العمليات في سيناء تستهدف حدوث فتنة بين غزة و مصر

لا تزال تبعيات العملية الإرهابية التي نفذت ضد الجنود المصرييين من قبل تنظيم داعش الإرهابي نهاية الأسبوع المنصرم، تلقى بارتدادها واقع العلاقات الفلسطينية – المصرية، خاصة أن هناك إجماع فلسطيني على إدانة هذه المجزرة البشعة.

وأكدت قطاعات فلسطينية مختلفة أن مصر تبقي قلب الأمة العربية النابض، وأن اى إساءة لها ولجيشها الباسل مرفوضة، و أن الأنباء التي تتحدث عن قيام منفذين من مدينة رفح جنوب قطاع غزة بارتكاب المجزرة البشعة ضد جيش مصر العظيم خير أجناد الأرض، هي عمل إرهابي خسيس، وأنه يجب معاقبة ومحاسبة كل من يقف وراء هذه الجريمة.

ودعت هذه القطاعات و فق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء"،إلى التفرقة بين الإرهابيين الذين يريدون الإساءة والضرر بمصر، وبين المواطنين من أبناء القطاع الذين يتمنون الخير والحب لمصر و لجيشها الباسل الذي ارتوت دماء جنوده الطاهرة دفاعا عن فلسطين.

وقال المواطن محمد الدبعي: "الإنسان الشريف يمثل بلده وكل من يمت له بصلة، أما الفاسد فلا يمثل إلا نفسه . ألا يوجد بين أبناء البلد الواحد والشعب الواحد عملاء مأجورون يتعاملون مع العدو لأسباب دنيئة ضد مصلحة الوطن . فهل هؤلاء العملاء يمثلون أحداً غير أنفسهم ونزواتهم المأفونة ".

أمام أبو طارق نواجه قال:" السؤال الحدود بين غزه ومصر تقريبا 12 كيلو كيف خرج هذا اﻻرهابي في ظل الحالة اﻻمنيه القوية على الحدود ممكن من غزه أصلا وقدم من خارج غزه إذا صدف الخبر أما المهم ليس هناك من يؤيد هذا اﻻرهاب اللعين ربنا ينتقم منهم ويرحم شهداء مصر الحبيبة ".

كاميرات وبناء أبراج مراقبة

يذكر أنه بدأت مؤخرا إقامة منطقة أمنية عازلة على طول حدود قطاع غزة مع مصر في إطار السعي إلى تحسين علاقاتها بين غزة والقاهرة في خطوة متقدمة هي نتيجة تفاهمات بين قيادة حماس الأمنية والعسكرية وبين المسؤولين الأمنيين المصريين.

وتمتد هذه المنطقة بطول اثني عشر كيلومترا وبعرض مئة متر، وسيتم بعد تعبيد الطريق في الجانب الفلسطيني من الحدود تركيب نظام كاميرات وبناء أبراج مراقبة عسكرية وفق ما أعلن اللواء توفيق أبو نعيم وكيل وزارة الداخلية في غزة.

أعمال في المنطقة الآمنة بين غزة و مصر

وجاءت هذه الخطوة بعد ان التقى وفد قيادي وامني برئاسة يحيى السنوار قائد "حماس" في القطاع مدير المخابرات المصرية قبل عدة أسابيع خلال زيارة للقاهرة استمرت تسعة أيام، وتوصلهما إلى تفاهمات حول الأوضاع المعيشية والإنسانية والأمنية والحدود.

وشيَّعت مصر السبت المنصرم جثامين 21 من عناصر الجيش المصري استشهدوا في هجوم بسيارات مفخخة تبناه تنظيم "داعش" على إحدى نقاط تمركزه بشمال سيناء ، وكان الجيش أكد أنه قتل اربعين مهاجما في "إحباط هجوم إرهابي للعناصر التكفيرية على بعض نقاط التمركز".

مصر وجيشها لهم الفضل الأكبر علي فلسطين

بينما رأى الكاتب عز عبد العزيز أبو شنب، أن استهدف الجنود المصريين في سيناء والذي أدى لاستشهاد العديد منهم وجرح آخرين علي يد التكفيريين الإرهابيين لا يستهدف أمن مصر واستقرارها فحسب بل يطال أمن الأمة العربية جمعاء وفلسطين وبالتحديد قطاع غزة المحاصر منذ ما يقارب العقد من الزمن بعد تفاهمات مصرية فلسطينية علي حل أزمة القطاع.

وأضاف أبو شنب وفق ما رصده تقرير"وكالة قدس نت للأنباء"، إن هذا العمل الإجرامي من شأنه إدخال المنطقة في دوامة من العنف والقتل والإرهاب تماشيا مع مخططات تقسيمها ونهب مقدراتها وثرواتها التي تحاول إسرائيل وأعوانها منذ عقود تحقيق ذلك .

