بعد عملية"وعد البراق" أو" كارلو القدس"، البطولية التي نفذت في منطقة باب العامود أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة الجمعة الماضية، لا تزال حكومة الإحتلال ولليوم الخامس على التوالى تقوم بخطوات انتقامية ضد المدينة المقدسية .
حكومة الإحتلال التي أوقفت تصاريح الدخول للقدس، وأعلنت منطقة باب العمود منطقة عسكرية مغلقة، وأغلقت المحال التجارية وأمرت بتشديد الحراسة الأمنية في القدس، وخاصة منطقة "باب العامود"؛ بحيث يمنع دخولها إلا بعد تفتيش دقيق وزيادة عدد القوات الإسرائيلية في مدينة القدس "تحسبًا لأي هجمات أخرى" ،وذلك في انتهاك واضح لحرية المقدسيين.
ويتزامن هذا التشديد في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، في محاولة من الإحتلال الحد ومنع آلاف المصلين الذين يتجهزون لأداء قيام ليلة القدر ويوم القدس العالمي في رحاب المسجد الأقصى المبارك.
العقاب الجماعي لن يطفئ لهيب المقاومة
الفصائل الفلسطينية أكدت أن سياسية العقاب الجماعي لن تطفئ لهيب المقاومة، وقالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين أن الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة ضد مدينة القدس المحتلة وأساليب العقاب الجماعي ومحاصرة قرية دير أبو مشعل لن تطفئ جذوة المقاومة.
ورأت الجبهة وفق ما رصده تقرير" وكالة قدس نت للأنباء"، في تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو باتخاذ إجراءات غير مسبوقة ضد مدينة القدس، وقرية دير أبو مشعل وإعطاءه الأوامر بهدم بيوت منفذي عملية القدس هي مجرد بالونات فارغة موجهة للإسرائيليين من أجل التغطية على تهم الفساد التي برزت على السطح من جديد.
حركة فتح اكدت على لسان منير الجاغوب رئيس المكتب الإعلامي في مفوضية التعبئة والتنظيم، على ضرورة مواجهة السياسة القمعية للإحتلال وعلى التمسّك بالقدس كحلقة مركزية من معركتنا مع الإحتلال الإسرائيلي ولتظلَّ عنواناً في مسيرتنا النضالية.
وقال الجاغوب :"إن معاناة أهلنا في القدس وما يتعرضون له من اساليب البطش والإعتقال ومنعهم التعسفي من الوصول الى المسجد الأقصى المبارك هي تعبير عن الوجه العنصري لإسرائيل ويدحض ادعاءاتها باحترام حق المؤمنين بالوصول الى الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة".
المرحلة خطيرة جداً
وأمام هذه الهجمة الشرسة على مدينة القدس، دعا المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية، خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين، كل من يستطيع الوصول إلى القدس المحتلة والمسجد الأقصى المبارك أن يتحركوا إليهما من أجل الوقوف في وجه الاحتلال "الإسرائيلي" الذي يستبيح مسرى نبينا، ويعتدي على المصلين والمعتكفين فيه.
وقال الشيخ حسين "إن المرحلة خطيرة جداً"، وهذه الانتهاكات تسيء إلى مشاعر المسلمين في العالم كله، مبيناً أن المسجد الأقصى "هو حق خالص للمسلمين، ولا يحق لسلطات الاحتلال التدخل في شؤونه، ولا العمل على إفراغه من رواده، لإكمال سيطرتها عليه".
وأكد أن هذا الاعتداء هو "استمرار لمسلسل التهويد الذي يستهدف القدس ومسجدها المبارك لخلق واقع جديد على الأرض"، داعيا الهيئات والمؤسسات المحلية والدولية، وعلى رأسها منظمة اليونسكو، والأمتين العربية والإسلامية والعالم أجمع إلى حماية المسجد الأقصى المبارك والمقدسات الفلسطينية، والتدخل الفوري والسريع لوقف الاعتداءات المتزايدة عليه.
الجمعة الأخيرة من رمضان
و أكد مدير الأوقاف في المسجد الأقصى المبارك عمر الكسواني أن الاحتلال يهدف من اعتدائه أنه يريد ترهيب كل المسلمين في المعمورة لثنيهم عن القدوم للمسجد الأقصى بالإضافة للفلسطينيين والمعتكفين من الدول العربية والإسلامية.
