الرئيس الأميركي قال الأسبوع الماضي أن بداية نهاية الإرهاب تكون بوقف التمويلونقطة بداية وقف التمويل تنطلق من قطروسبحان الله فجأة أصبحت قطر داعم وممول رئيسي للإرهاب في المنطقة وامريكا ومن يقف خلفها من تحالف عربي خليجي بريء من الإرهاب براءة الذئب من دم يوسففأمريكا هي صانعة الإرهاب بإمتياز والداعم الرئيسي لهمن دعم ما يسمى بالإسلام الجهادي في أفغانستان على زمن وجود القوات السوفياتي في أفغانستانومن امد ما يسمى بالمجاهدين العرب الأفغان بالمال والسلاحومن قال عنهم بانهم مناضلين من اجل الحريةومن ثم بعد إنتهاء دورهم ومهمتهم تحولوا الى شياطين وإرهابيينومن يدعم القاعدة ومتفرعاتها من الجماعات الإرهابية الأخرى داعش والنصرة واحرار الشام وكل التشكيلات والأولوية الإرهابية الأخرى في سوريا والعراق وليبيا وغيرها ومن يقف الى جانب اسرائيل في عدوانها وإحتلالها لأراضي الشعب الفلسطيني والأراضي العربية الأخرى
الحرب على قطر وإتهامها بدعم وتمويل الإرهاب وبالعمل من اجل تجفيف منابعه وموارده وتمويل هليس بالسبب الجوهري لهذه الحرب فالحرب عدا عن ان لها دور إبتزازي امريكي من اجل تدفيع قطر الجزية وإستحلابها ماليا كما حدث مع السعودية بل هناك صراعات تخوض على الدور والزعامة والقيادة الخليجية والعربية والإقليمية فالسعودية التي نجحت في خلق حالة إصطفاف عربي إسلامي خلف قيادتها 56 دولة من خلال القمم الثلاثة التي عقدت في الرياض بإمامة ترامب في آيار الماضي تريد ان تكون السياسات الخارجية لهذا التحالف متطابقة مع الموقف والسياسات الخارجية السعوديةوخاصة الموقف الذي جرى التعبير عنه من ايران وقوى المقاومة الفلسطينية والعربية حماس وحزب الله بانها قوى إرهابية وأساس حالة عدم الإستقرار في المنطقة وكذلك هناك حلف ناتو عربي إسلامي أمريكي يجري تدشين هيخرج العلاقات وعمليات التطبيع مع دولة الإحتلال من الجانب السري الى الجانب العلني وبما يشمل التنسيق والتعاون والتحالف لجهة محاربة العدو الرئيسي الإفتراضي في المنطقة ايران والتحضير للمؤتمر الإقليمي لحل تصفية القضية الفلسطينية
المشاغبات والإعتراضات القطرية على السياسة والقيادة السعودية الخليجية ليست جديدة وهي قديمة وخلقت ازمات مقاطعة وسحب سفراء بينهما كما حدث في أزمة 2014ولكن الأزمة هنا أصعب من أن يتم إحتوائها فهي معركة كسر عظم إما التركيع والإستسلام القطري الشامل وإما خيار الحرب للتغير بالقوة إذا لم تفلح العقوبات الإقتصادية والتجارية والمالية والدبلوماسية والسياسية وإغلاق المعابر والمنافذ والحدود والأجواء والممرات البحرية في تحقيق الهدف والتدخل العسكري قد يحمل معه تداعيات وتطورات غير محسوبة النتائج وخصوصا بان هناك دول كتركيا وايران وباكستان لها مصالحها مع قطر حتى ان تركيا ترتبط معها بمعاهدة دفاع مشترك ولها قاعدة عسكرية في الدوحة وهذا قد يشعل حربا إقليمية
الحرب على قطر ستبقى مستمرة ومتواصلة من قبل التحالف الرباعي العربي وإن كانت الوساطة الكويتية والعمانية حتى اللحظة قد دخلت مرحلة الجمود وهناك دخول اوروبي غربي على الخطوط خيار التدخل العسكري المتراجع مؤقتا سيبقى هو الفيصل في تركيع وتطويع قطر ومن ثم إستسلامها وإستجابتها لشروط الرباعية العربية فما اتخذ من عقوبات بحق قطر سواء الإقتصادية منها او اغلاق المنافذ والحدود البرية والبحرية وإغلاق الأجواء امام الطائرات القطرية وحجب قنواتها الفضائية ووسائل الإعلام المؤيدة لها وطرد سفرائها ومواطنيها لم تفلح في تركيع الإمارة القطريةبل استمرت القيادة القطرية متمسكة بمقولة انها لن تسمح لأحد بالتدخل في سياساتها الداخلية والخارجية وهذه امور سيادية لا تقبل لأحد التدخل فيها واضح أن القيادة القطرية إستوعبت وأحتوت التصعيد الإقتصادي والسياسي والدبلوماسي ضدها بحيث أنها لم ترد على إجراءات الرباعية العربية بنفس الموقف أي طرد رعاياها من قطر بل تركت لهم حرية الخيار في البقاء أو الرحيل هذا الموقف يضاف له تمسكها بالمبادرة الكويتية لحل الأزمة وإيجادتها لدور المظلومية وبانها مع الحل السياسي للأزمة ووحدة الموقف احدث تحولا في الرأي العام العربي والإسلامي لصالحها وكذلك التوجه القطري نحو ايران وتركيا فرغ العقوبات الإقتصادية والسياسية والتجارية من مضمونها وهذا يعني بأن القيادة القطرية تستطيع باموالها التريليونية ومخارج التصدير والإستيراد وحرية الحركة برا وبحرا وجوا الصمود لفترة وسنوات طويلة دون ان تستجيب للشروط السعودية الإماراتية وهذا يعني أيضا بان المدرسة التي تنادي بالإعتماد على النفس الطويل والعقوبات الإقتصادية المتدرجة في التعاطي مع الأزمة القطرية ستفشل فهي تراهن على قصر نفس الجماهير العربية المتعاطفة مع قطروالحالة الفلسطينية وحزب الله نموذجا وكذلك العراقية والسورية ولذلك يبقى الخيار العسكري مرشحا عبر التدخل مباشرةوليس بالإعتماد على الداخل من خلال الرهان على إنشقاقات داخلية في قيادة الإمارة كما حدث في أزمة 1996تلك الأزمة التي إستتبعت إجراءات قاسية من قيادة الإمارة ضد من قادوا عملية الإنشقاق حيث السجن للمئات والإبعاد بالألاف وسحب الجنسية والمنشقين لم يحظوا بالدعم الكافي السعودي الإماراتي ولذلك يبقى الراهن على هذا الخيار صعبا فلا بد من جراحة عسكرية مباشرة للتحالف وبضوء أخضر أمريكي وتبقى ممكنات تحول الأزمة على ضوء ذلك الى حرب إقليمية قائمة واردة فعليها لا يحسم مصير قطر بل هناك دول اخرى مرشحة للتصعيد فيها كتركيا حاضنة الإخوان المسلمين وكذلك طهران التي تؤرق امريكا والسعودية واسرائيل على وجه التحديد.
بقلم/ راسم عبيدا