“تكية أهل الخير“.. وجهة فقراء خان يونس في رمضان

يقصد مئات الفقراء، منذ مطلع شهر رمضان المبارك، "تكية أهل الخير"، التي تقدم أشهى الوجبات الطازجة لتلك الأسر المعوزة، في محافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة.

أرز بالدجاج، أرز باللحم الطازج، جميع أنواع الشوربة، الكفتة، الأرز بأنواعه، طناجر كهربائية، طبخات رمضانية أخرى شهية؛ تلك الوجبات وغيرها، تُقدمها التكية التي باتت مقصد لهؤلاء الفقراء.

"تكية أهل الخير"، هي عبارة عن مطبخ رمضاني، يعمل به مجموعة من الطباخين المهرة في المحافظة، ويمولها رجال الأعمال؛ بهدف الوصول لأكبر كم من الفقراء، وتقدم ما يشتهونه من وجبات لا يقدرون على شرائها.

سعادة الفقراء

خلال زيارة مراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، لـ "تكية أهل الخير"، تلمس السعادة التي ارتسمت على وجوه الأسر الفقيرة، التي تأتي قبيل الإفطار بساعتين لتسلم وجبات الإفطار، بطريق تحفظ كرامتهم، بعيدةً عن التقاط الصور المباشرة لهم، أو التدافع.

وعبر الفقراء عن إعجابهم الكبير بفكرة "التكية" الأولى من نوعها على مستوى محافظات جنوبي القطاع، التي تقدم الوجبات الطازجة الجاهزة للأسر الفقير، على مدار شهر رمضان، خاصة وأنهم غير قادرين على شراء تلك الوجبات، نتيجة ظروف الصعبة.

وتقدمت تلك الأسر بالشكر الجزيل من القطاع الخاص الذي يمثل رجال الأعمال في المحافظة، متمنين منهم الاستمرار به على مدار العام، وعدم الاقتصار على شهر رمضان وينتهي الأمر؛ لأنهم يشتهون شراء وتوفير تلك الوجبات على الدوام.

رسالة إنسانية

سامي الرنتيسي عضو مجلس إدارة "تكية أهل الخير"، يقول لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء" : "التكية هي عبارة عن مبادرة من القطاع الخاص لمساعدة الأسر الفقيرة والمحتاجة؛ وهي نموذج الأول في الجنوب؛ وهي وجدت لتقوم بمساعدة الأسر الفقيرة، للتخفيف من ألامها وأعبائها، وتوصل رسالة إنسانية ومحبة وتعاضد".

ويضيف الرنتيسي "تأتي العائلات المستورة لتأخذ الوجبات الطازجة بشكل يومي؛ وتشمل وجبتين، الأولى:أرز بالدجاج الطازج، والثانية: كفتة لحم العجل، مع البطاطس، والطماطم، والفلفل، والشوربة، وأنواع أخرى من الرز.

ويوضح إلى أنهم استهدفوا مطلع شهر رمضان حوالي "420أسرة" بشكل يومي، تلاه بأسبوعين "720أسرة"، أي حوالي "1200أسرة مستورة" تستفيد منها محافظة خان يونس من التكية؛ مؤكدًا أنهم مستمرون بها، وستبقى طوال العام، وليس لديهم أي إشكالية في تمويلها.

ويؤكد الرنتيسي الذي بدت عليه السعادة والارتياح، وهو يشرف ويتابع عن كثب عمل الطباخين في طهي وتقديم الوجبات لأسر المستورة، أن الهدف الرئيس من عملهم تخفيف العبء عن كاهل تلك الأسر، والوقوف معهم، وتعزيز التكافل والتعاضد..؛ معبرًا عن أمله أن تحذو بقية محافظات القطاع حذوهم.

عمل تطوعي خيري

أما الشيف سمير البريم، الذي يعمل متطوعًا في طهي الطعام، في "تكية أهل الخير" منذ مطلع شهر رمضان، فيُعبر عن سعادته ومن معه من العاملين فيما اسماه "مطبخ الفقراء"، الذي يُقدم أشهى المأكولات وأطيبها للأسر المعوزة.

ويقول البريم، الذي يعمل شيف منذ عشرات السنين، لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء": "عملي هنا تطوعي خيري، أعمل في أحد مطاعم خان يونس، لكن هنا دون مقابل، بعد الانتهاء أعود للمطعم"؛ مُشيرةً إلى أنهم يقدموا أفضل الوجبات، للأسر التي تأتي، وتشعر بأن ما يُقدم لها أكل فُندقي.

ويبين إلى أن أبرز الوجبات التي يقومون بإعدادها للمحتاجين، تتمثل في :أرز كبسة، أرز عادي، أرز بالخضار، أرز مبهر، سمك، كفته، أرز بالدجاج، باللحم الطازج، شوربة خضار، فريكة.."؛ لافتًا إلى أنه يشعر بالسعادة التي يستمدها من سعادة الأسر عندما تأتي لتتسلم الأكل لها ولأطفالها المحرمون منه، لأنني أعي جيدًا عِظم أجر إفطار صائم، خاصة إن كان محتاجًا.  

المصدر: خان يونس – تقرير | وكالة قدس نت للأنباء -