وشدد على أن تواجد المسلمين في الأقصى رسالة للاحتلال أن الأقصى للمسلمين في كل أنحاء المعمورة.
وبشأن الأعداد المتوقعة للمصلين في الأقصى في الجمعة الأخيرة من رمضان أكد الكسواني تراجع أعداد المعتكفين بشكل ملحوظ بسبب الإجراءات التي اتخذها الاحتلال عقب حادثة باب العامود والتي جعلها ذريعة لمنع تصاريح أهل الضفة الغربية وترحيلهم بهدف إفراغ المسجد الأقصى بالإضافة للشبان المقدسين، مما ينذر بتناقص أعداد المصلين.
وراى الخبير في شؤون عمارة القدس والأقصى جمال عمرو، أن تضييق الاحتلال على المقدسين في العشر الأواخر من شهر رمضان عقب العملية الفدائية في بابا العامود إنه "أخذ شرعية سياسية من النظام السياسي الأمريكي عبر الرئيس دونالد ترامب بالإضافة للصمت العربي الذي يذبح القدس من الوريد إلى الوريد على حد قوله".
وشدد في تصريح لـ"وكالة قدس نت للأنباء"، على أن دائرة الاستهداف تتسع لتشمل الأقصى بشكل أساسي لتصل لمحيط البلدة القديمة لتنال من المقدسيين على وجه الخصوص من حريتهم وعبادتهم واقتصادهم ومقدساتهم ناهيك عن بقية الفلسطينيين في الضفة والداخل المحتل وقطاع غزة.
وبشأن تداعيات إعلان الاحتلال منطقة باب العامود ثكنة عسكرية عقب العملية الفدائية أكد أن نتنياهو اتخذ من العملية الفدائية في باب العامود ذريعة ليعلن حرب مفتوحة وعلى الملأ ضد المدينة المقدسة لتركعيها متخذاً سياسية العقاب الجماعي أداة لذلك .
دعوه لشد الرحال
ودعا عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، رئيس دائرة شؤون القدس أحمد قريع، الأمة العربية والاسلامية الى وقفة حقيقية لردع هذا العدوان المستمر على مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك في ظل خطورة الأوضاع وتصعيد المخططات الإسرائيلية في تهويد القدس والاعتداءات الآثمة على المسجد الأقصى.
وأضاف قريع تعقيبا على الحصار المشدد و الإعتداءات على مدينة القدس وفق ما رصده تقرير" وكالة قدس نت للأنباء"، "لقد حذرنا مرارا من التداعيات الخطيرة على المنطقة بكاملها جراء الصمت على هذه الأفعال، التي تنتهك الأعراف والمواثيق كافة وقرارات الشرعية الدولية، التي تعتبر الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية جزءاً أصيلاً من القدس عاصمة الدولة الفلسطينية، مؤكدا أن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك من انتهاكات واعتداءات وممارسات بربرية ووحشية تحتاج إلى وقفة جادة من قبل الجميع لحماية المسجد الأقصى من مخططات التهويد والتقسيم التي تمضي حكومة الاحتلال الإسرائيلي لتطبيقها على الأرض وتسعى بشكل دؤوب لتحقيق ذلك، مجددا دعوته لشد الرحال الى مدينة القدس لنصرة المسجد الأقصى المبارك والدفاع عنه وعن المقدسات الإسلامية في مدينة القدس والتي تتعرض لاستهداف خطير ومبرمج.
وقد نفذ ثلاثة شبان فلسطينيين بواسطة أسلحة نارية وسكاكين عملية فدائية في باب العامود في البلدة القديمة، الجمعة الماضية ، مما أدى لارتقاء الشهداء الثلاث وهم الشهيد "براء صالح 18 عاماً" من دير أبو مشعل والشهيد "عادل عنكوش 18 عاماً" من البيرة والشهيد "عامر بدوي 31 عاماً" من الخليل ، مما أسفر عن طعن شرطية إسرائيلية وإصابتها بجروح بالغة تسببت بمقتلها.
