كيف يفكر ليبرمان..عن المصالحة مع العرب وحرب غزة والسلام

"تطوير العلاقات مع الدول العربية قد يؤثر على قرار الحكومة الإسرائيلية ويدفعها لقبول صفقة سلام مع الفلسطينيين" و"إسرائيل تعمل من أجل منع اندلاع حرب جديدة مع الحفاظ على قوة الردع "، أيضا" تراخيص بناء المستوطنات في الضفة الغربية والقدس، خلال النصف الأول من العام الجاري هي الأعلى منذ عام 1992".

هذه المضامين تصريحات لوزير جيش الإحتلال أفيغدور ليبرمان، فكيف يفكر ليبرمان في ظل ما يطلقه من تهديدات تجاه قطاع غزة المحاصر، مقابل استمالة المصالحة مع العرب، وكل ذلك بالطبع تحت مقصلة التوسع الإستيطانى، فعن أي سلام يمكن أن نتحدث إذا.

الكاتب والسياسي الدكتور ذوالفقار سويرجو قال وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء"، حول تصريحات ليبرمان بشأن اقتراب انجاز مصالحة تاريخية مع العرب:" كلام ليبرمان يحاكي الحقيقة وهذا يعني أن على قطاع غزة أن يحسم قراره لان الحلفاء الجدد لا يمكن أن يقبلوا بوجود قاعدة متقدمة لإيران في خاصرة الحلف الجديد".

وأضاف سويرجو وفق ما كتبه في تدوينه له عبر صفحته الشخصية بشبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك، "وهذا يعني أننا مقبلون على حرب طاحنة و حاسمة دون أي اعتبار لنتائجها الكارثية على القطاع، و عليه يجب البحث السريع عن المخارج البديلة و أولها تشكيل حكومة وحدة وطنية و مغادرة مربع السلطة و البحث في معضلة الحفاظ على سلاح المقاومة و أنفاقها في الإطار الوطني .

هذا واعتبر وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، إن تطوير العلاقات مع الدول العربية قد يؤثر على قرار الحكومة الإسرائيلية ويدفعها لقبول صفقة سلام مع الفلسطينيين.

وقال ليبرمان خلال لقاء مع القناة العبرية الثانية، إن "الطريق مفتوحاً أمام خيارات جديدة لعملية سلام تتضمن اتفاقاً مع جميع الدول العربية المعتدلة بفتح سفارات وتسيير رحلات جوية مباشرة وبناء علاقات تجارية.

استعداد لسلام وعلاقات شاملة مع إسرائيل

فهل يمكن أن تستحق رؤية ليبرمان بهذه السهولة، ويكون هناك تحالفات مع دول عربية، يجيب على ذلك أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأزهر الدكتور ناجي شراب قائلا:" رؤية تحقيق الاستقرار في المنطقة، ويعني الربط بين السلام والخطوات الإقليمية من خلال التفكير في شكل من أشكال التحالف الإقليمي تكون إسرائيل طرفاً فيه، ومحاربة واستئصال كل أشكال الإرهاب في المنطقة والقضاء على تنظيم "داعش" وغيره لما يشكله من عنصر عدم استقرار في المنطقة. وهنا تتسع حدود هذه الرؤية لتضم دول المنطقة ودمج إسرائيل في المنظومة العربية ،كما تتسع للموقف من إيران وتهديداتها للمنطقة".

وأضاف شراب، وبناء على هذا الموقف قد يتحدد الموقف العربي من فكرة السلام الإقليمي، وهذا ما قد يفسر بعض ما جاء في بيان القمة العربية في عمّان عن استعداد لسلام وعلاقات شاملة مع إسرائيل، شرط قيام الدولة الفلسطينية وانسحاب إسرائيل من أراضي كل الدول العربية. ولا يعني هذا أن الرؤية الجديدة قد تكون مغايرة لما سبقها من رؤى للإدارات السابقة.

موصلا حديثه، فالخطوط العريضة واحدة، وإن كانت حظوظ الإدارة الجديدة أكبر في فرض رؤيتها، وممارسة ضغط على الأطراف المعنية، وتقوم هذه الرؤية على فرضية أساسية هي حاجة كل الأطراف للدور الأميركي لمعالجة كثير من ملفات المنطقة، فالبيئة الفلسطينية مواتية للقبول ببعض عناصر هذه الرؤية، خصوصاً أن إدارة ترامب كانت تشكك في القيادة الفلسطينية وقدرتها على اتخاذ قرارات مؤلمة في أي تسوية.

التعامل مع القطاع والمقاومة

والسؤال هل يمكن الربط ما بين واقع غزة المر وتهديدات ليبرمان بضرب غزة بعنف، المختص بالشأن الإسرائيلي فراس حسان قال:" منهجية ليبرمن تقوم على أساس واحد في التعامل مع القطاع والمقاومة، وهي الضرب بقوة وسترون انه سيكون شرسا إلى ابعد حد في التعامل مع القطاع".

