وفد من لجنة المتابعة يعزي بمقتل الشرطيين الاسرائيليين

شارك وفد من لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل "فلسطينيي 48"، بتقديم العزاء لعائلتي الشرطيين الاسرائيليين اللذين قتلا يوم الجمعة الماضي خلال اشتباك مسلح نفذه ثلاثة شباب فلسطينيين من مدينة أم الفحم قرب مسجد الأقصى وأدى الى استشهاد الشباب الثلاثة خلال تبادل إطلاق نار مع الشرطة.

وترأس الوفد محمد بركة، رئيس لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية. ولجنة المتابعة وهي المظلة السياسية الجامعة لممثلي كافة الأحزاب السياسية الناشطة بين أبناء الجماهير العربية، وهي جسم سياسي موحّد لهم لكن ترفض السلطات الإسرائيلية به رسميا كممثل جامع للجماهير العربية داخل الخط الاخضر.

كما شارك بالوفد أيضا عدد من الشخصيات السياسية الناشطة في عدد من الأحزاب العربية داخل الخط الاخضر، إضافة الى رؤساء في السلطات المحلية العربية. وأشارت مصادر محلية أيضا أن الوفد بعد تقديم العزاء لعائلتي الشرطيين الذين ينتميان للطائفة الدرزية، أكمل الوفد طريقه الى أم الفحم، وهي ثاني كبرى المدن العربية داخل الخط الاخضر لزيارة عائلات الشباب الشهداء الثلاثة منفذي الهجوم قرب المسجد الأقصى.
وقتل عنصران من الشرطة الإسرائيلية، هما هايل ستاوي من قرية المغار، وكميل شنان من قرية حرفيش، وهما شرطيان عربيان ينتميان للطائفة الدرزية التي يفرض عليها تأدية الخدمة العسكرية الإلزامية في صفوف الجيش الإسرائيلي، وذلك خلال الاشتباك المسلح الذي نفذه الشبان الثلاثة يوم الجمعة الماضي قرب المسجد الأقصى، وأدى لاستشهادهم.
والشباب الثلاثة أسماؤهم محمد وهم من أبناء عائلة جبّارين من أم الفحم. ولا تزال جثثهم محتجزة لدى السلطات الإسرائيلية، فيما منعت الشرطة الإسرائيلية ذويهم من إقامة بيت عزاء لهم في مدينتهم. وتوجهت جمعية عدالة الحقوقية العربية بطلب الى محكمة إسرائيلية لإلزام الشرطة بتسليم جثث الشباب الى ذويهم لدفنهم.
ويعيش في إسرائيل نحو مليون ونصف عربي من فلسطينيي 48 ويحملون جنسيتها، وهم أحفاد نحو 150 ألف فلسطيني بقوا في أراضيهم عند الإعلان عن قيام دولة إسرائيل، وحصلوا فيما بعد على جنسية الدولة. وفي أواخر خمسينيات القرن الماضي فرض القانون الإسرائيلي الخدمة الإلزامية في الجيش الإسرائيلي على أبناء الطائفة الدرزية.
وكانت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية، قد أصدرت بيانا بعد الاشتباك قرب المسجد الأقصى، حذرت فيه من تداعيات "عملية الأقصى"، مؤكدة أن "جماهيرنا العربية تناضل منذ 69 عاما، بمسارات كفاحية جماهيرية شعبية، والخروج عنها لا يخدم مسيرتنا". كما دعت اللجنة الجماهير العربية "لليقظة من محاولات الفتنة التي ستغذيها الحكومة حتما".
ومنذ صباح الجمعة اندلعت نقاشات حادة على وسائل التواصل الاجتماعي وبالأخص موقعي "فيسبوك" و "تويتر"، حول تداعيات هذه العملية التي قُتل فيها شرطيان درزيان.
وقالت لجنة المتابعة في بيان "تحذر لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية من أن يستفرد الاحتلال بالمسجد الاقصى، خاصة وأنه منع اليوم صلاة الجمعة فيه، مستغلا العملية التي وقعت في باحات المسجد، وهو عمل فردي مرفوض، ولا يخدم نضال الجماهير العربية من أجل الدفاع عن وجودها وحقوقها ومقدساتها".
كذلك، حذرت لجنة المتابعة، "من أن تستغل حكومة بنيامين نتنياهو العملية، لتصعيد تحريضها الشرس على جماهيرنا العربية، وتسريع سلسلة من المخططات العدوانية ضد جماهيرنا، وبالذات جرائم الاقتلاع وتدمير البيوت العربية، والاستمرار في الحرمان من الموارد والميزانيات، وحقوقنا في وطننا الذي لا وطن لنا سواه، وهذا بموازاة، انتهاز الفرصة من أجل تمرير قوانين استبدادية واقتلاعية، مثل قانون ما يسمى "الدولة القومية"، وقانون حظر أذان المساجد".
وفي ذات الوقت، تؤكد لجنة المتابعة على أن "القدس والمسجد الاقصى المبارك، هو منطقة محتلة، لا شرعية لوجود جيش الاحتلال فيها، وبالذات في هذا المكان المقدس، وأن الاحتلال يتحمل المسؤولية عن كل نقطة دم تسفك. وتحذر لجنة المتابعة من أن يتم استغلال العملية، لفرض واقع أشد قسوة من الذي يواجهه الأقصى على مدى عقود الاحتلال، وقد تكون البداية بمنع صلاة الجمعة اليوم بمثابة سابقة خطيرة".

المصدر: القدس المحتلة - وكالة قدس نت للأنباء -