ماذا وراء جلسات القاهرة المتكررة بين يحيى السنوار "رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في غزة" ومحمد دحلان "المفصول عن حركة فتح" هذه الحوارات جعلتنا نتسائل كثيرا ونستغرب أكثر ..
لماذا تتمسك حركة حماس بالحوار مع محمد دحلان رغم أنه كان ألذ أعدائها قبل عشر سنوات ؟ لماذا هذه الأهمية لمحمد دحلان بالنسبة لحركة حماس رغم انه مفصول من حركة فتح ؟ لماذا اصبح الحوار بين حماس ودحلان واضحا وضوح الشمس بعد أن كان من خلف الستار ؟ هناك أسئلة كثيرة لا تغادر تفكير عامة الناس وهناك إجابات كثيرة أيضا صنعتها العشر سنوات الأخيرة . جميع الناس قد يستغرب من العلاقة القوية بين دحلان وحماس بعد صراع طويل وصل الى حد تهمة الخيانة العظمى وغيرها من الإتهامات . واليوم اصبحت هذه العلاقة قوية ومعلن عنها أمام الجميع . ومن وجهة نظري أن حماس تتمسك بدحلان لأسباب كثيرة ولكنني سأذكر لكم أهم هذه الأسباب وأكثرها وضوحا ..
أولا : وجود محمد دحلان في الإمارات قد يساعد على فتح خط بين حماس والإمارات لإستقطاب الدعم المالي لحماس في غزة لتثبت وجودها في حكم غزة من خلال رواتب موظفين وغير ذلك من إالتزامات مالية .
ثانيا : تحاول حركة حماس أن تستخدم دحلان كورقة للضغط على مصر وإستقطاب سيادة وتعاون رسمي بين مصر وحماس من خلال فتح معبر رفح وإقامة منطقة تجارية حرة بين غزة ومصر .
ثالثا : تحاول حركة حماس أن تسحب البساط من تحت قدم الرئيس أبو مازن من خلال دحلان وتقوية تيار دحلان في غزة على حساب تيار السلطة الوطنية الفلسطينية .
رابعا : وجود تيار دحلان وتقويته في غزة يعمل إنشقاق كبير في صفوف حركة فتح وهذه الإنشقاق يصب في مصلحة حركة حماس .
هذه الأسباب التي ذكرتها هي من عدة أسباب ولكننا لا نفتش على الضمائر ولكننا نطرح الموضوع كما هو على أرض الواقع وهذه الأسباب التي ذكرت واضحة وصريحة وكثير من الناس يعلمها .
وبعد ما قدمت لكم من ما أراه سأقدم لكم وجهة نظري في هذا الموضوع وإلى أين سيصل . حسب ما أرى من الصعب جدا أن تنجح حركة حماس في إستخدام دحلان في تسويق مشروعها والتي يتركز في غزة لأن مصر ليس بهذا الغباء كي تعطي لحركة حماس سيادة على معبر رفح أو منطقة تجارية حرة أو ما شابه ذلك لأن مصر دولة كبيرة في المنطقة العربية ولا تخرج عن تقاليد السياسة المتعارف عليها بين الدول . وستبقى مصر متمسكة بشرعية الرئيس أبو مازن . وهناك أسباب أمنية كثيرة لا تسمح لمصر إعطاء شرعية لحماس وهناك أسباب سياسية ودولية أيضا وهذا ما يجعل علاقة مصر الحقيقية لا تزال في صلب شرعية أبو مازن .
بقلم/ أشرف صالح