بسم الله الرحمن الرحيم
قالها الشهيد غسان كنفاني إذا كنا مدافعين فاشلين عن القضية فالأجدر بنا أن نغير المدافعين عن القضية لا أن نغير القضية
فقضية الوطن لا تحتاج إلي سواقين يسوقون الشعارات والخطب ويتغنون بحب الوطن لدغدغة العواطف ونيل منصب ومرتبة ومصالح شخصية ، فالشهداء رسموا لنا من دمهم الطريق وعبدوها بالتضحيات ، فقانون الشهداء الذي كتبت أحرفه بالدم ، هو التصريح والرخصة لمن أراد أن يكمل المشوار ، مشوار الشهداء وآلام المناضلين وتضحياتهم ، فالوطن يحتاج من يعطيه ويقدم له ويناضل لأجله ، لا لمن يتسلق علي معاناته ويتغني بتضحياته لينال التصفيق والإعجاب ، ولأجل أطماع شخصية ،
فالوطن ليس شركة تجارية ولا مشروع استثماري ، ودماء الشهداء وآلام المناضلين ليس سلعة وليس للتجارة والاستثمار ، فيكفي شعارات وخطب رنانة ، فالمواطن أصبح علي دراية بالأمور ووعي كبير بالأحداث ،
فوفروا كلماتكم وشعاراتكم وارحموا الوطن المذبوح واتركوا الشهداء ولا تزعجوهم ، دعوهم في مرقدهم ولا توقظوهم ، وان صدقتم فلتتبعوا خطاهم ، فزمن الشعارات والخطب والكلمات الرنانة انتهي ، لان جرح الوطن اكبر من كل الكلمات ،
فقانون المرور إلي الوطن هو من خلال الدم والتضحية والفداء لا من خلال شعاراتكم التي سقطت أمام صرخة جريح وأسير ومناضل ،
فقانون المرور إلي الوطن والعمل لأجله لا يحتاج كتاب تكليف من احد ، ولا إلي مسمي قيادي ، فالوطن يحتاج تفاني في العمل وإخلاص بالأداء وضمير نابض بالانتماء ، فعشق الوطن كبير ، والوطن كبير بقلوب الأوفياء ، فلا تختصروا الوطن بمصالحكم وبشخوصكم ، فالوطن ليس ملكا لأحد ولا طابو لأحد ولا حكرا لأحد ، فلا تتغنوا بالوطن كأنه بيارة خاصة لكم ، وارحموا هذا الوطن ،
فحين تشتد الأزمات بالوطن ، علي الجميع أن يكونوا حازمين بمواقفهم ، فحينما يحتاج الوطن رجاله يجب أن يكن الموقف بمستوي الوطن ، فالرجال مواقف ، فلا وسطية بمصلحة الوطن ولا مجال للرومانسية حينما يتعرض الوطن للذبح ، فقد نحتاج إلي الجنون لنصل إلي العقلانية ، والي العنف لنصل إلي الهدوء ،
فالشهداء قالوا كلمتهم وأعلنوا موقفهم بالدم ، وكتبوا الوصية من دمهم ، وصاغوا تصريح المرور لحرية الوطن من دمهم ، ولسان حالهم يصرخ كفكف دموعك ليـــــــــس ... في عبراتك الحرى ارتياحي
هذا سبيلي إن صدقـــت ... محبتي فاحمل ســلاحـــــي ،
لا تتغنوا بالوطن ، فانتم مشكلة الوطن ، فيكفيكم ذبحا بالوطن والتغني بدمائه النازفة ، وارحموا الوطن ،
فالوقت من دم والتاريخ لا لن يرحم ، وسيبقي الوطن اكبر من الجميع ، فخارطة الوطن ليس وزارة ولا إمارة ، والطريق إلي الوطن كتب بالدم ، وحتما سينتصر الوطن لان الحق حتما منتصر ، وحماك الله يا وطن ،
والله الموفق والمستعان ،
كتب حازم عبد الله سلامة أبو المعتصم
hazemslamagmail.com