مما تعلمناه في دنيا السياسة أن النباهة تقتضي نقل الكرة دائماً إلى ملعب الخصم، الأمر الذي يجعلك أقرب للمرمى وإمكانية التسجيل، وهذا معناه في السياسة الواقعية أن تخرج حركة حماس في مؤتمر صحفي وتعلن حل اللجنة الإدارية، وتنتظر ما ترغب في تحقيقه من جهة الرئيس، ألا وهو وقف الإجراءات العقابية من ناحية، وتفعيل عمل حكومة التوافق، والشروع – من ناحية ثانية - في فكفكة جذور الخلاف بين حماس وحركة فتح، دون أن نضع شروط مسبقة، باعتبار أن ذلك تحصيل حاصل، وإعطاء الرئيس هامشاً للمناورة, وإذا أثبت الطرف الأول – الرئيس والحكومة - أن أجندته ليست مع هذا التوجه، فإن الخطة البديلة هي الاستمرار في تسريع خطوات العلاقة مع دحلان، مع الأخذ بعين الاعتبار أننا لا نلعب على الحبلين، حيث إن التفاهمات التي تمت في القاهرة هي خطوة لا يمكن الرجوع عنها؛ لأنها تمثل رأس الجسر لاستعادة العلاقة بين أبناء الوطن الواحد، ونأمل أن تساعد في استكمال إصلاح البيت الداخلي.
إن خطوة متوازنة باتجاه كل من أبو مازن ودحلان هي ضرورة وطنية، لتجنيب حالتنا السياسية الانهيار وفقدان كل مقومات الصمود، والقدرة على مواجهة المحتل الغاصب.
إن الزمن لا يعمل - الآن - لصالحنا، وعلينا وقد أدركنا حجم ما يتهددنا من أخطار، التحرك والمبادرة باتخاذ كل ما يلزم من خطوات باتجاه الطرفين، لإنقاذ شعبنا وقضيتنا، والحفاظ على بوصلتنا الوطنية في مسارها الصحيح نحو القدس.
احمد يوسف