مدينة القدس في ذمة الله . ليس لأنها ماتت كما يعتقد الكثير من الناس ويطلقون هذا المصطلح على الناس اللذين يتوفاهم الله . ولكنها في ذمة الله وحفظه ورعايته لأنها أرض مقدسة . لأنها تتشرف بوجود المسجد الأقصى على أرضها أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين . ومسجد قبة السخرة منارة الإسلام في عهد الأمويين . عندما تنزف القدس يجب أن نسأل أنفسنا اسألة كثيرة . لماذا لا زلنا نراهب على العرب والمسلمين في حماية القدس رغم التخلي الواضح والصريح . لماذا لا تزال القدس في قبضة اليهود رغم أننا الأقرب إلى الله حسب النص القرآني والسنة النبوية . لماذا لا تتحد الفصائل الفلسطينية الوطنية على قلب رجل واحد لنصرة مدينة القدس والمسجد الأقصى .
الإجابة على هذه الأسئلة بسيطة في اللغة ولكنها مكلفة في المعنى لأننا بعيدين عن الله كل البعد . وإن قرأنا هذه الآية القرآنية وفهمناها جيدا فلن نحتاج دليلا لطريق تحرير القدس .
(يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم) فنحن بحاجة إلى فهم النصوص القرآنية وتطبيقها على أرض الواقع . لأن القضية بالنسبة لنا ولمقدساتنا كمسلمين ترتبط إرتباطا جذريا في التعامل مع النصوص القرآنية وتطبيقها . فلا زلنا نحن كفلسطينيين على وجه الخصوص ننجر وراء المصطلحات والسياسات الغربية المصدرة إلينا كعقبة في طريق الشريعة الإسلامية التي هي منهاج حياة المسلمين . وتطبيقنا للقوانين الوضعية البديلة عن الشريعة الإسلامية هي دليل واضح على أننا كمسلمين نرفض رفضا باتا منهج الله وهو تطبيق الشريعة .
فكيف لنا أن نكون مدافعين عن مقدساتنا الإسلامية ونحن نرفض منهج الله وننجر وراء القوانين الدولية والوضعية . يجب علينا أن نراجع أنفسنا جيدا ونضع النقاط على الحروف أولا . وعلينا أن نعلم جيدا أن القدس ليس أرض فلسطينية أغتصبها الكيان الصهيوني فحسب . بل أنها أرض وقف أسلامية مقدسة تمثل جميع المسلمين على وجه الأرض .
وحسب ما أراه على الأقل من وجهة نظري ككاتب وباحث أن الدفاع عن القدس ليس من باب الشعور بالوطنية والقومية فقط . بل يجب أن يكون من باب الإنتماء للإسلام أولا . وكما ذكرنا في السابق أن القدس أرض وقف إسلامية وتاريخ وحضارة تمثل جميع المسلمين في شتى أنحاء العالم .
أقرب طريق إلى تحرير القدس وباقي أراضي فلسطين هو العودة إلى الله . وتطبيق شريعة الله في الأرض . ونتوحد جميعا على قلب رجل واحد وكلمة رجل واحد . وإقامة العدل والحق .
بقلم/ أشرف صالح