التراجع ليس عيبا سيادة الرئيس

بقلم: طلال الشريف

في البدء نسأل ماذا لو لم تنجح خطة جلب حماس للشروط الثلاثة التي أعلنتموها حل لجنة إدارة غزة وتمكين حكومة الحمدالله وإجراء الإنتخابات ومن يتحمل مسئولية الإضرار بالشعب في فترة تطبيق خطة الإخضاع وما هي الإستحقاقات التي تترتب على فشل خطة القيادة هل ستغادرون المنصة أم ستحملون الشعب مسئولية إجتهاداتكم خاصة وأن غالبية الخبراء لا يتوقعون نجاح الخطة وحال القطاع يقول إن غالبية عظمى من سكان غزة لن يثوروا على حماس لأن هذه الأغلبية تتبع حماس وفتح التيار الاصلاحي التي تناويئونها فلو كانت هذه الخطة مبكرا قبل الخلاف الفتحاوي الفتحاوي لكان هناك أمل في ثورة سكان غزة وهنا أيضا تتحملون المسؤولية عن هذا الإهمال وهذا الخلاف وهذا التأخير الذي يقول التاريخ إنه كان متعمدا في شقيه الشق الأول وهو إضعاف فتح بقسمتها وثانيها لم تعطوا مسألة إستعادة غزة الجهد المطلوب بل عملتم بطريقة غير مباشرة للصرف على حكم حماس وتمكينها علكم تهنأوون بالراحة والإستثمار في الضفة ونضال الخمس نجوم.

في التاريخ صفحات مليئة بالمراجعات والتراجعات عن الخطط والتصرفات أو الإجتهادات غير المحكمة أو التي يجد عليها ما لم يكن في الحسبان أو عند إكتشاف الخطأ أو عند مراجعتها والإستشارة من جديد وكلما كانت القيادة أكثر حكمة تكون مراجعاتها واجبة وأكثر دقة ولا يعيب قراراها بل يقوى وخاصة عندما يتعلق الأمر بأرواح الناس ومصالحهم ومناحي حياتهم وبالأخص إذا لم يكن الصراع مع محتل أو مستعمر وخاصة أيضا عندما يمس الوحدة الوطنية والمواطنين مهما كانت إنتماءاتهم لأن الجروح في الكف موجعة وتؤسس لأخطر أنواع التمزقات المجتمعية والحروب الأهلية وهذا ليس تقاعسا أو جبنا أو دفاعا عن حماس فنحن وحماس مختلفان في البرنامج مهما كان من أعمال هي في النهاية تقدم المساعدة للشعب المظلوم في غزة وإن كان من أثر للمناوءة السياسية تجاهكم من طرف التيار الاصلاحي في فتح فالمسؤول الأول والأخير عما جرى ودفع الناس لحل مشاكلهم هو صلف القيادة في رام الله في عدم الإستجابة لكل الوسطاء لإستعادة وحدة فتح التي تشتت بفعل خاص وليس بفعل عام أو خلاف سياسي فلماذا يؤخذ الوطن والمواطن بجريرات الخاص والصراع بين أفراد أو داخل تنظيم يحملون جميعا برنامجا سياسيا واحدا وهذا هو ما يهم المواطن ويدفع ثمن من أجله لأن أي برنامج سياسي لأي فصيل في الغالب هو لمصلحة المواطن وحقوقه حتي لو لم يتحقق أما أن يدفع المواطن ثمن خلافات وتجاوزات أشخاص داخل الإطار الواحد أو بين فصيلين في صراعهما على السلطة فتلك جرائم تنتهك بحق المواطنين وتقع المسؤولية على عاتق من يرفض الحلول وليس من يستجيب لها ولعل في التحولات وارتفاع نسب المؤيدين للتيار الإصلاحي المستمر في طلب استعادة وحدة فتح وإلغاء الطرد وقطع الرواتب عبرة لمن يعتبر.

