بعد صراع طويل مع شرعية "أبو مازن" والبحث عن شرعية جديدة وبديلة لا تزال حركة حماس تطرق كل الأبواب محاولة منها لتجد شرعية بديلة عن الرئيس أبو مازن أولا وحركة فتح ثانيا ومنظمة التحرير ثالثا . والهدف خلق كيان مستقل عن هذه الكيانات الأساسية للوطن . وكانت آخر هذه الأبواب أن توجهت حركة حماس على الحدود المصرية محاولة منها على الحصول على الشرعية .
بمعنى ؟ أن الإنتشار الأخير لأجهزة الأمن التابعة لحركة حماس على الحدود المصرية ليس لدواعي أمنية فقط إنما لتحقيق أهداف سياسية نتيجة التقارب بين حركة حماس والمخابرات المصرية . ورغم الصورة الأمنية الواضحة للجميع وهي وجود داعش في سيناء وقربه من حدود غزة وتشكيله الخطر الحقيقي على أمن الجيش المصري وحركة حماس . هذه الصورة جعلت علاقة أمنية مشتركة بين المخابرات المصرية وحركة حماس . ولكن هذه الصورة ليس هي السبب الوحيد لتقارب حركة حماس مع المخابرات المصرية على الأقل من وجهة نظر حماس . إنما هناك أهداف سياسية تريدها حركة حماس من المخابرات المصرية . والعنوان العريض لهذه الأهداف هي الحصول على فتح معبر رفح بشكل دائم وإقامة منطقة تجارية حرة بين مصر وغزة . وهذه الإنجازات في جوهرها لصالح مشروع دولة غزة وفي ظاهرها تخفيف الحصار عن الشعب الضحية .
أما نسبة تجاوب المخابرات المصرية لمشروع حركة حماس فهي لا زالت ضعيفة ومصحوبة بالحذر الشديد وهي رهينة الوقت لأن حركة حماس لا زالت تحت الإختبار بالنسبة للمخابرات المصرية وخاصة بعد الهجوم الشرس من وسائل الإعلام المصرية على حركة حماس . وإقتصرت هذه العلاقة بالنسبة للمصريين في شق الإمن فقط . لأن المصلحة الامنية بين حماس ومصر على الحدود المشتركة مصلحة واحدة وهي ضبط الحدود من تسريبات داعش من مصر إلى غزة والعكس صحيح . أما بالنسبة لإدخال السولار من مصر إلى غزة لتشغيل محطة توليد الكهرباء فأعتبرته مصر مكافئة رمزية وتشجيعية لحركة حماس نتيجة النشاط الأمني لأجهزة امنها على الحدود المصرية . رغم أن السولار المصري ليس مساعدة مادية إنما هو تبادل تجاري ليس أكثر . البائع شركة القاهرة للبترول والمشتري دولة الإمارات بواسطة محمد دحلان . وتحول هذا المشروع التجاري إلى إتفاقيات سياسية وهمية بواسطة وسائل الإعلام .
وحسب تحليلي الشخصي لهذا الموضوع وهذه الأحداث الدراماتيكية هو ان حركة حماس ستتجه إلى التقارب الأكبر مع مصر وإرضاء مصر بكل الوسائل المتاحة لديها من أجل الحصول على شرعية معبر رفح وتبادل تجاري حر ومستقل عن حكومة الوفاق الوطني . وسوف تستخدم حركة حماس تيار دحلان للتقارب مع مصر بشكل أكبر من السابق لتحقيق أهدافها الشخصية . وعلى رأس هذه الأهداف سحب البساط من تحت قدمي أبو مازن والإستقلال بدولة غزة .
وبعد كل هذا حسب رأيي الشخصي فلا يكون تجاوب حقيقي من مصر لصناعة شرعية لحركة حماس في غزة .لأن مصر دولة كبيرة ومن أولوياتها الحفاظ على التوازن الإقليمي بين الدول ومصالحها المشتركة . وتحسين العلاقة مع حماس سيكون محدودا بحيث لا يخرج من دائرة الأمن . وستبقى سيطرة المخابرات المصرية على حماس قيد المصلحة الأمنية المشتركة .
الكاتب الصحفي : أشرف صالح