غريب عجيب وضع غزة وما ينتظرها

حذر كاتب ومحلل سياسي  من مغبة استمرار ضخ الأخبار التي تتعلق بالأوضاع الحياته المتسارعة في قطاع غزة، ومنح الناس آمالا مبينه على الوهم .

الكاتب والمحلل السياسي مصطفي إبراهيم، في تحليل له حول تصاعد موجة الأخبار التي تتعلق بالقطاع وما تتطرق إليه الصحافة الإسرائيلية حول الإنفجار القادم بغزة قال:" الصحافة الإسرائيلية تتحدث عن انفجار وعدوان جديد، وأخبار غير منطقية وليست مؤكدة تصل من القاهرة عن تفاهمات بين دحلان وحماس. منذ عدة ايام وغزة تتصدر المشهد في اسرائيل، والعنوان الرئيس قطاع غزة يقترب من نقطة الغليان مرة أخرى هذا الصيف، وأزمة الكهرباء في قطاع غزة ستسرع التصعيد بين إسرائيل وحماس.

بناء الجدار حول القطاع

وأضاف إبراهيم وفق ما نقلته "وكالة قدس نت للأنباء" عن وزير جيش الاحتلال أفيغدور ليبرمان حين قال لسنا معنيين بعدوان جديد والمجلس الأمني الوزاري المصغر ناقش قضية غزة والوضع الأمني والخشية من الإنفجار وأزمة الكهرباء، ومن يدفع ثمنها والرواتب والأوضاع الاقتصادية المتردية، وقيادة الجيش والاجهزة الامنية الإسرائيلية قدموا توصيات أمنية بالاستجابة لطلب الرئيس محمود عباس وتقليص كميات الكهرباء الى غزة، على الرغم من كل التحذيرات والتهديد بالتصعيد.

وفيما يتعلق بناء الجدار حول قطاع غزة قال ابراهيم:  خلال الأسابيع المقبلة ستبدأ إسرائيل بتوسيع كبير في أعمال البناء في الجدار العازل الجديد ضد الأنفاق على حدود غزة. والخشية من رفض حماس والعمل على اعاقة العمل. الطرفان لا يرغبان بالتصعيد لكن الظروف الحالية مهيئة ومشجعة لتصعيد عسكري، وقرارات الرئيس عباس وزيادة الضغط على حماس كلها أسباب ستؤدي إلى التصعيد".

أزمة الكهرباء

وحول أزمة الكهرباء اوضح إبراهيم، إسرائيل لا تريد دفع الأموال التي توقف عباس عن دفعها مقابل الكهرباء لكنها لا تريد أيضا أن تظهر بأنها تبتز حماس في غزة. الخلافات بين قطر والسعودية تؤثر على المزاج العام بغزة والتطورات الأخيرة تدفع حماس بالعودة إلى طهران، وبناء الجدار على حدود غزة سيزيد من الضغط على حماس لأن ذلك سيحرم جناحها العسكري الإنفاق من رصيد استراتيجي كانت تراكم فيه منذ سنوات بشق الأنفس، ونتنياهو يرغب في تدويل قضية الأنفاق بغزة لكنه لا يرغب بحرب لا لزوم لها حاليا.

دحلان وحماس

هذا ونال موضوع النائب محمد دحلان ولقائه بقادة حماس في مصر نصيبا كبيرا من الحالة بقطاع غزة، وذكر إبراهيم، ان الأخبار من مصر تتحدث عن مذكرة تفاهمات بين حركة حماس والنائب محمد دحلان في القاهرة، ولا اعلم مدى مصداقيتها وبث الامل في الناس بدون يقين، والاوضاع الخليجية متوترة وحماس لن تتخلى عن قطر بسهولة وخياراتها صعبة، واسرائيل تحاول وضع حماس على قائمة الارهاب السعودية مع المنظمات الاسلامية الإرهابية. واسرائيل تلعب على التناقضات والخلافات الفلسطينية والعربية ولن ترفع الحصار أو حتى تخففه بدون ثمن تجبيه من حماس.

الإقليم والحرب الخليجية

غزة كما العادة ينعكس عليها الكثير من الأشياء، وفيما يتعلق بما يجرى بالمنطقة وأحداث الخليج قال إبراهيم: "ما يجري في الإقليم والحرب الخليجية تشتعل والحديث عن صفقة ترامب صفقة العصر لا يستقيم، كيف تتغير الأحوال بهذه السرعة، وهذا التفاؤل المبالغ به في ظل تهديدات وتحذيرات إسرائيلية بانفجار غزة وهي تلعب على التناقضات وتستغل الأوضاع العربية المريحة والخلافات الفتحاوية الحمساوية، وتبتز حماس وأهل غزة واتخذت قرار بتقليص كميات الكهرباء المقلصة استجابة لقرار السلطة. هل بالفعل استطاعت القاهرة تنفيس الأوضاع في غزة وتنازلت حماس مؤقتا ومواجهة الرئيس عباس للخروج من أزمتها؟ وهل ما يجري تعميق انفصال غزة؟ وهل هو هروب من تصنيف ترامب لها بأنها حركة ارهابية؟ واسرائيل تشدد الحصار اكثر وتستجيب لقرار الرئيس.

وفى النهاية ختم الكاتب إبراهيم قوله:"حال من العبثية وغياب العدل والتنكر للحقوق الفلسطينية، ومن المبكر التفاؤل، وطرفي الانقسام غارقين في البحث عن مصالحهما ومنقطعين عن نبض الناس ومعاناتهم وآلامهم، وأي تفاؤل في غياب الحقيقة وبدون اتفاق وطني شامل لا يستقيم، والمستقبل غامض والفلسطينيين يعاقبون انفسهم! أسئلة بحاجة الى اجابة واسرائيل تعاقب وتعمق الفصل بين الضفة وغزة، والاخبار من القاهرة تتطاير بأمل غير موجود، إن صح ما يجري في غزة العصية على الفهم والكسر هو لدفعها للانفصال، فهي جزء من فلسطين وليست فلسطين".

المصدر: غزة – وكالة قدس نت للأنباء -