أكد الخبير في شؤون عمارة القدس والأقصى جمال عمرو، أن حرب متدحرجة تقودها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ضد المدينة المقدسة بشتى مكوناتها خاصة الاقتصادية لتدمير الاقتصاد المقدسي، منوهًا لشرعنه الإدارة الأمريكية لها عبر سعيها لتطبيع علاقات مباشرة مع الدول العربية والإسلامية له متجاوزاً القضية الفلسطينية برمتها، داعياً للتلويح بتصعيد وطني فلسطيني ضد الهجمة الشرسة على المدينة.
وقال عمرو في تصريح خاص لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، تعقباً على تضييق الاحتلال على المقدسين في العشر الأواخر من شهر رمضان عقب العملية الفدائية في بابا العامود إنه "أخذ شرعية سياسية من النظام السياسي الأمريكي عبر الرئيس دونالد ترامب بالإضافة للصمت العربي الذي يذبح القدس من الوريد إلى الوريد على حد قوله".
وشدد على أن دائرة الاستهداف تتسع لتشمل الأقصى بشكل أساسي لتصل لمحيط البلدة القديمة لتنال من المقدسيين على وجه الخصوص من حريتهم وعبادتهم واقتصادهم ومقدساتهم ناهيك عن بقية الفلسطينيين في الضفة والداخل المحتل وقطاع غزة.
وبشأن تداعيات إعلان الاحتلال منطقة باب العامود ثكنة عسكرية عقب العملية الفدائية أكد أن نتنياهو اتخذ من العملية الفدائية في باب العامود ذريعة ليعلن حرب مفتوحة وعلى الملأ ضد المدينة المقدسة لتركعيها متخذاً سياسية العقاب الجماعي أداة لذلك .
وأردف قائلاً "أنه يقود حرب في أقدس الأيام وأقدس الشهور وأقدس اللحظات وفي أقدس أرض ليرسل رسالة أن آمنه فوق كل اعتبارات".
وتساؤل قائلاً "نتنياهو تخرج من مدرسة تقول أنهم شعب الله المختار وما دونهم بهائم خلقوا ليركبوهم حسب عقلهم المنحرف فكيف يقيمون وزنا للمسلمين الأجانب؟! في إشارة لاعتدائه على المعتكفين منهم في الأقصى".
وشدد على أن منع تصاريح الفلسطينيين في القدس وترحيلهم ضربة موجعة للاقتصاد الفلسطيني بالقدس تهدف لتركيع المدينة اقتصاديا عبر دفع التجار لإغلاق محالهم نهائياً وبالتالي ينهار الاقتصاد المقدسي والنسيج الاجتماعي الصامد في المدينة.
وقد نفذ ثلاثة شبان فلسطينيين بواسطة أسلحة نارية وسكاكين عملية فدائية في باب العامود في البلدة القديمة، مساء أول أمس الجمعة، مما أدى لارتقاء الشهداء الثلاث وهم الشهيد "براء صالح 18 عاماً" من دير أبو مشعل والشهيد "عادل عنكوش 18 عاماً" من البيرة والشهيد "عامر بدوي 31 عاماً" من الخليل ، مما أسفر عن طعن شرطية إسرائيلية وإصابتها بجروح بالغة تسببت بمقتلها.
ونوه إلى أن هؤلاء التجار جهزوا أنفسهم طوال العام وبنوا استراتيجيتهم الاقتصادية على الحضور الكبير للفلسطينيين والمسلمين والسياح خلال أيام الشهر الفضيل لدعم أسباب صمودهم بقية العام، مستدركاً لكن الاحتلال بالمرصاد لهم بإجراءاته التعسفية وتوجيه الناس للأماكن التجارية الصهيونية .
ودعا لاستجلاب قادة الاحتلال لمحكمة الجنايات الدولية على جرائمها التي ترتقى لمستوى أبارتهايد جنوب أفريقيا وفاشية ألمانيا.
وحول الخطوات الواجبة فلسطينيا للتخفيف من حدة إجراءات الاحتلال، أكد أنه يتطلب موقف وطني فلسطيني يلوح بحرب اقتصادية مقابل الحرب الاقتصادية للاحتلال .
وشدد على أن هذه المواقف لا تحتاج نزول للميدان والحرب بل إرادة سياسية.
