بعد الهزيمة التي لحقت بتنظيم "داعش" في مدينة الموصل العراقية، والجريمة الإرهابية البشعة والتي أدت إلى استشهاد عدد من الجنود المصريين في سيناء، دعت شخصيات فلسطينية إلى الحذر من تنظيم "داعش" الإرهابي ومواجهته، وذلك خوفا من استمرار تمدد التنظيم تجاه مصر.
وأكد العديد من المحللين السياسيين الفلسطينيين على الدعم بكل قوة الاستقرار في مصر، لان مصر سفينة ضخمة إذا غرقت ستغرق الجميع معها في بحر الدم والفوضى،وأكدت الجهات الأمنية في قطاع غزة، انه تم رفع حالة التأهب لقوات الأمن الوطني على طول الحدود مع مصر.
وقال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين الدكتور رباح مهنا، وفق ما رصده تقرير "وكالة قدس نت للأنباء" ، في تعقيب له على هزيمة داعش بالعراق و ذلك خوفا من استمرار تمدد التنظيم تجاه مصر :" داعش على وشك الانتهاء في العراق، وكل يوم يتم محاصرتها والتضيق عليها في سوريا، والمعركة ضدها تشتد في ليبيا ".
مواصلا حديثه، ويبدوا أن جهد داعش الإرهابي يتجه نحو مصر ودول شمال أفريقيا بالعناصر والإمكانيات والسؤال الآن من يساعد داعش في الانتقال من المناطق التي تنتهي أو تحاصر بها إلي المواقع الجديدة إنني أشتم رائحة أمريكا وبعض دول الخليج.
ودعا مهنا لمواجهة تنظيم داعش قائلا :"علينا كفلسطينيين محاربة داعش في مناطقنا ليس فقط بالعمل الأمني ولكن أيضا بالتثقيف وتوجيه الشباب لوجهه بعيدة عن هذا الفكر الظلامي".
من جهته قال الكاتب و المحلل السياسي حسن عبدو:" إن العملية الإرهابية في سيناء، عمل خسيس، وجبان، والحديث عن مشاركة بعض الفلسطينيين الدواعش في العملية ولد لدي شعور بالخزي بالعار ".
وأضاف في تدوينه له عبر شبكة التواصل الاجتماعي فيس بوك ،ندعم بكل قوة الاستقرار في مصر، لان مصر سفينة ضخمة اذا غرقت ستغرق الجميع معها في بحر الدم والفوضى .
الإجراءات الأمنية على طول الحدود
هذا و قال اللواء توفيق أبو نعيم رئيس قطاع الشؤون الأمنية بقطاع غزة إن "الأجهزة الأمنية شددت من إجراءاتها على الحدود الجنوبية مع جمهورية مصر، في أعقاب الأحداث الأمنية في سيناء."
وأضاف أبو نعيم في تصريح صحفي عقب اجتماع أمني عقده مع قادة الأجهزة الأمنية والعسكرية على الحدود الجنوبية لقطاع غزة، مساء امس، أنه "منذ اللحظة الأولى للهجمات التي استهدفت الجيش المصري أمس الجمعة، تم تشديد الإجراءات الأمنية على الحدود بهدف منع أي عمليات تسلل أو تهريب مطلوبين."
ولفت أبو نعيم إلى أنه" تم رفع حالة التأهب لقوات الأمن الوطني على طول الحدود"، مقدماً التعازي لجمهورية مصر في جنودها الذين قضوا على إثر الهجمات التي تعرض لها الجيش المصري في سيناء.
وأكد رئيس قطاع الشؤون الأمنية أن "وزارة الداخلية لن تسمح بأي اختراق للحالة الأمنية على الحدود".
كذلك أعلن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" اسماعيل هنية، ان الحركة ستتخذ اجراءات مكثفة على حدود قطاع غزة مع مصر لضمان عدم "اختراق" الحدود اثر الهجوم الذي اسفر الجمعة عن استشهاد 21 من عناصر الجيش المصري شمال سيناء.
وقال هنية خلال زيارته بيت عزاء اقامته الجالية المصرية في غزة الى جانب نشطاء بهيئات محلية لضحايا الهجوم الذي تبناه تنظيم داعش "اليوم كان هناك اجتماع للمؤسسات السياسية والامنية لمتابعة تداعيات هذه الجريمة، سنتخذ الكثير من الاجراءات على منطقة الحدود ومنطقة الضبط بحيث تبقى غزة عصية على الاختراقات الامنية من اي جانب".
وتابع "هذا الوفد القيادي الذي يمثل حركة حماس جاء لتقديم التعازي لمصر بشهداء الجيش المصري الذين راحوا ضحية هذا العمل الاجرامي".
