة، معتبرا ان الامر هو حالة من التحشيد والتحريض والاستهداف للحركة والذي يصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي، مشددا على ان هذا الامر لن يؤذي الحركة لان مجاهرة هذه الدول بعدائها لحماس هو افضل من ان تبقى حالة العداء في الخفاء ما يكشف حقيقة الواقع المعقد الذي يعيشه قطاع غزة والايادي التي تساهم في هذا الامر.

وكان المتحدث باسم قوات حفتر في ليبيا أحمد المسماري، شن هجوما على الجناح العسكري لحركة حماس، كتائب عز الدين القسام، زاعماً أن "قيادة حماس العسكريين هم الذين دربوا العناصر المتطرفة في ليبيا على وسائل التفخيخ والتفجير"، مدعيا خلال مؤتمر صحفي، أن "لواء خان يونس أيضا قدم مساعدات فنية للإرهابيين على الأراضي الليبية".

وتابع المدهون ان هذه الخطوة  لا تنتج مزيدا من القلق ولكن ينظر لها بخطورة من جانب واحد وهو ان الأنظمة العربية انتقلت من حالة استعداء حماس سرا إلى المجاهرة ،الامر الذي قد يؤدي لوجود بعض التداعيات الخطيرة ولكن على سوء الامر الا انه مفيد للشعب الفلسطيني لأنه يكشف المسؤولين امام شعوبهم ويجعل الحركة تتخذ خطوات باتجاهات واضحة وصريحة ويبعد عنها التردد في نسج علاقات مع بعض القوى.

وفى ذات السياق شدد المدهون على ان حركة حماس هي حركة داخلية ليس لها أي نشاطات في الخارج خاصة العسكرية منها وجناحها العسكري موجود في قطاع غزة المحاصر والذي لا يستطيع احد ان يخرج منه، مؤكدا على ان حماس لا تستهدف أحدا سوي الاحتلال الإسرائيلي وهو فقط عدوها الوحيد.

ومن جانبه اكد الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، ان الموضوع اكبر من غزة وحماس وقطر، معتبرا ان الامر ليس مرتبطا كما يشاع له على انه بسبب دعم قطر لحماس لان العنوان يتمثل في ان قطر تدعم الارهاب، وانه بالبحث في التفاصيل فعليا يتم مراجعة دور قطر سابقا وعلاقتها ببعض اطراف المعارضة المسلحة في سوريا وليبيا ومع الاخوان المسلمين، وعلى اعتبار أيضا ان حماس جزء فقط من هذه الحالة.

وتساءل عوكل ما الذي كان يضايق مصر في دعم قطر لحماس مثلا؟، معتبرا ان ما كان يضايق مصر هو تدخل قطر في الوضع الداخلي المصري وعلاقتها باي طرف كان حماس او غيرها.

واكد عوكل ان غزة لم تدفع بعد ثمن هذا الحراك العربي القائم، مشيرا إلى أنها تدفع الثمن طول الوقت بسبب الانقسام البغيض الذي يعتبر حجر الأساس لكل المشكلات الموجودة على المستوى الفلسطيني، معتبرا في ذات الوقت ان ما يحصل سيلقي بظلاله على غزة الامر الذي سيجعلها تدفع اثمانا باهظة لاحقا، وأولها ان قطر ستسحب يدها من أي دعم، مشيرا إلى وجود استحقاقات لصالح عدد من المقاولين في القطاع على قطر.

وأشار عوكل في ذات السياق الى ان الأطراف الفلسطينية يجب ان تقرأ جيدا حركة التحولات والتطورات والمتغيرات في المنطقة بشكل عام لان الحراك العربي الأخير جديد أصلا ولم نعش بعد أي من تداعياته.

وفى معرض سؤاله حول خيارات حركة حماس في ظل الهجوم الأخير عليها من قبل مجموعة اطراف عربية، أوضح عوكل ان خيارات الحركة  صعبة جدا ان لم تكن صفرا أصلا، مضيفا انه اذا كان الخيار المتاح الان هو ايران فان هذا الامر سيحمّل حماس عبئا اكبر  وثمنا اكثر من ذي قبل، معزيا الامر الى ان ايران الان موجودة في المهداف، الامر الذي سيثبت كل الاتهامات على حركة حماس باعتبار ايران هي احد اكبر الرعاة للارهاب، ومشددا في ذات الوقت على ان ايران لن تستطيع ان تحمي حماس على الاطلاق.

وشدد عوكل على ان الخيار الذي يجب ان يكون مطروحا على الأرض فلسطينيا، وهو الأساس في وجود أي انفراجات على مستوي قطاع غزة هو خيار المصالحة ،لأنه اكثر الخيارات جدوى، مردفا انه على حركة  حماس ان تنظر بمزيد من القلق لما يحصل بل ويجب ان تقلق كثيرا وان انعكاسات الامر ستبدو واضحة خلال الفترة المقبلة على القطاع، منوها إلى ان من يراقب الوضع بعيون عادية وليست متعمقة يستطيع ان يفهم ان الوضع مقبل على ما هو أسوأ بكثير من أي وقت سابق على كل سوءه.

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -