“ رغم الإحتلال والآلام والجراح سنحتفل بالعيد “

بقلم: فراس الطيراوي

صباحكم صمود, عزة ,  كرامة,  شموخ,  مصالحة وطنية حقيقية, ورد , فرح, وقوافل بهجة ..! صباحكم خير, حب,  وباقات سعادة ..! صباحكم  عطر,  ياسمين, وقلائد فل ..! صباحكم عطاء,  وفاء,  ومحبة وسلام, صباحكم لؤلؤ,  مرجان, وحورية عقيق ..! صباحكم براءة, إبتسامات, وسحب بياض ..! صباحكم عيد فكل عام وأنتم والوطن بألف خير, وفرح, وسرور رغم الآلام والجراح ! ... نعم أحبتي في الله, أبناء شعبي سنفرح بالعيد رغم القتل والحصار, ورغم أنين الأسرى وصوت قيودهم,  سنفرح بالعيد ونتساعد على التغيير والتحرر من الظلم, نعم سنفرح بالعيد رغم كل ما يحدث ؛ لأن اليأس ليس من أخلاقنا -  ولأنه تعالى خير القائلين في محكم كتابه العزيز :- ( إِنَّهُ لاَ يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ) سورة يوسف: 87. فلن نيئس,  ولن نضجر, ولن نملَّ من طول الطريق, ولو فعل الإحتلال الصهيوني الغاشم ما فعل سنظل ظاهرين على الحق في أقوالنا وأفعالنا, سنفرح بالعيد وسنسعى للتغيير, وسيتحقق النصر بمشيئة الخالق لا محالة في ذلك ؛ فهو وعد الرحمن لنا ولن يخلف وعده :- ( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا) وليكن هذا العيد فرصة لتوطيد العلاقات بيننا, وتقوية روابط الأخوة والمودة , وتوحيد الصفوف, والتعالي على الجراح,  وإذابة ما طرء او قد يطرأ على العلاقات من خلافات ومشاحنات، وإزالة ما زرعه الشيطان في قلوب المتخاصمين والمتنازعين ( فتح ) ( حماس ) من حواجز البغضاء والفتن, فكلمة تهنئة واحدة في العيد قد تزيل تلك الحواجز, وتداوي الكثير من الجراح بين المتدابرين من الأخوة, وترسل على العلاقات التي أصابها الجفاف قطرات من ندى المحبة بعد كل هذه السنين العجاف, وفي هذه المناسبة نتوقف أمام العديد من المواضيع المرتبطة بها لنُرسل برقيات معايدة للأهل والأحبة والأصدقاء. وأجد أن البطاقة الأولى هي من نصيب أبطالنا من المرابطين فوق الثغور وفي المسجد الأقصى المبارك في مواقع البطولة والتضحية في أرض الملاحم في قدسنا عاصمة دولتنا الفلسطينية الذين يقاتلون لدحر الظلم والذود عن حمى الدين, والدفاع عن الأعراض والممتلكات ؛  فلهم منا أسمى التبريكات,  ونقول لهم : مبارك لكم أيها الأحرار فتضحياتكم محط اعتزازنا وفخرنا, ومواقفكم البطولية تاج فوق رؤوسنا, نبارك لكم أن أتم الله لكم شهر رمضان شهر الجود والإحسان وأنتم صامدون تقدمون التضحيات تلو التضحيات , سائلين المولى عز وجل أن يعجل بالنصر ويحفظكم من كل سوء ويبارك في أعماركم وجهودكم وأن يمدكم بجنود من عنده ويقوي شوكتم ويرد كيد كل من يعاديكم إلى نحره, وما ذلك عليه بعزيز, وأن يتقبل موتانا في عدد الشهداء مع النبيين والصديقين والصالحين في عليين .
أما البطاقة الثانية : فهي إلى خنساواتنا الكريمات اللاتي ضحين بالغالي والنفيس فقدموا أبنائهم وأزواجهم وأحبابهم في سبيل الله نسأل الله أن يتقبل منكن وأن يجمعكن بفلذات أكبادكن وأحبابكن في الفردوس الأعلى, وإلى أسر جميع من نحسبهم من الشهداء كل عام وأنتم بألف خير وتقبل الله طاعتنا وطاعتكم أسأل الله أن يجعل صبركم على البلاء في ميزان حسناتكم وأن يلبسكم ثياب الصحة والعافية وأن يجعلكم من أصحاب الذرية الصالحة الشافعة لكـم يوم الحساب من شهداء وأسرى ومناضلين وجرحى, والبطاقة الثالثة : فهي إلى أسرانا البواسل وعلى رأسهم القادة  مروان البرغوثي , وأحمد سعدات, وكريم يونس, والقائمة تطول من الرجال الرجال, وحرائرنا الاسيرات في الباستيلات الصهيونية نسأل الله أن لا تغيب شمس هذا العيد إلا وقـد كسرت القيود وفكت عن معاصمكم, وأن يقر أعينكم برؤية أحبابكــم,  وأن يمن عليكم بالفرج العاجــل, وأن يكرم كل من أحبكم واشتاق لكــم برؤيتكم عما قريب. البطاقة الرابعة : إلى جميع أهلنا في الشتات وفي مخيمات اللجوء : نسأل الله أن يعود عليكـــــــــم العيــد وقــد عدتم إلى أوطانكم وكحلتم عيونكــم برؤية دياركم ووطنكم غانمين سالمين بإذن الله .
البطاقة الخامسة : إلى أشبالنا وزهراتنا في فلسطيننا الحبيبة : كل عام وأنتم بألف خير يا جيل النصر القادم, أسأل الله ان تكونوا الجيل المنشود, وترفعون علمنا الفلسطيني فوق مساجد القدس وكنائسها كما كان يحلم قائدنا ومعلمنا وشمس شهداء ثورتنا " أبا عمار" طيب الله ثراه وأسكنه في عليين مع الأنبياء والشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا. وإلى كل الأيتام, من أطفال وكبار, إلى كل من حرم بهجة العيــد من فقير ومحتاج, كل عام وأنتم بألف خير, وليس العيـد لمن لبس الجديد إنما لمن طاعته فيه تزيد, وكل عام وأنتم بألف خير أسأل الله أن يبدلكــم الفقر غنى في الجنة, وقصورا في الفردوس الأعلى, أسأل الله أن يفرج كرب كل مكروب, ويزيل هم المهمومين, ويذيقه لذة العيـد بالطاعة والقرب من الله عزوجل.  

بقلم : فراس الطيراوي عضو الأمانة العامة للشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام / شيكاغو.
Sent from my iPhone