يجب دفع الثمن..ما حدث بالسفارة الإسرائيلية بعمان إعدام لمدنيين

تكشفت الحقائق وظهر الكذب و الزيف الإسرائيلي بان ما حدث داخل سفارة الاحتلال بالعاصمة الأردنية عمان ليس عملية فدائية، بل كان عملية إعدام مقصودة مع سبق الإصرار والترصد من قبل حراس أمن سفارة الاحتلال بحق مدنيين أردنيين أبرياء، وهذا يضعنا أمام الكثير من علامات الإستفاهم التي هي بحاجة للأجوبة؟

فعملية الإعدام العمد و التي ارتقى من خلالها موطنين أردنيين شهداء ليلة أمس، تدل على عقلية القتل المتعمد من قبل  الاحتلال الإسرائيلي، خاصة أن عملية التعتيم من قبل الاحتلال كانت مثيرة للشك و الريبة، ولذلك يجب على إسرائيل أن تدفع ثمن هذه الجريمة البشعة.

تطور لافت بالشارع الأردني

وأمام ردات فعل هذه الجريمة يقول الكاتب المختص بالشأن الإسرائيلي فراس حسان "ما حدث في السفارة الإسرائيلية بعمان و أدى إلى استشهاد مواطنين ، يضعنا أمام تطور لافت بالشارع الأردني على صعيد ألازمه الحالية وهو على النحو التالي، ويتمثل ذلك بازدياد الكره الشعبي للإسرائيليين و كذلك السائح الإسرائيلي بالأردن  أصبح اليوم في خطر كبير من استهدافه ."

وحول  محاولة رأب الصدع و توتر العلاقات الدبلوماسية على خلفية هذه الجريمة قال حسان في تعقيب لـ"وكالة قدس نت للأنباء"،"توتر العلاقات مع الأردن لابد من إنهائه عبر تهدئة الشارع الأردني من خلال تحقيق بعض المطالب للملك الأردني ، و نحن أمام تطور ميداني تسعى الحكومة الإسرائيلية والأردنية لحله بأسرع وقت ممكن لان الطرفان لا يرغبان بتوتير الأجواء فيما بينهما ."

مواصلا حديثه، "واعتقد أن إسرائيل ستستجيب للمطالب الأردنية بوجود جانب امني إسرائيلي وخاصة مسالة التحقيق مع حارس الأمن الصهيوني".

إعدام متعمد

وتشير تفاصيل ما حدث داخل السفارة الإسرائيلية كما ورد من مصادر صحافية وشبه رسمية أن شابين  الأول محمد زكريا محمد الجواودة (17 عاماً) ،وآخر كانا يعملان بتركيب أثاث داخل السكن التابع للسفارة الإسرائيلية في منطقة الرايبة في عمّان، حيث قام إسرائيلي من امن السفارة بإطلاق النار عليهما للاشتباه بأمرهما مما أدى إلى مقتل الشاب محمد .كما قال حسان

وأضاف أن "الجواودة استشهد أثناء محاولة إسعافه عقب الحادث، أما الأردني الثاني بشار حمارنة وهو طبيب كان متواجدا لحظة الحادث في المبنى السكني التابع للسفارة والذي يملكه، فاستشهد بالمستشفى بعد منتصف ليل الأحد-الاثنين متأثرا بإصابته" ، وان "المصاب الإسرائيلي هو مساعد لمدير أمن السفارة الإسرائيلية وما زال يتلقى العلاج في المستشفى".

الأردن  أمام هذه الجريمة طلب بالتحقيق مع حارس الأمن الإسرائيلي قبل السماح بعودته إلى إسرائيل ، بينما ذكرت صحيفة "معاريف" العبرية: أن الاحتلال الإسرائيلي يرفض تسليم الأردن مساعد أمن السفارة الإسرائيلية في عمان للتحقيق معه عقب استشهاد شابين أردنيين بإطلاق نار داخل السفارة.

وبينت الصحيفة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سارع للاتصال بالسفيرة الإسرائيلية في الأردن "عينات شليان" للوقوف على حيثيات الحادث، كما اتصل مع الحارس المذكور، في الوقت الذي تباحث فيه الكابينت الليلة الماضية حول الحدث وكيفية تخفيف التوتر مع الأردن.

وقال مصدر سياسي إسرائيلي إن موظفي سفارة إسرائيل بعمان يختبئون داخل السفارة خشية من تظاهرات عارمة.