وأضاف حسان لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، وإذا لم تكن هناك قوة ردع حقيقية لدى المقاومة، قوة حقيقية بمعنى أنها ترد الصاع صاعين لسلوك ليبرمن وجيشه عليها التفكير جيدا قبل الدخول والانجرار لهذا الوضع الذي بات قريبا إذا لم نكن له مستعدين جيدا و شعبنا ليس حقل تجارب افهموها جيدا.

وقال ليبرمان، مساء أمس خلال مقابلة موسعة مع القناة العبرية الثانية بثت كاملا:" أن إسرائيل ستعمل على منع اندلاع حرب ومواجهة عسكرية جديدة مع قطاع غزة ، وأنه ليس لدى إسرائيل رغبة في خوض حرب أو معركة جديدة كل عامين. قائلا "من المستحيل أن ندخل في مواجهة عسكرية كل سنتين".

وأشاد بحالة الهدوء الكبيرة السائدة عند حدود قطاع غزة، معتبرا أن تلك الحدود تشهد هدوءا غير مسبوق لأول مرة منذ 1967، وشدد على أن إسرائيل تعمل من أجل منع اندلاع حرب جديدة مع الحفاظ على قوة الردع.

وأكد ليبرمان أنه ليس لإسرائيل أي مصلحة في إعادة احتلال قطاع غزة، محذراً في الوقت ذاته من أن أي مواجهة مقبلة ستندلع فإن إسرائيل لن تترك أي آثار للبنية التحتية العسكرية في غزة وستقضي عليها بأكملها قبل إنهاء المواجهة.

ليبرمان لم يتوقف عند ذلك بل أكد أن تراخيص بناء المستوطنات هذا العام الأعلى منذ 25 عامًا، ونقلت صحيفة "هآرتس" العبرية عن ليبرمان انتقاده خلال جلسة الحكومة الإسرائيلية، للتصريحات التي أطلقها قادة المستوطنين ضد الحكومة بشأن سياساتها حول البناء في المستوطنات، مشيرا إلى أن ما نشر من قبل المستوطنين من أرقام حول البناء في المستوطنات ليس له علاقة بالواقع.

وأشار ليبرمان إلى أنه تمت الموافقة على بناء 3651 وحدة استيطانية منذ الأسبوع الأول من الشهر الجاري، وأنه يتم تنفيذ البناء الفوري لـ 671 وحدة منها.وقال إنه "منذ بداية اليوم الأول من العام الجاري، تمت الموافقة على بناء 8345 وحدة استيطانية منها 3066 تم البدء في بنائها فوريا".

وذكر ليبرمان، أن الإدارة المدنية وافقت مؤخرا على بناء 2100 وحدة استيطانية بالضفة منها 1500 في الكتل الاستيطانية الكبرى والبقية خارجها، مشيرا إلى أن الحكومة الحالية هي أكثر الحكومات رعاية للمستوطنين والمستوطنات.

الموقف غير الواضح من قضية الاستيطان

مع كل ما سبق عن أي سلام أو هدوء  يمكن أن نتحدث عنه أو آفاق له في ظل رؤية ترامب الجديدة لتحقيق عملية السلام، والسؤال هل من رؤية جديدة لإدارة ترامب؟ وهل من قدرة ورغبة أكبر لتحقيق التسوية التاريخية التي تحدث عنها الرئيس الأميركي؟

يجيب شراب بالقول وفق ما رصده تقرير" وكالة قدس نت للأنباء": "من الصعب القول إن هذه الرؤية قد اكتملت وأصبحت واضحة الأهداف والآليات، لكن مع ذلك يمكن تلمّس بعض ملامحها من خلال التصريحات السياسية المختلفة للرئيس ومستشاريه، ومن خلال التعرف إلى أركان إدارته، ومن خلال لقاءاته مع نتنياهو والقادة العرب في أول لقاء له مع نتنياهو، بدت ملامح هذه الرؤية، عندما عبّر الرئيس الأميركي عن تأييده لخيار التفاوض الثنائي المباشر بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وعدم فرضه أي حلول على الطرفين، من دون أن يتمسك بحل الدولتين، وإن كان عدم القبول بها يؤدي إلى حل الدولة الواحدة، وكأنه بذلك يبعث رسالة تحذيرية لإسرائيل للقبول بحل الدولتين.

ونوه شراب، إلى أن الموقف غير الواضح من قضية الاستيطان، فتأييد حل الدولتين يعني موقفاً معارضاً للاستيطان، وهو ما تحاول هذه الإدارة تجنبه. كما كان الوضع في إدارة الرئيس أوباما التي تبنت حل الدولتين، ومعارضة الاستيطان، لتنتهي بعدم معارضة قرار مجلس الأمن الرقم 2334 الذي يدين الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، وهذا مستبعد لدى إدارة ترامب التي أسقطت دور الأمم المتحدة من هذه الرؤية، وهو ما سيدركه الفلسطينيون. وتبدو ملامح هذه الرؤية من أول خطاب له أمام الكونغرس إذ أكد أن التحالف مع إسرائيل لا يمكن خرقه، وهو في هذا التأييد الشخصي أبعد من سابقيه.

المصدر: غزة- وكالة قدس نت للأنباء -