وأشار أبو شنب إلى أن مصر وجيشها العظيم له الفضل الأكبر على فلسطين وقضيتها منذ عقود من الزمن وحامية المشروع الفلسطيني الذي عبد بدماء الشهداء فاندمجت الدماء المصرية الطاهرة مع دماء فلسطين وساندت الثورة الفلسطينية منذ انطلاقتها قبل ما يقارب النصف قرن .

وكانت كافة الفصائل الفلسطينية قد أدانت العملية الإرهابية التي استهدفت نقاط تمركز عسكرية في مدينة رفح المصرية بمحافظة سيناء، وأدت إلى استشهاد وجرح العشرات من جنود وضباط الجيش المصري، واعتبرت مثل هذه الأعمال لا تخدم سوى أعداء مصر.

وأكدت وقوفها وتضامنها مع شعب وجيش مصر الشجاع في اقتلاع جذور الإرهاب والدفاع عن سيناء المصرية ، معربةً عن ثقتها، بأن شعب مصر وقيادتها سيتجاوزون هذه المحن والتحديات، ويحققون أهدافهم في الحرية والديمقراطية والكرامة والعدالة الاجتماعية، وبناء مصر آمنة مطمئنة للاستمرار في دورها الريادي عربياً ودولياً ودعمها لنضال شعبنا لتحقيق أهدافه.

من جهته قال الكاتب والمحلل السياسي شجاع الصفدي عضو اتحاد الكاتب الفلسطينيين لـ" وكالة قدس نت للأنباء"، تعقيبا على محاولة إيقاء الفتنة بين غزة ومصر من قبل التنظيمات الإرهابية: "غزة تلك البقعة الصغيرة التي تزعج العالم، والتي تحظى بالكثير من الاتهامات والظلم، ولطالما تعرضت غزة للدمار والحصار جراء اتهامات لا أساس لها، ونتيجة لإلصاق معظم ما يجري في الوطن العربي بهذه المدينة الصغيرة وأهلها، غزة الخارقة التي تسبب لدول عظمى أرقا وتجهدها أمنيا وسياسيا واجتماعيا، هنا يمكن القول أن غزة لم تبحث يوما عن الدمار والموت ، ولا يريد أهلها سوى العيش ببعض من الكرامة ، والحصول على حقوقهم العادية التي يحتاجها أي مخلوق على وجه البسيطة ، وبدلا من خلق فرص للحياة في هذه المدينة يسعى الكثيرون لتدميرها وجعلها دائما على فوهة البركان ، لتتحمل أخطاء قيادات وأخطاء أحزاب وأخطاء أفراد وكأنها باتت ، لقمة سائغة يلتهمها الجميع.

مرتزقة لا دين لهم

مواصلا حديثه، وفي ظل ما يدور من محاولات سياسية أو حتى إنسانية لإخراج غزة من النفق المظلم الذي دخلت فيه ، يخرج بعض الإخوة المصريين باتهامات لغزة بتصدير الإرهاب ، ويعتبرون أن مشاركة بعض الأشخاص من غزة ، إن صدقت تلك الأنباء  في جريمة الهجوم على الجنود المصريين تسببت بالحقد على غزة وأهلها ، وكيف لغزة ألا تقدّر ما فعلته مصر لأجلها ،لكن حتى وإن صحت الأنباء وكانت هنالك مشاركة من أشخاص من غزة في تلك الهجمات فذلك معناه أنهم مرتزقة ، ومتى كان للمرتزقة انتماء لدين أو عرق أو قومية ؟ و المرتزق شخص مأجور ، يقتل مقابل المال ، يحرق ، يغتصب ، يخطف ، ويتقاضى الأجر، ولو أن كل مرتزق ستؤخذ المآخذ على الدولة التي يحمل جنسيتها لقامت الدنيا وما قعدت ، ولوقعت حروب لا أول لها ولا آخر . كم قتلت القاعدة في العراق وسوريا وليبيا ؟ وكم شخصا يحمل الجنسية المصرية في قيادات القاعدة من الصف الأول؟

وأضاف الصفدي، هل قال أحد يوما أن مصر تتحمل وزر ذلك ؟ هل اتهم شعب العراق مصر بتصدير الإرهاب ؟ لم يحدث ذلك ، أم أن غزة ينطبق عليها المثل "عنزة ولو طارت"، غزة المنكوبة لا ذنب لها فيما يرتكبه مجرمون مرتزقة، اقبضوا عليهم، حاكموهم اعدموهم، هذا واجب وهذا حق ، أما التجني على غزة وأهلها وتحميلهم وزر ما يجري ، فذلك لا يجوز مطلقا و لا يمكن أن تؤخذ دولة أو شعب بجريرة أفراد مهما كان جرمهم ، ولكن في حال كان هنالك فلسطيني من غزة ثبت وأنه ارتكب جريمة ضد مصر أو جيش مصر أو مسّ بأمنها ، فمن حق مصر التام أن تطالب بتسليمه للمحاكمة وفق منظومة قانونية تربط الأطراف ، دون أن تدخل العواطف في ذلك .

انتشار امنى على الحدود الفلسطينية-المصرية

المصدر: غزة- وكالة قدس نت للأنباء -