ضباع شاردة بقلم الكاتبة باسله الصبيحي

بقلم: باسله الصبيحي

فكرة تتأرجح في بنيات فكري جادلتها وجادلتني لمدة خمسة اعوام .... راهنتها على أنها ليست هكذا ولكنها الأن كسبت وهزمت أمامها .... وضعت كل ما بي من قوة كي لا أكون هنا بين الحروف أصيغ الألم المتأفف الذي يندرج تحت ظل خيبة من طيف الأحبة والأخوة .... أحدري خمسة حروف وخمسة أعوام وكل حرف به نزاع عام لم أخطها الا عندما كان بكياني غصة الروح وحرقة الدم الدليل والبرهان أحدري أنهم يأتون إليك بهيئة ملاك لتعمى بصيرتك عن حقيقتهم أحدري، يوهمونك بان كل الذين حولك سيئون وهم الوحيدون الأتقياء الأنقياء فصدقي أو لا تصدقي الثقة البيضاء دعيها في صندوق وأقفليه فلا تلزمك ابدا هكذا يأتون متخفين خلفها يتسللون اليك.. فتحذري كل الاشياء اللاحقيقية ولا تحذري حقيقتهم فئة كبيرة من طبقة المجتمع يتسللون عبر معبر العقيدة أو معبر الانسانية أو ومعبر العروبة كلمات كبيرة معلومة الحروف مجهولة المعاني .... أحدري ممن على من يحذروك من اشياء خفية غير مرئية بانها خطر فادح وإنها سيئة للغاية .... أن هناك نفوس مريضة وأن هناك أشياء غريبة وأضواء كاذبة تأتيك من بعيد لكن حسب قولهم بأنها زيف ووهم.... فهنا تحذري وتضعي يديك على عينيك وعلى فؤادك الخوف يتربص بك من كل جانب ترى كل الذين حولك اناس غرباء دون هؤلاء ممن قالوا هذه الكلمة احذري.... ممن أحذر من أخي أبن عقيدتي وأبن عروبتي وأبن دمي ممن أحذر لم أكن أعلم بأنهم سيكونون حجر في دربي وبهم أتعثر لم أتعلم ولم تندرج الفكرة منذ خمس وعشرون عاما ولم تكون من النصائح والمخاوف حين أتيت الى دروب الغربة كان حذرهم هؤلاء الذين هناك بأن احذر الكفار والأجانب احذري الغرباء ...... لكن هنا أتى صاحب الظل الطويل وقال لي أحدري بنكهة أخرى برائحة أخرى بسبابة تأشر على جهات أخرى مجهولة كانت لكنني لم ادرك حينها بأن الذي كان يحذر من اللا شيء هو الشيء الذي يجب أن أحذر منه و بعد فترة من الزمن تدرك بأن الذي كان واقف أمامك يحذرك هو ذاته من يحمل الصفات اللعينة ..... كم من الحذر نريد يا سيدي تجادل الحق وانت الباطل بذاته كذبت الكذبة وصدقتها وسأحذر منك على الاخرين... لا تتقيدي بالطيبة التي بين أضلعك... حين تسمعي هذه الكلمات أدخلي الى عالم كيانك البوليسي والفرع الأمني واستدعي المخابرات العقلية وتصرفي بعنجهية امرأة تمردي على العواطف فهنا ستكون معركة حقيقية ... سيأتيك بوجه الدين أبن العقيدة وأنه خليفة الأنبياء والصالحين ... وسيأتيك من عالم الإنسانية والاحساس الراقي و بالسؤال المنطلق بثانية قد يعبر الشريان التاجي ونبض الاحساس الخفي وسبحان الله كلمة كهلة في قاموسهم أنني شعرت بالحزن الذي بين عينيك أتمنى أن لا أكون قد تسببت في أزعاجك هذه الكلمات كلمات هاربة من قاموس الضباع الشاردة فهنا يجب أن تحذري... وسيأتي بقناع الوطن و الوطنية يقول لك بانك وطنية وأنا جدا معجب بهذا الشيء هنا شدي وثاقك وقولي له مالك وما الوطن أتشكرني لماذا لا تكون أنت كأنا فالوطنية كالإيمان بديهية في كيان الانسان ... وليست شيء كبير لتقف امامي وتبجلني ..... ودع الوطن وسبيله لو كان بك وبغيرك خير للوطن لما كنا اشلاء متناثرة في دروب الغربة .... أحدري لن أحذر يا سيدي فالأفلام التي بكم تلاشت أصبحت مثل أفلام توم جيري.... سأخشى على أمتي وشموخها حين تكون أنت من أبنائها و على النخوة والشهامة فانا لن احذر ..... فأحذر أنت من نفسك على نفسك يا اخ العرب.........
بقلم الأديبة الشاعرة باسله الصبيحي