يا قادتنا نرجوكم أن تكونوا قادة ،

بقلم: حازم عبد الله سلامة

بسم الله الرحمن الرحيم

لازال البعض غارق في أوهام بعيدة كل البعد عن الواقع ، يجلسون في مراتبهم التنظيمية كأن فتح حاكورة خاصة بهم وورثة لهم توارثوها ، لا يعرفون عن غزة شيئا إلا ما تجلب لهم من المناصب والموازنات والمسميات ، ينصبون أنفسهم حكام علي الناس ونواياهم ويصنفون فتح حسب أهواؤهم وحسب مقاسهم ، يعملون علي تجزئة حركة فتح وتقسيمها كأنها ملكا لهم وغنيمة يوزعونها علي المقربين والمرافقين والمندوبين ، اختصروا حركة فتح في حالهم وبعض المصفقين لهم ، ووزعوا الاتهامات هنا وهناك وصكوك الغفران حسب الولاءات الشخصية ،

نحترق قهرا علي ما يجري بغزة ، ويؤلمنا كثيرا أن تكون فتح بأيدي غير أمينة أو مؤتمنة علي هذا التاريخ الناصع الذي كتب من دماء الشهداء ووثقه الرمز أبا عمار بصمود وتحدي أسطوري ،
يحزننا ما يصدر من تصريحات قيادية تسيء لحركة فتح وتعطي المبررات للخصوم للتهجم علي الحركة ،

فلو كلفتم أنفسكم عناء يوم ونزلتم للأرض واستمعتم للمناطق وللكادر لعرفتم ما يدور ، ولوصلتكم حالة الغليان التي تعم أرض غزة من شرقها لغربها ومن شمالها لجنوبها ، فغزة لا تدار عبر جوال أو فاكس أو مقال ، أو من خلال الوسواسين الذين ينقلون الصورة الخطأ للوضع لأنها تتماشي مع ما يرغبون ، فالواجب أن يسمع المسئول حقيقة الأرض وما يجري وليس إسماعه ما يحب أن يسمعه ،

فالمرحلة صعبة والوضع خطير ، ويجب وقف حالة اللغط والتخبط التي تجري ، ويجب التقارب من القاعدة وإعطاؤها حقها بقول رأيها والتعبير عن موقفها فأهل غزة أدري بشعابها ، ومن يحتك بالميدان ويتواصل ، يعرف ما يدور ،

اتركوا الغرف المغلقة ، غادروا مكاتبكم وانزلوا للميدان ، فلن يتم استنهاض حركة فتح من خلف المكاتب وعبر مراسلات وفاكسات وبريد ، الآن فتح بغزة تنتفض وتلملم جراحها ، لتنطلق من جديد كطائر العنقاء من بين الرماد ، فلتضعوا أياديكم معا وتتكاتفوا وتتوحدوا ، خيرا لكم من سياسة التدمير والاتهامات والتحدث بفوقية ، فحركة فتح بغزة عانت من التهميش والاضطهاد والتصنيفات وتصفية الحسابات من خلال الاستحواذ علي فتح واحتكارها كأنها بيارة المفوض ولا يحق لأحد دخولها إلا بقرار بعد التحري والتدقيق واستشارة المرافقين والمناديب والسحيجة والمنافقين ،

نتحدث بحرقة الحرص علي فتح وخوفنا الشديد عليها ، ونتمنى أن تكن قيادتنا بمستوي عشقنا للفتح وان تبتعد عن الحكم علي الوضع من خلال ما يرفع لها من تقارير مغلوطة وغير صحيحة ، ولتنزل علي الأرض وتتحري الصدق وتضع البرامج والخطط لاستنهاض فتح وفق رؤية سليمة وبرنامج متكامل ونوايا صافية وإرادة حقيقة ، وإلا فالوضع لا يبشر بخير ، وستتحملون المسئولية الكاملة عن هذا الفشل والهزيمة ، فلا يوجد مجموعة فاشلة بل يوجد قائد فاشل وقيادة فاشلة ،

لازال الأمل لدينا بأن تعاد البوصلة إلي مسارها الصحيح ، وان تنهض حركة فتح بقوة موحدة ، وان تنتهي حالة الخلافات والفرقة ، ونتمنى أن تكن القيادة يدا للبناء وتوحيد فتح ولملمة الجراح وليس سببا من أسباب الفرقة والشرذمة والتخبط ، ارحموا فتح واتقوا الله في غزة ، وحافظوا علي عهدكم مع الرمز أبا عمار ،
يا قادتنا نرجوكم أن تكونوا قادة ، فالرمز أبا عمار كان قائدا بتواضعه وبساطته ، بحبه لشعبه ، بثوريته ، بإنسانيته ، بقربه من الجماهير وتلاحمه مع البسطاء ، فكونا قادة ، وفقكم الله لخدمة الوطن والوفاء لحركة فتح ،
hazemslamagmail.com
مع تحيات أخوكم حازم عبد الله سلامة أبو المعتصم