ودانت حماس الجمعة الهجوم "الارهابي الجبان" معتبرة انه يستهدف "امن واستقرار الامة العربية".
وبدأت حركة "حماس" مؤخرا باقامة منطقة أمنية عازلة على طول حدود قطاع غزة مع مصر في اطار سعيها إلى تحسين علاقاتها مع القاهرة في خطوة متقدمة هي نتيجة تفاهمات مع المسؤولين الامنيين المصريين.
وتمتد هذه المنطقة بطول اثني عشر كيلومترا وبعرض مئة متر، وسيتم بعد تعبيد الطريق في الجانب الفلسطيني من الحدود تركيب نظام كاميرات وبناء أبراج مراقبة عسكرية وفق ما أعلن اللواء توفيق أبو نعيم وكيل وزارة الداخلية في غزة.
وجاءت هذه الخطوة بعد ان التقى وفد قيادي وامني برئاسة يحيى السنوار قائد "حماس" في القطاع مدير المخابرات المصرية قبل عدة أسابيع خلال زيارة للقاهرة استمرت تسعة ايام، وتوصلهما الى تفاهمات حول الأوضاع المعيشية والإنسانية والأمنية والحدود.
وشيَّعت مصر أمس السبت جثامين 21 من عناصر الجيش المصري استشهدوا في هجوم بسيارات مفخخة تبناه تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" على إحدى نقاط تمركزه بشمال سيناء.
وكان الجيش أكد أنه قتل اربعين مهاجما في "إحباط هجوم إرهابي للعناصر التكفيرية على بعض نقاط التمركز".
الخطوات الغزية تجاه مصر لها ظهير شعبي
بينما رأى الكاتب والمحلل السياسي الدكتور فهمي شراب في تقدير موقف، أن الأحداث الدامية الإرهابية التى ترتكب في سيناء لن تؤثر على صفحة العلاقات الطيبة بين مصر وغزة، وسيظل الانفتاح على مصر في تقدم.
وتوقع شراب خلال حديثه"لـ"وكالة قدس نت للأنباء"،ارتفاع نسبة التنسيق والتعاون بين الفلسطينيين والمصريين من اجل تطويق مثل هذه العمليات وكبح جماحها، وخاصة ان هذه الجماعات التي ترتكب عمليات القتل تزداد رفضا على جميع المستويات الشعبية والنخبوية فلسطينيا، اي الخطوات الغزية تجاه مصر لها ظهير شعبي تتكئ عليه.
كذلك توافدت العديد من الوفود الفلسطينية وأبناء الشعب الفلسطيني بمختلف انتماءاتهم إلى بيت العزاء الذي نظمه ورعاه كل من؛ الهيئة العليا لشؤون العشائر والمركز الثقافي للجالية المصرية وبالتنسيق مع القوى الوطنية والإسلامية في قطاع غزة، اثر استشهاد عددا من جنود مصر في الاعتداء الإرهابي الأخير في سيناء.
وأكد المفوض العام للعلاقات الوطنية والعامة للهيئة العليا لشؤون العشائر عاكف المصري أن "بيت العزاء هذا هو رسالة العشائر والعائلات الفلسطينية وكل مكونات شعبنا الفلسطيني للشعب المصري الشقيق، ولا انفصام بين الشعبين مهما فعل وارتكب المخربون والآثمون الإرهابيون، وان ما يربط بين مصر وفلسطين من انصهار الدم في بوتقة عائلية واحدة، وتاريخ مشترك، وجغرافيا تجمع بيننا هي اكبر من أن يؤثر عليها هؤلاء الطارئون الإرهابيون."
ونقل المصري تعازي عشائر وعائلات فلسطين إلى" الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومة المصرية والى الشعب المصري الشقيق."
وقد ألقى عميد المعاهد الأزهرية في قطاع غزة الشيخ عماد حمتو كلمة، حرص فيها على تأكيد حرمانية دماء هؤلاء الجنود الأبرياء، وإدانة هذه العملية الإرهابية، وان امن مصر من امن فلسطين. وقوة مصر من قوة فلسطين.
وقد كشفت هذه الحادثة الأليمة عن إجماع الشعب الفلسطيني بشتى ألوانه السياسية على إدانة الهجوم الإرهابي وتعاطفه التام مع الضحايا وذويهم.
وأكد بروفيسور ناجي شراب، رئيس قسم العلوم السياسية بجامعة الأزهر بغزة أن" أمن مصر القومي هم من أمننا ويجب أن نبذل قصارى الجهد لمكافحة الإرهاب والتعاون بين الفلسطينيين والمصريين من اجل تحقيق الأمن والأمان للشعبين."
وقد شارك جمهور غفير وعريض من أبناء الشعب الفلسطيني الذي عبر عن رفضه وإدانته لما تقوم به المجموعات الإرهابية في سيناء.