أزمة الكهرباء تتهدد محاصيل القرارة الحدودية

تتهدد محاصيل بلدة القرارة الحدودية شرقي محافظة خان يونس، جنوبي قطاع غزة، بالتلف بشكلٍ كامل، جراء أزمة التيار الكهربائي، التي تحول دون وصول المياه لتلك المحاصيل، ما يُرهن مصيرها بالفناء، في حال لم يتم التدخل، من قبل الجهات المعنية.

وأطلقت وزارة الزراعة في القطاع مؤخرًا، مناشدةً عاجلة، لإغاثة مزارعي بلدة القرارة، قبل فوات الأوان؛ فباتت محاصيلهم مُهددة بالفناء، على مساحة تزيد عن "20ألف دونم"، جراء أزمة الكهرباء، وعدم تمكنهم من إيصال المياه لحقولهم الزراعية الحدودية.

دمار وخسائر تتراكم

المزارع مجدي أبو هولي، مالك أكثر من "30دونم"، تبعد مئات الأمتار، عن موقع "كيسوفيم" العسكري، شرقي بلدة القرارة، شمالي شرقي خان يونس، بدت علامات الاستياء جليةً عليه، وهو ينظر لحقله الذي بدأ يتلف تدريجيًأ لعدم تمكنه من ريه، نتيجة أزمة الكهرباء.

ويقول أبو هولي، لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، : "نُعاني من عام 2007، جراء الاعتداءات الإسرائيلية، والحروب، وأزمة الكهرباء، التي تتفاقم سنة بعد أخرى، وهذا العام اشتدت بشكلٍ كبير، ولم يعُد من الممكن إيصال المياه للحقول الزراعية".

وتعرضت أرض أبو هولي، للتخريب من قبل الآليات الإسرائيلية، خلال اجتياحات عام 2007، وعدوان 2008_2009، و2014، وأعاد تعميرها، واليوم تواجه خطر التلف بشكلٍ كامل، وتكبده خسائر فادحة، تُضاف على الخسائر الماضية، جراء أزمة الكهرباء، كما يتحدث.

ويلفت أبو هولي، إلى أنهم يعانون من عجز كبير في المياه، لقلة ساعات وصل التيار الكهربائي، التي تصل لأبار وخزانات المياه الارتوازية في المنطقة، ما يقلص كميات المياه المتوفرة، لري آلاف الحقول الزراعية الممتدة على طول المنطقة الحدودية، ويحرم المزارعين من وصول المياه لأيام، وعندما تصل بكميات محدودة.

وتمنى أن تتدخل الجهات المعنية، لإنقاذ مزارعي الحدود، خاصة في منطقة القرارة، أكثر المناطق عُرضةً للاعتداءات من قبل الاحتلال، وهي بحاجة لإعادة إعمار، وتعزيز صمودهم، والتفكير بحلول سريعة وعاجلة لأزمة المياه والكهرباء.

التوقف عن الزراعة

لا يختلف الحال كثيرًا، لدى المزارع محمد أبو عمرة، الذي عبر لمراسل "وكالة قدس نت للأنباء"، عن استيائه لعدم وقوف الجهات المختصة بجانبهم، والوصول لمنطقتهم، خاصة في ظل أزمة الكهرباء والمياه، التي تتهدد محاصيلهم.

ويشير أبو عمرة، إلى أنهم يخاطروا بحياتهم لأجل زراعة المحاصيل في المناطق الحدودية، ويعيدوا ترميمها وزراعتها أكثر من مرة، رغم اعتداءات الاحتلال المُتكررة؛ ولا أحد يقف لتعزيز صمودهم، وتقديم الدعم لهم، حتى في ظل أزمة الكهرباء؛ مطالبًا كافة الجهات المعنية، بتوفير الوقود وإيصال الكهرباء لآبار المياه.

أما، المزارع أشرف أبو ظاهر، فعزف منذ أشهر عن زراعة أرضه، بسبب أزمة الكهرباء، ورش الاحتلال للمحاصيل قرب الحدود، ما تسبب بتلف كثير منها، وتكبدهم خسائر؛ مُشيرًا إلى أن عدد العاملين في الأرض ما بين 10_17 عاملاً كانوا يعملوا، اليوم أصبحوا بدون عمل.

ويبين أبو ظاهر، إلى أن الكهرباء تصل من ساعتين لأربع في أحسن الأحوال يوميًا، وهي غير كافية لضخ المياه في خزانات المياه، ما يجعل فرص وصولها للمزارعين محدودة، وبعضهم لا تصل بالمطلق؛ مُشيرًا إلى أنه يخشى الخسارة في حال غامر بالزراعة.

ويقترح أن يتم تشغيل آبار المياه على الطاقة الشمسية، في ظل انعدام الأفق حول الحلول لأزمة الكهرباء، فهذه الطاقة تضمن عمل الآبار، وتقلل تكلفة وصول المياه للمزارعين؛ "لحين التفكير بتنفيذ هكذا مشاريع وبحث عن تمويل لها، لا بد من التفكير والإسراع في تنفيذ مشاريع سريعة تحل الأزمة القائمة".

من جانبه، أكد المزارع صالح النجار، الذي يستأجر نحو "60دونم" لا تبعد سوى "500متر" عن الشريط الحدودي، أن منطقة القرارة، ومناطق الحدود الشرقية لخان يونس، تعتبر سلة قطاع غزة الغذائية، وتعرضت باستمرار للتدمير والرش بالمبيدات من قبل الاحتلال، واليوم تأتي أزمة الكهرباء، لتفاقم الوضع القائم.

وعبر النجار عن خشيته، من أن يُصبح مصير محصوله، كما كان قبل أشهر، عندما تلف، بعد رشه من طائرات الاحتلال، وتحول للمواشي؛ لافتًا إلى أنهم يعانون في إيصال المياه لأراضيهم، فيمر أيام دون أن يتمكن من ريها، خاصة وأنها بحاجة لكميات كبيرة من المياه، في ظل الأجواء الحارة.

وحث الجميع للتحرك، ونصرة المزارعين، وإدامة الخُضرة في المنطقة، وعدم السماح للاحتلال، بجعلها منطقة جرداء كما يتطلع، ويسعى لذلك باستمرار، من خلال الاعتداءات المتكررة في موسم الزراعة والحصاد؛ داعيًا لتوفير الوقود كبديل للكهرباء التي تقطع لساعات طويلة، وتوقف عمل آبار المياه الارتوازية.

المصدر: خان يونس – تقرير | وكالة قدس نت للأنباء -