مصر وجيشها قلب الأمة النابض ...

بقلم: عز عبد العزيز أبو شنب

ان استهدف الجنود المصريين في سيناء والذي أدى لاستشهاد العديد منهم وجرح آخرين علي يد التكفيريين الارهابيين  لا يستهدف أمن مصر واستقرارها فحسب بل يستهدف يطال أمن الأمة العربية جمعاء وفلسطين وبالتحديد قطاع غزة المحاصر منذ ما يقارب العقد من الزمن  بعد تفاهمات مصرية قلسطينية علي حل ازمة القطاع

إن هذا العمل الإجرامي من شأنه إدخال المنطقة في دوامة من العنف والقتل والإرهاب تماشيا مع مخططات تقسيمها ونهب مقدراتها وثرواتها التي تحاول اسرائيل واعوانها منذ عقود تحقيق ذلك .

ان مصر وجيشها العظيم  له الفضل الاكبر علي فلسطين وقضيتها منذ عقود من الزمن وحامية المشروع الفلسطيني الذي عبد بدماء الشهداء فندمجت الدماء المصرية الطاهرة مع دماء فلسطين وساندت الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها قبل ما يقارب النصف قرن .

انني اؤمن بالمقولة التى تقول : أنه لا يسب جيش بلادك الا عدوك
لعب الجيش المصري دورا لا يمكن تجاهله على مر التاريخ لتطهير الوطن من خونة الشعب سياسيا أو اجتماعيا وكان حريصا على خدمة الشعب والأمة وليس الحكومة السلطوية بل كان دوما وسيلة وطنية مشرفة
والمعروف أن الجيش المصرى هو أقدم جيش عرفته البشرية منذ نجاح الملك الفرعونى نارمر بتوحيد الأقاليم المصرية قبل اكثر من 5200 عام خاصة اقليمى الشمال والجنوب وبدأ منذ ذاك الحين ما يعرف بـ "جيش مصر" بعد أن كان لكل اقليم جيشه الخاص.
ومنذ ذاك الحين بدأت مصر تأمين حدودها الاستراتيجية فانطلق الجيش المصرى العظيم فى جميع الاتجاهات منشئا الامبراطورية المصرية التى امتدت من تركيا شمالا إلى الصومال ومنابع النيل جنوبا ومن العراق والحدود الايرانية شرقا إلى ليبيا غربا وهى الحدود التى شكلت اول امبراطورية فى التاريخ.
ومنذ مجىء عمرو بن العاص فاتحا مصر قلبت القيادة العربية تلك القواعد السابقة خاصة أنهم لم يأتوا محتلين بل فاتحين وناشرين لديانة مجدت فى مصر بالقرآن والسنة فأخذ المسلمون بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم الذى قال فيه: "إذا فتح الله عليكم مصر، فاتخذوا فيها جندا كثيرا فإنهم خير أجناد الأرض وهم فى رباط الى يوم الدين".
ومنذ ذاك الحين عادت مصر لتقود العالم الاسلامى نحو الفتوحات سواء غربا حتى المغرب العربى أو شرقا وشمالا وفى حروب مواجهة الصليبيين والهكسوس وغيرهم.
فقد كانت مصر دوما هى درع الأمة بجيشها العظيم وهم من حملوا على عاتقهم مواجهة العدوان الاوروبى الذى سعى لنهب واحتلال الأراضى العربية محتمين بالصليب فقام رجال نجم الدين أيوب وشجرة الدر بالقضاء على حملة لويس التاسع على مصر التى اجتمع قادة أوروبا بالمناقشة فشل حملاتهم للوصول للقدس واحتلال الشرق العربى فوجدوا حملة لويس الى مصر مباشرة فهزمه الجيش المصرى وأذله.
وفى العصر الحديث وبتولى محمد على مقاليد الحكم ولرغبته فى بناء امبراطورية مصرية اعتمد بشكل أساسى على الجندى المصرى لينطلق بقيادة ابراهيم باشا لتحقيق أمن وحدود مصر الاستراتيجية ذاتها من تركيا إلى الصومال جنوبا ومن جزيرة رودس الايطالية الى بلاد الحجاز نحو اليمن وهى الحملة التى قادها ابنه الثانى طوسون فاجتمعت الدول الأوروبية والقوى العالمية كلها ضد مصر وكان شرطهم الاساسى تدمير قوة الجيش المصرى رمز القوة والوطنية  .

 بقلم الكاتب الأستاذ / عز عبد العزيز أبو شنب