نحن لا نريد حكم حماس بالمطلق ولكن كيف تتغلبون على هذه المعضلة هي مسؤوليتكم بالدرجة الأولى وسؤالي هنا أين كنتم منذ عشر سنوات ونيف وأتمنى أن تصارحوا أنفسكم وذواتكم هل فعلا كنتم تفعلون المطلوب ومثالا على ذلك والموضوع ليس ذاتيا بالمطلق فقد حوكمت أنا شخصيا من محكمة حماس بالحبس ستة أشهر على مقال قبل أربع سنوات وكان المقال دفاعا عن فتح وجهاز مخابراتها والرئيس ولم يتضامن معي أحد من سلطة رام الله ولا اتصل بي منهم أحد فأين كنتم في ذاك الوقت الذي كان من ليس مناويئا لحماس من تابعيكم يصاب بنزلة برد فتتم الاتصالات ليل نهار للإطمئنان عليه وهو قد يكون صديقا لحماس أو يعمل مخبرا لها أليس هذا بالله عليكم ما كنتم تفعلونه للخلاص من حماس ومن مسؤوليكم من كان ينسق مع حماس على أعلى المستويات .. أنتم ليسوا مناوئين لحماس وحين تهددت مواقعكم الآن تريدون من الشعب أن ينقذكم .. الله عليك يا غزة

ما يحزن القلب تصريحات وشروحات وتصرفات المسؤولين من السلطة المركزية بشأن غزة وأهلها وما ينكأ الجرح أكثر تلك المحاولات البائسة لتعليل ومحاولات الاستخفاف بعقول الناس حين يقول عزام الأحمد بأن تحرير المختطفين لابد أن يصاحبه ضحايا من المخطوفين وكأن المسؤوليات عن شعب هي فهلوة حين التشبيه بفيلم أو حادث عرضي فهذا شعب يا سيد عزام لا يبخل طوال تاريخه بالتضحيات ولكن أن تهملونا عشر سنوات وحين كنا نثور على حماس تحبطونا ولا تقومون بالمطلوب والآن حين أوشكنا على الموت تطلبون منا الصمود والثورة على حماس وأنتم تعملون السكين في رقابنا ورقاب مرضانا وأطفالنا وشبابنا الذين لم توظفوامنهم إلا أتباعكم وأبناء وأقارب رجال سلطتكم فأنتم مثل حماس بالضبط في نظر أهل غزة وباقي الشعب المسكين الذي ليس لديه واسطة ودمرتم مستقبله أنتم وحماس تريدون منه أن يعيدكم إلى غزة .. هل حسب عزام المضاعفات التي حدثت والأثر اللاحق على المساكين من المخطوفين وأنتم تقطعون رواتبهم وتحرمونهم من الخدمات وتعطلون أنتم وحماس سفرهم وتنقلاتهم وتوظيفهم وتتبارون في اعتقالهم على جملة أو لايك في مواقع التواصل الاجتماعي سواء بإقرار قانون أو بدون وبالله عليكم هل القانون عادل وستعاقبون من يسيء استخدام الشبكة العنكبوتية بحق معارضيكم أم فقط لمن يسيء لحكام رام الله أو حكام غزة .. وهل لو أساء أحد إلى دحلان كما تفعلون من أصغر شخص حتى الرئيس فهل ستحاكمون المسيء

راجعوا وراجعوا خطتكم لعقاب غزة فتوقعاتي ألا تنجح وستزيدون الطين بلة وهناك ألف طريقة لا تؤثر على شعب غزة بالسلب إن أردتم إستعادة الحكم في غزة ولو سألتموني لقلت لكم الكثير وكثير من المواطنين سيقولون أفكار أفضل مما تفعلون... التراجع سيادة الرئيس ليس عيبا فالخطة ذبحت الشعب قبل أن يثورفهل تعرفون ذلك وأنتم بالقطع تعرفون ولكنكم تريدون غزة بلا مواطنين هكذا قراءتي لخطتكم وليس للخلاص من حكم حماس فأفيقوا.

بقلم/ د. طلال الشريف