وقال داني يتوم رئيس الموساد السابق إن حادثة سفارة الأردن فرصة لنتنياهو لحل أزمة المسجد الأقصى فورا، وعلى مكتب نتنياهو أن يبدأ تشاورات مع الملك فورا لحل حادثة السفارة بعمان.

تعودوا على القتل وإيجاد الذرائع

وتعقيبا على ذلك يقول الكاتب و المحلل السياسي راسم عبيدات، "الجنود الإسرائيليين تعودوا على القتل وإيجاد الذرائع، و بعد ما اتضح بأن ما حدث داخل سفارة الاحتلال في عمان،لم يكن عملاً مقاوماً،بل جريمة بامتياز ارتكبها احد رجال الأمن الإسرائيليين بحق مواطنين أردنيين عزل."

وأضاف عبيدات وفق ما نقله مراسل "وكالة قدس نت للأنباء"عنه، "حاولت حكومة الاحتلال إيجاد الذرائع لها بأن احد القتيلين قام بطعن حراس الأمن بمفك تركيب،وهذا الإدعاء مورس على نطاق واسع بحق الشبان والفتيان والفتايات الفلسطينيات والذين دفعوا أرواحهم ثمناً لمثل هذه الإدعاءات الكاذبة.

واوضح عبيدات على اهمية دفع إسرائيل الثمن كما حدث فى ظروف سابقة وقال:"جرى انتهاكها سابقاً عندما حاول جهاز الموساد الإسرائيلي اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل،تلك المحاولة الفاشلة التي قادت الى اصرار الملك الأردني الراحل حسين الى إطلاق سراح الشيخ الشهيد احمد ياسين ،ولذلك الحكومة الأردنية،يجب أن تدافع عن سيادة البلد وعن دماء المواطنين الأبرياء،وأيضاً يجب ان لا تمر تلك الجريمة بدون عقاب للجاني ولسفارة الاحتلال التي تحاول تهريب الجاني من السفارة لكي لا تجري معاقبته ، ولذلك هذه الجريمة على المحتل ان يدفع ثمنها ،والثمن يجب ان يكون إطلاق سراح قيادات فلسطينية ووقف شامل للانتهاكات الإسرائيلية بحق الأقصى واحترام الوصاية الأردنية عليه،وإزالة البوابات الالكترونية والكاميرات ذات المجسات الحرارية وأية إجراءات مرتبطة بهما و احترام السيادة الإدارية للأوقاف الإسلامية على المسجد الأقصى.

تبديد التوتر في العلاقات المأزومة

وتجري اتصالات على أرفع المستويات من أجل تبديد التوتر في العلاقات المأزومة أصلا بين الجانبين حول نصب إسرائيل بوابات إلكترونية على مداخل المسجد الأقصى.

وزعمت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في الخارجية الإسرائيلية قولها إن "الحادث في سكن السفارة مرتبط بالأحداث في المسجد الأقصى."

ومن المحتمل أن يؤدي هذا الحادث إلى شقاق في العلاقات المتوترة بالفعل بين إسرائيل والأردن لأن الأردن يريد استجواب الحارس الإسرائيلي الذي أصيب بجروح طفيفة ولكن إسرائيل قالت إنه يحظى بحصانة دبلوماسية بموجب اتفاقية فيينا.

بدوره عقب الكاتب و المحلل السياسي فايز أبو شمالة على الجريمة الإسرائيلية وكتب في تدوينه له عبر شبكة التواصل الاجتماعي قائلا:"لم يستطع الحارس اليهودي في السفارة الإسرائيلية في الأردن أن يظل صامتاً، وهو يرى إخوانه الحراس اليهود يطلقون النار في القدس، ويقتلون عرباً فلسطينيين ، و لذلك قرر أن يكون جزءاً من معركة تهويد المسجد الأقصى، فأطلق النار، وقتل عرباً أردنيين ،فكيف يقدر العرب على الصمت، ولا يشاركون في معركة القدس الإسلامية، والتأكيد على إسلامية المسجد الأقصى؟!

ويرتبط الأردن وإسرائيل بمعاهدة سلام منذ عام 1994، وتعترف إسرائيل بموجبها بوصاية المملكة على الأماكن المقدسة في مدينة القدس التي كانت تخضع إداريا للأردن قبل احتلالها عام 1967.

المصدر: غزة- وكالة قدس نت للأنباء -