كتاب مشرف لاستقاله الوزير السابق شوقي العيسه.

بقلم: سهيله عمر

نشر الوزير السابق شوقي العيسه كتاب استقالته من عامين من حكومة الوفاق، الذي اراه كتابا مشرفا. وضع الوزير السابق شوقي العيسه في كتاب الاستقاله صوره واقعيه للفساد المستشري باي مؤسسه سواء حكوميه او خاصه. وذيل استقالته بالعباره التاليه خلال عملنا في الحكومه حدث الكثير، وكنا نعالج الامور برويه وصبر، وتعلمون جيدا حجم مؤامرات الفاسدين التي كانت تحاك لي ولمن حولي، وصبرت وبقيت انحت في الصخر. وقد اطلعتكم اكثر من مره على وجود فساد مالي وسياسي، ولكن للاسف لم يكن يتخذ اي اجراء سوى ما كنت اقوم به من خلال هيئه مكافحه الفساد. وكنتم تقولون انكم تدعمون ما اقوم به، لكن للاسف لم ينعكس ذلك على ارض الواقع. لكن ان يصل الامر الى اتخاذكم قرارات مخالفه لقرارات مجلس الوزراء املاها مريضو النفس الذين لا يفكرون الا في مصالحهم وابلاغها لجهات خارجيه وقبل اعلامي رغم انني مكلف بهذا العمل بقرار من مجلس الوزراء فهذا يدل انه لم يعد اي امكانيه للعمل في الحكومه

مفاد كتاب استقالته انه لن يستطيع ان يحارب مؤامرات الفاسدين واصحاب المصالح، كما لن يقبل اقصاءه من صلاحياته في معالجه الاوضاع في مؤسسته او مؤسسات السلطه ولهذا استقال.

وجود وزير هدفه محاربه الفساد شيء رائع ، لكن لم نشهد مسبقا ان يستقيل وزير ويتنازل عن امتيازاته ومنصبه بسبب ما يراه من فساد في مؤسسته. فالدارج لدينا ان الوزير يحاول دائما ان يخضع لرئيسه سواء كان رئيس الوزراء او رئيس السلطه الوطنيه ويجاري الاوضاع او يصلحها على قدر ما يستطيع وحسب رؤيته.

الفساد هو ما نعاني منه في اي مؤسسه الفلسطينيه حكوميه او خاصه، وهو الوتر الحساس التي حاولت ان تدخل من خلاله حركة حماس الى المواطن في الانتخابات التشريعيه فاطلقت على نفسها حركة التغيير والاصلاح. ولكن في الواقع ان حكومات حركة حماس مارست صور من الفساد ابشع من حكومات السلطه الوطنيه. ليس معنى ذلك ان الحكومات فاسده، فكل حكومه تسعى ان تكون نزيهه وشفافه وتخرج قرارات تعكس رغبتها في الاصلاح. المشكله تكمن في فساد اي من المستشارين والوكلاء والمدراء العامين والمدراء الذين يقربهم الوزير او رئيس الوزراء ويشيرون اليه بنصائح خاطئه. المشكله تكمن في سياسات التهميش والاقصاء والبطاله المقنعه والتسلق والوصوليه المستشريه في مؤسساتنا. المشكله تكمن في نظم التزكيه بالواسطه لتعيين او ترقيه موظف والتقارير الكيديه للتخلص من موظف ومؤامرات الفاسدين ونظام التعيين بالواسطه واستبعاد الكفاءات خشيه من وصولهم لمناصب عليا. المشكله تكمن في القوانين او القرارات التي تخرج بشكل خاطيء لخدمه مصالح شخصيه او حزبيه والتي تعكس عنصريه الحزب الحاكم. المشكله تكمن في تلفيق التهم والاعتقالات على خلفية حريه الراي او الانتماء السياسي. وللاسف هذه الصور من الفساد متواجده في حكومات الضفه وغزه معا ولكن بدرجات وصور متفاوته.

واختم بتعليق للاخ اياد السعدي في الموضوع اتمنى من كل اصحاب النفوذ يكونو مثله ويخطو خطاه وعليهم اختيار رتب الشرف والتنازل ورفض كل المزايا لدوائر الفساد ... فخروجهم من دوائر الفساد خطوة وطنية بامتياز ... والتاريخ سيسجل لهم وليس عليهم ... هنيئا للوطن برجاله الاوفياء ...

سهيله عمر
Sohilaps69outlook.com