قتل 3 مستوطنين وأصيب رابع، مساء الجمعة، في عملية طعن نفذها شاب فلسطيني في مستوطنة "حلميش" شمال غرب رام الله وسط الضفة الغربية، قبل أن يطلق جيش الاحتلال الإسرائيلي النار عليه ويصيبه بجراح متوسطة.
وقالت تقارير عبرية ان شاب فلسطيني مسلّحاً بسكين تسلل إلى أحد منازل المستوطنة وطعن 4 من سكانه فقتل ثلاثة مستوطنين رجلان يبلغان من العمر ( 40 و 60 عاما) وسيدة ( 40 عاما) ، فيما اصيبت مستوطنة تبلغ من العمر ( 60 عاما) بجراح خطيرة.
وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية بان منفذ العملية هو الشاب عمر عبد الجليل العبد (19 عاما) من بلدة كوبر قرب رام الله وأصيب بجراح متوسطة إلى خطيرة، وجرى نقله إلى مستشفى "بيلنسيون" الاسرائيلي في "بتاح تكفا".
وأفادت التقارير نقلا عن مصدر أمني قوله " إن منفذ العملية قال في التحقيق الذي أخضع له، أنه اشترى السكين الذي نفذ به العملية، في اليومين الأخيرين، بسبب التوتر في المسجد الاقصى المبارك"، مشيراً الى انه ينتمي لحركة "حماس" أيدلوجيا وليس تنظيمياً.
وأشارت إلى أن جيش الاحتلال فرض طوقاً مشدداً على المستوطنة وحظر على سكانها الخروج منها حتى إشعار آخر، وذلك خشية وجود مهاجمين آخرين.
وقالت إن "قوات من الجيش الإسرائيلي اعتقلت شاب فلسطيني في محيط مستوطنة "حلميش"، يشتبه بمشاركته في تنفيذ عملية الطعن.وأشارت إلى أن "قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي وصلت المكان، وتم إطلاق صافرات الإنذار داخل المستوطنة".
ونقلت "يديعوت أحرنوت" عن أحد المسعفين ويدعى أيهود أميتون قوله: "ان العملية قاسية جداً حيث وجد 4 جرحى يسبحون في دمائهم داخل احد المنازل وحاول هو وطاقم الإسعاف إنقاذ حياة اثنين منهم دون فائدة فأعلنوا وفاتهم، بينما وجدوا مستوطنة تعاني من جراح بالغة وأخرى بشكل متوسط وجرى نقل الاثنتين بمروحيات إلى مستشفى "شعاريه تسيدك" بالقدس لتلقي العلاج وأعلن لاحقاً عن وفاة إحداهن"، فيما قالت القناة العاشرة العبرية ان "منفذ العملية شاهد أطفال في مكان تنفيذ العملية ولم يقترب منهم".
الى ذلك افادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال بدأت بتعزيز تواجدها في محيط بلدة كوبر. وأشارت إلى أن العشرات من دوريات الاحتلال اقتحمت البلدة.
وتقبع مستوطنة حلميش (نفي تسور)، التي أقامها الاحتلال في العام 1977، على أراضي قرية دير نظام شمال غرب رام الله، وهي مستوطنة صناعية زراعية، تلتهم آلاف الدونمات التي صادرتها قوات الاحتلال.
وفيما يلي الوصية التي تركها الشهيد على صفحته على مواقع التواصل الإجتماعي ويتحدث فيها أن الدافع لتنفيذ العملية ما يقوم به الاحتلال من انتهاكات واستهداف للمسجد الاقصى.
وتأتي عملية الطعن عقب حالة الغضب التي شهدتها الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلة وقطاع غزة والعديد من العواصم العربية والإسلامية، بعد إقامة الاحتلال بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى، وهو ما رفضه المقدسيون، ويصرون على عدم الدخول للأقصى إلا بعد إزالتها.
هذا وباركت حركة "حماس" والفصائل الفلسطينية، عملية الطعن ودعت "حماس" على لسان الناطق باسمها حسام بدران، "جماهير شعبنا الغاضبة في الضفة والقدس والداخل وقطاع غزة، إلى الاستمرار في مواجهة المحتل الصهيوني عند نقاط التماس المختلفة؛ نصرةً للمسجد الأقصى المبارك."
وأكدت الحركة أن" الجماهير الغاضبة التي امتلأت بها شوارع مدن الضفة والقدس اليوم الجمعة، دليل على وعي الشعب الفلسطيني بالخطر المحدق في المسجد الأقصى، مشددةً على أن الحق الفلسطيني ينتزع بوعي الشعب وإرادته الصلبة وبوقوفه مع المقاومة بشتى أشكالها."
وحيّا بدران "الحشود الجماهيرية الكبيرة التي خرجت اليوم في مختلف مدن الضفة الغربية، ومن مختلف أحياء مدينة القدس المحتلة، والتي اشتبكت مع المحتل دفاعًا عن مسرى رسول الله، مؤكدًا أن المقاومة لن تترك دماء شهداء اليوم وشهداء شعبنا عمومًا دون رد مؤلم للاحتلال."
وكان الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس قد أعلن، اليوم الجمعة، وقف كافة الاتفاقيات التي تجمعه مع إسرائيل، بما يشمل التنسيق الأمني، ردا على استشهاد 3 فلسطينيين اليوم، بنيران الاحتلال الإسرائيلي، على خلفية التوتر في الاقصى.
وارتقى اليوم الجمعة ثلاثة من الشهداء بمدينة القدس المحتلة عقب عمليات القمع التي نفذها الاحتلال بحق المسيرات الرافضة للبوابات الإلكترونية على مداخل الأقصى، وهو ما عدّه مراقبون نقطة قد تدفع بالتصعيد تجاه الاحتلال.