وهل نحتاج من قرارات حاسمة بحق حياة البشر أو إنقاذهم ، إلا بعد اللدغ من الجحر مرات ومرات ... ماذا لو عملنا بحديث رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم والحديث مخرج في الصحيحين وغيرهما ولفظه كما في صحيح البخاري لا يلدغ المؤمن من جحر واحد مرتين.
لكننا في بلاد العرب أوطاني ،قد اعتدنا على اللدغ بل قد أدمناه ...فأنا وإن كنت بصورة شخصية ،مع قرار شرطة المرور في غزة ، وإصدارها قرارا بمنع حمل النساء على الدراجات النارة،خاصة بعد حادث موت إحدى الممرضات منذ أيام قلائل ...ولكن التساؤل المهم ،والخطير لما تم إصدار قرارا كهذا يختص فقط بالنساء ... وهل ذاك أول حادث يتعرضن فيه النساء للهلاك ... وهل أن القرار الذي صدر بحق النساء ،والنساء وحدهن ، لأنه وكما جرت تحليلات البعض وذلك لخطورة الأمر خاصة لأن منهن من يرتدين العباءة أو الجلباب والجلوس بشكل جانبي، فالخطر يكمن في أن يعلق اللباس بجنزير الدراجة أو يختل توازنها فتنقلب وتحدث الكارثة...لكن هل الفتيات الصغار السن في معزل عن ذاك القرار ... وما مصير الأطفال الصغار الذين يجلسون خلف من يقود الدراجة النارية ،خاصة أنهم مع طول الطريق ،يتعرضون للنعاس ،وما هي إلا لحظات سريعة وإلا تكون الكارثة بسقوط أولئك الصغار على الإسفلت ،ودون أن يدركهم سائقي تلك الدراجات أو حتى يشعروا بهم إلا بعد فوات الأوان ... أليس ذاك الأمر كذلك يحتاج لقرار بمنع ركوب الأطفال بالخلف ... وكذلك عندما يركب الدراجة أكثر من شخصين ،فهناك من يحمل خلفه من سائقي تلك الدراجات أربعة أفراد وأكثر وكأنها سيارة تسير على الطريق ...وعندما تتعرض الدراجة لأي حادث ألا تكون تلك كارثة كذلك تحتاج إلى إصدار قرارا يمنع ركوب أكثر من شخصين على الدراجة ... إذا الأمر ليس مقصورا في خطورته على النساء فحسب فكم من كوارث حدثت بسبب ما ذكرت ولكن لم يتم تسليط الأضواء عليها ...إن أردنا حقا السلامة ، ومحاولة إنقاذ البشر من أنفسهم ... ثم هل القرار الخاص بالنساء يتم تنفيذه بصفة مطلقة أم ... أن هناك تجاوزات خاصة مثلا للذين يسكنون مناطق سكنية يصعب وصول سيارات الإسعاف لديها أو السيارات بصورة عامة ...إذا هي أمور تحتاج إلى إعادة صياغة ومن ثم يتم اتخاذ القرارات الخاصة بذلك ،ولا أحد يمكنه أن ينتقد ذلك طالما أن الأمر يتعلق بحياة الناس ...
بقلم حامد أبو عمرة